من أهم وأبرز الكنوز في تركيا قصر يلدز في إسطنبول أو بالتركية Yıldız Sarayı الذي يوصف بأنه الشاهد الأخير على الحضارة العثمانية وأحد أبرز معالم المدينة التي كانت عاصمةً لثلاث إمبراطوريات مختلفة، ولها تاريخ طويل وحافل يجعل منها أحد أهم المواقع التاريخية في العالم.
وتعد قصور إسطنبول التركية جزءاً لا يتجزأ من تاريخها الغني كونها شاهدة على فترات من الازدهار والسلطة والتنوع الثقافي وما يميزها التنوع المعماري من العمارة البيزنطية إلى العثمانية والعديد من العصور القديمة.
وعادة تقوم المؤسسات الثقافية والسياحية التركية بجهود واسعة للحفاظ على هذه القصور وترميمها، لضمان استمراريتها للأجيال القادمة ومنها قصر يلدز في إسطنبول.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعاد افتتاحه مؤخراً بعد الانتهاء من أعمال ترميم استمرت 6 أعوام وذكر في كلمة له عقب الافتتاح أن إعادة فتح قصر Yıldız Sarayı من جديد يعني زيادة الجذب التاريخي والثقافي والسياحي لإسطنبول بشكل أكبر.
وللقصر الواقع ضمن منطقة بشكتاش أهمية خاصة كونه آخر القصور التي بنيت في عهد الإمبراطورية العثمانية و"يلديز" تعني باللغة التركية النجمة.
موقع قصر يلدز في إسطنبول
وقصر Yıldız Sarayı يقع ضمن الشطر الأوروبي من الولاية وقد أُنشئ نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، واتخذه السلطان عبد الحميد الثاني (1842-1918) مقرا بديلا عن قصر "دولمة بهجه".
ويمكن الوصول إلى القصر عبر العنوان التالي من خلال خرائط غوغل: "Yıldız, Yıldız Sarayı Müzesi, 34349 Beşiktaş/İstanbul".
ويعد قصر يلدز في إسطنبول من آخر الآثار الدالة على فن العمارة التركية -العثمانية وقد أمر ببنائه السلطان سليم الثالث ببنائه ما بين عامي 1789-1807 وكان قرار البناء تكريماً لوالدته السلطانة مهر يشاه.
ويمتد القصر على مساحة تقدر بـ500 ألف متر مربع ولم يكن مجرد قصر وحسب بل كان مقرا للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني والحكومة العثمانية حتى عام 1853 بدلاً من قصر دولما بهتشة.
ومن أبرز ما يتضمنه قصر Yıldız Sarayı:
- تحيط به حديقة يلدز ولهذا سمي بنفس اسمها وأول ما بني كان بداخلها
- لأكثر من 30 عاماً استخدمه السلطان عبد الحميد الثاني كمقر للحكم
- اتخذ السلطان عبد الحميد الثاني بعضا من أجزائه لحياته الشخصية
- يتضمن القصر مكاتب إدارية وورشات تصليح ونجارة ومسرح ومتحف ومكتبة
- يتكون قصر يلدز من عدد كبير من الأجنحة والغرف الخاصة بالطبقة الحاكمة من السلطان والأمراء والأميرات
- يتضمن Yıldız Sarayı غرفاً خاصة بالخدم وعدداً من الحدائق
- يضم القصر اسطبلات للخيول وأقفاصاً للطيور
وإلى جانب قصر يلدز هناك العديد من القصور قرب مضيق البوسفور كنا قد تحدثنا عنها في مقال سابق ضمن موقع أوراق يمكن الإطلاع عليها من المقال التالي: "أفضل 15 قصرا من قصور مضيق البوسفور".
أقسام قصر يلدز في إسطنبول
إلى جانب أبرز ما يتضمنه القصر من أمور هناك أقسام أخرى تعد من أشهر معالم يلدز سراي.
ومن أبرز تلك الأقسام:
1. مجمع الشاليه Şale Köşkü
يشتق هذا الاسم من "شاليه" وهي عبارة فرنسية الأصل وتعني "المنزل الجبلي" باللغة التركية وقد بناه المعمار الإيطالي الجنسية "درانجو".
ويعد هذا الجزء مهماً في قصر يلدز ومحاطاً بجدران عالية مؤلفة من ثلاث مبانٍ ملتصقة بعضها.
والجزء الأول من مجمع شاليه تم بناؤه في عام 1880 وتم توسيعه سنة 1889 مع إضافة غرف وصالات جديدة إليه.
وتم استخدام الجزءان الآخران من القصر لاستضافة الإمبراطور الألماني ويليام الثاني عند قدومه إلى إسطنبول ليكون أشبه برتبة "دار ضيافة حكومي".
2. مجمع مابيان الكبير
يعد أحد أكبر أقسام قصر يلدز وقد تم إنشاؤه من قبل السلطان عبد العزيز عام 1866، وما يميزه الطابق الأرضي مع متكأ للضيوف يتوسط الساحة نافورة مياه جميلة وأنيقة، وعند الطابق الثاني يوجد درج مزخرف بالكريستال.
وكان السلاطين العثمانيون يستخدمون الأقسام العلوية من المجمع الواقع ضمن قصر يلدز في إسطنبول ويستخدم الباقون باقي الأقسام لاحقاً.
وبقي القصر مستخدماً في استقبال الشخصيات رفيعة المستوى وإجراء المحادثات الجانبية كما كان يستخدم في الحقبة العثمانية.
3. مابيان الصغير وجيهانوما
مجمع مابيان عبارة عن مبنى بني كمكان للاستراحة سنة 1901 على يد السلطان عبد الحميد الثاني.
كان السلطان يستخدم المبنى الذي يسمى أيضاً بالكشك لإجراء المحادثات الرسمية مع رؤساء الدول والمسؤولين رفيعي المستوى.
أما جيهانوما الذي يطل على مضيق البوسفور وبحر مرمرة بني كلياً من الخشب وكان السلطان عبدالحميد الثاني يزوره للاستراحة ولمشاهدة مضيق البوسفور باستمرار بواسطة المنظار الموجود في الطابق العلوي.
4. مسرح Yıldız Sarayı
تأسس على شكل مستطيل سنة 1889 في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وخصص لاستقبال الإمبراطور الألماني "كايزر الثاني وليام".
وأحيط المسرح بثلاث شُرَف تخص الشرفة المقابلة للمسرح السلطان، ويستخدم المسرح لتقديم العروض المسرحية المحلية والعالمية.
وهناك الحمام الخاص بالسلطان عبد الحميد الثاني وحمام مابيان الصغير ومتحف الفنون أحد أهم أجزاء قصر يلدز في إسطنبول التركية.