خلال السنوات الماضية انتشرت ظاهرة العمل عن بعد في تركيا ومختلف دول العالم وزادت بعد الأزمات الصحية العالمية التي أجبرت الدول على سن قوانين تحث على البقاء في المنازل والحد قدر الإمكان من الاختلاط ما أدى لتطور مفاهيم الحياة والاعتماد على التكنولوجيا وأدواتها لإنجاز المهام المختلفة بشكل أكبر من السابق.
وفي تركيا تم تنظيم العمل عن بعد للمرة الأولى سنة 2016 بإطار مبدأ حرية التعاقد ضمن قانون دخل حيز التنفيذ سنة 2021 وتم تعريفه على أنه عمل العامل في المنزل أو خارج مكان العمل باستخدام أدوات الاتصال التكنولوجي ضمن نطاق المؤسسة التي أنشأها صاحب العمل.
ومع التطور التكنولوجي يتوقع أن يستمر العمل عن بعد في النمو والتطور نحو بيئة عمل أكثر مرونة وتكيفًا مع التكنولوجيا وباتت هذه الآلية في العديد من المهن جزء لا يتجزأ من طبيعة العمل الحديثة.
قانون العمل عن بعد في تركيا
تلعب القوانين دوراً مهماً في تنظيم مختلف الأعمال ومنها العمل عن بعد بما يضمن حقوق جميع العاملين من موظفين وأرباب العمل، وكل ذلك يحسن من ظروف العمل والإنتاجية، ويعزز من الابتكار والاستدامة.
ويعد قانون العمل عن بعد في تركيا أداة أساسية لضمان تحقيق التوازن بين المرونة والعدالة في بيئة العمل الحديثة، ما يساهم في بناء مستقبل عمل أكثر استدامة.
ومن أبرز ما يتضمنه القانون التركي الخاص بالعمل عن بعد الآتي:
آلية عقد العمل
ينبغي توفر عقد عمل مكتوب مع بداية تكليف الموظف بمهامه مع تضمين الأحكام المتعلقة بدفع الأجور وأدوات العمل التي يُوفرها صاحب العمل.
كما يجب أن يتضمن العقد المعدات وطريقة الاتصال، ومدة العمل، وكل ما يتعلق بظروف العمل العامة والخاصة.
وفي مدة العمل يجري تحديد الفترة الزمنية للعمل بما فيها الساعات المقترحة من قبل الطرفين.
ويجب الالتزام بالقيود المنصوص عليها في التشريعات مع تحديد طريقة الاتصال بين الموظف والإدارة وهناك قواعد تتعلق بالمدة أبرزها:
- يمنع أن يتجاوز وقت العمل اليومي 11 ساعة بما في ذلك العمل الإضافي
- العمل الذي يتجاوز 45 ساعةً في الأسبوع يُعتبر عملاً إضافياً
- يجب دفع ما لا يقل عن 50% من أجر العمل الإضافي بالساعة
قواعد العمل عن بعد في تركيا
هناك بعض المهن تحظر تركيا العمل فيها عن بعد خاصة تلك التي تتعلق بمخاطر التعرض لعوامل بيولوجية وآفات متنوعة مثل العمل بالمواد الكيميائية الخطيرة والمشعة أو معالجتها.
وينبغي على صاحب العمل الالتزام قواعد خاصة ترتبط بحماية البيانات ومشاركتها، مع تحديد تعريفها ونطاقها في العقد.
وفي هذا الإطار يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه البيانات، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة عمل الموظف.
عمل الأجانب في تركيا
وقانون العمل رقم 4857 يخص جميع الأعمال في تركيا ولا يوجد أيّ فرق إذا كان الموظف مواطناً أو أجنبياً لكن المواطن غير التركي أيّ الأجنبي بحاجة إلى تصريح عمل ساري المفعول.
وبعبارة أوضح يجب التسجيل في نظام الضمان الاجتماعي التركي، حتى يتمكن الأجنبي من العمل في البلاد، حتى لو كان ذلك عن بعد.
وهناك أربع فئات لتصاريح العمل عن بعد وهي كالآتي:
- تصريح عمل محدد المدة ويكون لفترة معينة
- تصريح عمل لأجل غير مسمى ويصدر للأجنبي إن توفر له تصريح إقامة
- تصريح العمل المستقل وهو نوع خاص من التصاريح يتعلق بمن يود إنشاء عمله الخاص
البطاقة التركوازية هو نوع استثنائي من تصاريح العمل يتطلب توصية من جهات عاملة لجذب العمل الأجانب ذوي المهارة العالية.
مجالات العمل عن بعد في تركيا
هناك العديد من المجالات التي يمكن من خلال العمل عن بعد مثل الكتابة والتدوين للمواقع الإلكترونية ومحركات البحث والترجمة والتصميم والتدريس والمحاسبة والتسويق.
كما يمكن العمل في البرمجة التي تعد من أكثر الوظائف المطلوبة ولها مستقبل زاهر من خلال احتراف علوم الحاسوب لحل المشاكل المختلفة والعمل على بناء برمجيات للكثير من المجالات.
يذكر أن هناك عدة منصات للبحث عن العمل عن بعد في تركيا قد تُساعد الباحثين في إيجاد وظيفة مناسبة مثل موقع kariyer.net ومنصة اللينكد إن أو موقع indeed.com.
وتجدر الإشارة إلى أن المهارات اللغوية من أهم البنود التي تطلبها الشركات وتعتبرها ميزة تمنح أصحابها فرصة أكبر للتوظيف والترقية وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي ضمن موقع أوراق: "تهمّ العرب في تركيا.. مصطلحات حول إذن العمل باللغة التركية".