رغم الاندماج والتعايش بين العرب والسوريين في تركيا ومواطني الدولة التركية، لا يخلو الأمر من حوادث واعتداءات بعضها يحمل طابع عنصري، ويتساءل البعض عن عقوبة العنصرية في القانون التركي وخطوات التعامل مع أي خطر من هذا النوع في 2023.
ومؤخراً شنت الحكومة التركية حملة اعتقالات طالت إعلاميين أتراك بتهم العداء والتحريض ضد اللاجئين السوريين في البلاد، ومن بينهم محرر صحفي في موقع Muhbir التركي ورئيس تحرير موقع Aykırı ومراسل صفحة Haber report وصاحب صفحة Mülteci haberleri حسبما نقله موقع trhaber وترجمته أوراق تركيا.
وبالتزامن شنت السلطات التركية حملة أمنية ضد من يحملون خطاب العداء والكراهية عبر منشورات تحمل استفزازاً للجمهور وتنشر معلومات مضللة على منصات التواصل حسبما نقلته وكالة الأناضول التركية.
عقوبة العنصرية في القانون التركي 2023
وتدور تساؤلات عن عقوبة العنصرية في القانون التركي وخطوات التعامل مع أي اعتداء عنصري في تركيا وهو ما نتناوله في هذا المقال ضمن موقع أوراق تركيا.
وتضمن قانون العقوبات التركي رقم 5237 عقوبة جريمة العنصرية التي تنضوي تحت بند جرائم الكراهية والتمييز أو ما يسمى بالتركية Nefret ve ayrımcılık suçu وتكون عبر التعامل مع الأشخاص بتفرقة على أساس "الدين، اللغة، العرق، الطائفة، الحالة الصحية".
أما عقوبة العنصرية في القانون التركي، فتتراوح بالسجن ما بين عام إلى 3 أعوام وينص قانون العقوبات على حبس من يهين القيم الدينية علناً من ستة أشهر إلى سنة في حال كان الفعل مضراً بالسلم العام.
هل تكفي العقوبات الحالية لردع العنصرية في تركيا؟
وعن مدى تناسب هذه العقوبات مع جرائم العنصرية التي بدأت تأخذ منحى خطير وأدت لتفشي ظاهرة خطيرة في تركيا مثل التفرقة على أساسات الدين واللباس وباتت لا ترتبط باللاجئين والمهاجرين وحسب، ذكر الأكاديمي التركي دينيز باران في ندوة نظمها موقع "عربي بوست" أن هناك حاجة إلى قوانين صارمة وعقوبات أكثر ردعاً.
وأوضح باران أن هناك ضرورة لتحديث العقوبة وتوضيح الشروط التي تجعل العنصرية جرماً في القانون التركي وخاصة وأن الشعب في تركيا بدأ يلمس نتائج الكراهية والعنصرية بين شرائحه المتنوعة، وتطورت تلك الجرائم إلى جنايات أو ما يؤدي للتحريض على الجناية.
وأوضح الأكاديمي التركي عن العنصرية في القانون التركي أن القوانين الحالية قد تعد العمل العنصري رأياً شخصياً في بعض الحالات التي لا تؤدي إلى انفعال شعبي أو تهديد للأمن القومي وهو ما يحتاج إلى تغيير وتحديث وفق الظواهر الجديدة التي بدأت تنتشر بين المجتمعات المختلفة.
كيف أتصرف إن تعرضت لموقف عنصري في تركيا؟
ويدور تساؤل آخر إلى جانب عقوبة العنصرية في القانون التركي وهو كيف يتعامل الشخص مع الاعتداء أو التصرف الذي قد ينم عن كراهية وخطاب عنصري.
في هذه الحالة أول ما يمكن فعله كلاجئ أو مهاجر هو تجنب المسيء قدر المستطاع والابتعاد عنه وعدم الاحتكاك به، فكم من مشكلة صغيرة تحولت إلى جناية بسبب تلاسن ومشادة كلامية بين طرفين، وهذا الأمر ينطبق على أي خلاف كان ولا يرتبط بالقضايا العنصرية وحسب.
فالأهم والأنسب لمواجهة العنصرية في القانون التركي ضبط الأعصاب وعدم رد الإساءة بمثلها وإلا ستتحول القضية من اعتداء إلى شجار وعادة ما يستغل العنصريون الثغرات في القوانين لتحويل القضايا لصالحهم.
وفي حال قام العنصري بفعل آخر قد يسبب الأذى احرص على توثيق ما جرى بالصوت والصورة والشهود خاصة المواطنين الأتراك وعدم ترك الأمر دون دليل، فمجرد الشكوى دون أدلة قد تضر ولا تنفع لاسيما وإن قدم المشتكى بحقه شكوى مضادة بأنك تقوم بالتبلي عليه.
ولا تقم بنشر الأدلة على الإنترنت أو تحاول فضح خصوصيات يحميها القانون فستتحول من ضحية إلى مخالف للقوانين، وعليك بمشاركة تلك الأدلة للقضاء وأمام السلطات المعنية فقط.
ويمكن تقديم شكوى إلى موقع رئاسة الجمهورية التركية في حال كان المعتدي من الشرطة أو الأمن أو موظف دولة لكن احرص على تقديم الأدلة والوثائق المناسبة قانوناً وفي حال تعرضك لضرر جراء الفعل العنصري يمكنك رفع دعوى أمام القضاء المختص.
وأتاحت الرئاسة التركية موقعاً خاصاً لاستقبال طلبات وشكاوى المواطنين والمقيمين وطريقة تواصل خاصة باللغة العربية وإن كان الموقع أكثر سرعة وفائدة من ناحية النتائج ويمكن معرفة المزيد من تلك المعلومات عبر المقال التالي: "للأتراك والأجانب بتركيا.. طرق تقديم شكوى لرئاسة الجمهورية التركية 2023".