اهتمت تركيا بحماية الحيوانات مبكرا حتى أسست جمعية تعنى بحقوقها في 4 أكتوبر/تشرين الأول 1912 في إسطنبول.
وتهدف جمعية حماية الحيوانات بشكل رئيسي للعناية بالكلاب التي تنتشر بشكل كبير في المدينة.
عالم النبات والرحالة الفرنسي جوزيف بيتون دي تورنفورت ذكر في مذكراته أن أهل إسطنبول يهتمون بالكلاب.
وبين أن هناك منظمات خيرية تصنع بيوتا للكلاب وتضع قشا تحتها للنوم، وباعة متجولون يبيعون اللحوم فقط ليجري منحها للحيوانات لاحقا.
أسباب إنشاء جمعية حماية الحيوانات في تركيا
- ازدياد عدد الكلاب التي دخلت المدينة، وخاصة الضالة منها.
- الأعمال الرسمية التي تنفذها الدولة لتنظيم تواجد الكلاب التي تجاوز عددها 50 ألفا في المدينة.
- نوم الكلاب بشكل عشوائي على خط الترام وفي الشوارع ما سبب وقوع حوادث خاصة مع وصول قطار الشرق السريع (انطلقت رحلاته عام 1883 وكان يربط بين باريس وإسطنبول واختفى عام 1977) وأيضا ازدحام المدينة وقتها.
- إنهاء القسوة على الحيوانات وتشجيع المعاملة الجيدة لهم.
- تنظيم حملات ضد إعدام الكلاب في تركيا.
- حماية الحيوانات في تركيا بشكل عام.
أعيد هيكلة الجمعية على الصعيد الوطني في 6 مارس/آذار 1924 تحت اسم "Himaye-i Hayvanat Cemiyeti جمعية حماية الحيوانات"، وعلى مر السنين تحولت إلى جمعية حماية الحيوانات في عموم الجمهورية التركية.
أهداف جمعية حماية الحيوانات في تركيا
- توفير ظروف معيشية إيجابية لجميع أنواع الحيوانات الضالة التي تحتاج إلى المساعدة.
- علاج الحيوانات الضالة المريضة أو المصابة.
- توفير مكان آمن للحيوانات المعاقة.
- إجراء عمليات تعقيم للحيوانات.
- إنشاء دور رعاية للحيوانات.
- مساعدة الحيوانات الضالة المصابة على الطريق نتيجة الحوادث.
- تنظيم حملات التطعيم ضد داء الكلب وخدمات الصحة الطفيلية في المناطق الريفية.
- تنفيذ أنشطة تنشر حب الحيوانات بين الناس.
- حماية الحيوانات من أي ضرر أو أذى.
كلاب اسطنبول في الأدب
يتناول كتاب "Street Dogs of Istanbul'' الكلاب الضالة في إسطنبول في القرن التاسع عشر من عدة زوايا مختلفة، من الحياة اليومية إلى السياسة، ومن الثقافة والأدب إلى الفكاهة، ومن التمدن إلى الاستشراق.
يناقش الكتاب تصور الكلب في الحضارات الشرقية والغربية، ومكانته في ثقافات الأمم وأنظمة معتقداتها السابقة، مع التركيز على العلاقة بين الإنسان والكلب في كل جانب خاصة من وجهة نظر الأتراك للكلب ومكانته في حياة إسطنبول.
كما ورد ذكر كلاب إسطنبول الضالة في كتب السفر أو مذكرات المسافرين والكتاب والدبلوماسيين الذين قدموا إلى إسطنبول في مناسبات مختلفة.
وكثيرا ما جرى التأكيد في هذه الروايات على أن الأتراك يحبون الكلاب، وأنهم متواجدون في كل شارع تقريبا، وأن الناس يهتمون برعايتهم وإطعامهم.
ربما تكون الملاحظات التي كتبها الكاتب الفرنسي إدموندو دي أميسيس عام 1874 واحدة من أكثر الروايات حيوية وإرضاء للكلاب الضالة في إسطنبول.
