يواجه بعض الأجانب المقيمين في الأراضي التركية تحديات وعقبات قد تحول دون إتمام معاملاتهم أو تتسبب بمشاكل قانونية ولهذا أطلقت منظمات في المجتمع المدني السوري مشروع حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا فما هو هذا المشروع وما تفاصيله؟

وقبل نحو شهرين أطلق "منبر منظمات المجتمع المدني" في إسطنبول المشروع بحضور مجموعة من الناشطين الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني لحل الإشكالات القانونية التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا.

ومشروع "حماية" أو بالتركية Himaye هي مبادرة من مشاريع "منبر منظمات المجتمع المدني" التابع للاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية ULFED، وتعمل على رفع مستوى الوعي القانوني عند اللاجئين السوريين وتوثيق وحل المشكلات التي يتعرضون لها.

فكرة مساعدة اللاجئين السوريين في تركيا قانونياً

وانطلقت فكرة مشروع حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا لتحسين الوضع القانوني لهم والعمل على ضمان حقوقهم وكرامتهم وإزالة كل ما يعتبر عائقاً أمام انسجامهم في المجتمع التركي وتحقيق التوافق المجتمعي.

وجاءت فكرة المشروع من افتقار العديد من اللاجئين السوريين إلى الوعي القانوني الكافي بحقوقهم وواجباتهم، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والانتهاك، إلى جانب معاناة من إشكالات بيروقراطية تؤدي إلى تأخير أو رفض طلبات اللاجئين، مما يتسبب في زيادة معاناتهم.

والمشروع مدعوم وممول من رجال أعمال سوريين ومنظمات حقوقية وأفراد مستقلين ويضم عدداً من المحامين المختصين في ملاحقة قضايا انتهاكات يتعرض لها السوريون خاصة ممن لديهم أوراق ثبوتية.

خطوات مشروع حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا

مبادرة حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا تقوم عبر مسارات ثلاثة منها ما يرتبط بإعداد التقارير مع مختصين وجهات تركية مسؤولة لما يتعرض له اللاجئون والعمل على تحسين البيئة القانونية لهم ومنها ما يرتبط بإدارة الحالات والتعامل معها.

ويقوم المشرفون على المشروع بإنشاء آلية تواصل لاستقبال مشكلات اللاجئين والقيام بجهود وساطة لحلها مع جهات رسمية تركية معنية أو من خلال التوجه للقضاء عند الحاجة.

ومن المسارات التي تقوم عليها مبادرة حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا نشر التوعية القانونية لتعريف اللاجئين بحقوقهم وواجباتهم وتشجيعهم على تسوية أوضاعهم القانونية باستغلال وسائل التواصل والقنوات الإعلامية المختلفة.

وينظم المشروع ندوات لرفع التوعية القانونية وتضم المبادرة جلسات خاصة للاستشارات العامة مع المحامين والخبراء لحل المشاكل القانونية للاجئين السوريين.

تحديات يواجهها مشروع Himaye في تركيا

وبحسب منسق المشروع سنان بيانوني فإن هناك تحديات عديدة قد تواجه هذه المبادرة وفق ما نقلته جريدة عنب بلدي وهي:

• الحاجة لإمكانيات مادية وبشرية كبيرة لخدمة كافة السوريين
• تفرض فكرة الشمولية التعامل الفعال مع منظمات المجتمع المدني والناشطين والفاعلين لتغطية أهداف المشروع
• يواجه المشروع صعوبات تتعلق بالحالة القانونية فمثلاً يتخلل قانون الحماية المؤقتة ثغرات تعيق تحصيل اللاجئين لحقوقهم 
• الحاجة الكبيرة لتكثيف العمل والتواصل باستمرار مع الجهات الحقوقية التركية
• العدد الكبير المتوقع للحالات التي تحتاج إلى حل إشكالياتها القانونية عبر المشروع

وكل ما سبق قد يشكل عبئاً على المبادرة ولمواجهة التحديات السابقة تعاون مشروع حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا مع محامين مختصين بقوانين اللاجئين لتلقي الاستشارة منهم في حال الاحتياج للقضاء.

رابط للسوريين في تركيا لطلب المساعدة 

وخصصت المبادرة منصات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لضمان وصول المشروع لأكبر عدد من اللاجئين السوريين في تركيا.

ومن يريد الوصول للمشروع أيضا تم تخصيص رابط لطلب المساعدة عبر منصة حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا.

ويتضمن الرابط خيارات طلب المساعدة القانونية أو طلب التطوع أو التبرع مع تعريف كامل بالمشروع وشرح الخطوات المطلوبة لكل خيار.

ومن المقرر أن تطلق المبادرة خطاً ساخناً للاجئين، ليتمكنوا من التواصل مع الكوادر والاستشارات اللازمة بسرعة، علماً أنه يمكن التواصل مع إدارة المشروع عبر الإيميل التالي: info@himayeprojesi.org.

ما هو منبر منظمات المجتمع المدني في تركيا؟

ومنبر منظمات المجتمع المدني أو ما يعرف باختصار ULFED الذي أشرف على إطلاق مبادرة حماية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا يعرف عن نفسه بأنه كيان مستقل مدني غير حكومي وغير ربحي تأسس عام 2020 وكان يحمل اسم منبر الجمعيات السورية عام 2014 وقبله اتحاد منظمات المجتمع المدني سنة 2012.

والهدف من المنبر إحداث أثر مستدام في المجتمع وتغيير الواقع الذي يعيشه السوريون في تركيا عبر تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية وتوحيد كلمة الجمعيات السورية وخطابها إلى مختلف الجهات التركية أو الدولية.

ومن خلال ماسبق يسعى المنبر إلى تمثيل الجمعيات الأعضاء لديه في المحافل الدولية والإقليمية وتشكيل تجمع مدني ضاغط يحقق المصلحة العامة للمجتمع المدني السوري والتركي ودعم السلم الأهلي.

ويضم المنبر مؤسسات المجتمع المدني سورية الأصل-تركية المنشأ ويعمل على تعزيز عملية التواصل ودعم بناء القدرات وتطوير البيئة القانونية للمؤسسات والأفراد في تركيا.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تتيح آلية الشكاوى والاستفسارات للأجانب والأتراك بطرق رسمية عبر موقع رئاسة الجمهورية التركية وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: للأتراك والأجانب بتركيا.. طرق تقديم شكوى لرئاسة الجمهورية التركية 2023.