يصف أميسيس حالة الكلاب الضالة في إسطنبول ومكانتها في الحياة اليومية بالأسطر التالية:
- "لا يوجد مالك لأي من هذه الكلاب في إسطنبول. تشكل كل الكلاب معا جمهورية كبيرة من المتشردين، بدون طوق أو واجب أو اسم أو مسكن أو قانون. يفعلون كل شيء في الشارع، في إسطنبول، لا أحد يزعج الكلاب أثناء المشي أو الاستلقاء، والكلاب تملك الطريق.
- "في مدننا، تتنحى الكلاب جانبا وتفسح المجال أمام الخيول والبشر. هنا ترسم الخيول والجمال والحمير منحنى حتى لا تسحق الكلاب، في إسطنبول أكثر المناطق ازدحاما".
رجل الدولة الألماني هيلمونت فون مولتك، الذي كان في تركيا بين عامي 1835 و 1839 وسافر بشكل أساسي إلى إسطنبول، يذكر أيضا الكلاب الضالة في إسطنبول في كتابه "رسائل تركيا".
يقول مولتك إنه "لا توجد كلاب في منازل الأتراك أبدا، ولكن الآلاف من هذه الحيوانات الضالة تعيش في الشوارع مع خبازين وجزارين خيريين، بالإضافة إلى جهودهم الخاصة".
وتابع أن "الشيء الوحيد الذي لفت انتباهي هو أنني عندما مشيت في شوارع إسطنبول كنت دائما أرى كلابا تنام وسط الشارع. لن يبتعد الكلب عن طريق الرجل أو الحصان. يبتعد الناس والخيول عن طريق الكلب قدر الإمكان. لأن تجنب الكلب أكثر راحة من الدوس عليه".
اصطحاب الحيوانات الأليفة في المواصلات العامة بإسطنبول
بالتزامن مع ذكرى تأسيس أول جمعية تركية لحماية الحيوانات، أصدرت بلدية إسطنبول الكبرى في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022 قرارا يسمح للركاب باصطحاب حيواناتهم الأليفة (الكلاب والقطط والطيور) في المواصلات العامة، وفقا للشروط التالية:
- يسمح باصطحاب الكلاب التي يقل وزنها عن 5 كيلو غرامات طوال اليوم، بينما يسمح باصطحاب الكلاب التي تزيد عن هذا الوزن بين الساعات 7-10 صباحا، و4-8 مساء فقط.
- وضع قفل الفم وقيادة الكلب بالرباط المخصص له.
- حمل القطط في السلال أو الصناديق المخصصة لها.
- حمل الطيور في الأقفاص المخصصة لها.
زلزال تركيا.. اهتمام كبير بالحيوانات
بعد زلزال كهرمان مرعش المدمر في 6 فبراير/شباط، تلقت الحيوانات المتضررة في الكارثة رعاية طبية لا مثيل لها.
فعلى سبيل المثال، أقام متطوعون مشفى ميداني بولاية هاتاي جنوبي تركيا.
وأقيم المشفى الميداني من قبل أعضاء "اتحاد حقوق الحيوان" الذين جاؤوا إلى هطاي في الأيام الأولى بعد الكارثة.
وشارك ناشطون في أعمال البحث والإنقاذ وقدموا الرعاية للحيوانات التي عثروا عليها أو التي جلبها مواطنون.
ومن بين الحيوانات التي جرى تقديم العلاج لها في المشفى الميداني، قطط وكلاب وطيور وكذلك حيوانات مثل السلاحف والأغنام والأرانب والماعز، بحسب وكالة الأناضول.
كما سارعت نقابة الأطباء البيطريين التركية لإرسال طواقم طبية إلى المناطق التي تعرضت لدمار كبير، ولعبت دورًا جبّارًا في علاج الحيوانات الأليفة وتوفير الإسعافات الأولية لها.
ووفر البيطريون الأتراك الرعاية للحيوانات الأليفة التي انتُشلت من تحت الأنقاض بالمناطق المتضررة، في عيادات بيطرية ومستشفيات ميدانية أُحضِرت من مختلف الولايات التركية.
كما أرسلت نقابة الأطباء البيطريين بعض الحيوانات الأليفة المصابة إلى عيادات في مدن مختلفة، لضمان حصولها على الرعاية البيطرية في ظروف أفضل.
كما تمكنت بعض الحيوانات الأليفة من العثور على جهات طلبت تبنّيها ورعايتها، بحسب ذات المصدر.