منذ عهد الدولة العثمانية والذهب التركي لا ينقطع عن تراث أرض الأناضول، وما زالت آثاره ممتدة إلى يومنا هذا.
وفي ظل الانفتاح المتبادل بين تركيا والدولة العربية، أصبح الذهب التركي على رأس قائمة الواردات.
ومع التقدم الحاصل في حقل الصناعات التركية، حجز الذهب في تركيا مكانا في قائمة الدول الكبرى المصدرة للمجوهرات.
إذ باتت تركيا تحتل المركز الخامس عالميا في مجال صناعة المجوهرات وإنتاج الذهب التركي.
ويدعم ذيوع هذه الحرفة تطور الآلات والتقنيات الحديثة المستخدمة في معظم ماركات الذهب التركي الذي جرى الاعتراف به في جميع أنحاء العالم نظرا لجماله وابتكاره وجودته.
الذهب التركي والعرب
على مدار السنوات العشر الماضية ازداد تصدير الذهب التركي والمجوهرات المصنوعة من المعادن الثمينة بشكل ملحوظ، ما جعل تركيا إحدى رواد العالم في هذه الصناعة، بقدرة إنتاج تصل إلى 400 طن.
في النصف الأول من العام 2022، حققت صادرات الذهب التركي نموا بنسبة 9%، لتبلغ عائداتها نحو 2.7 مليار دولار، بعد أن كانت 2.4 مليون في الفترة ذاتها من 2021، حسب وزارة التجارة ومجلس المصدرين الأتراك.
دولة الإمارات حلّت في المركز الأول عربيا والثاني عالميا، ضمن البلدان الأكثر استيرادا للذهب التركي، بـ 478 مليونا و249 ألف دولار، ثم العراق بـ 152 مليونا و536 ألف دولار.
وفي حين أن الذهب التركي يستحوذ على نسبة كبيرة من مشتريات السياح العرب من العراق ودول الخليج العربي، فإن المبيعات للسائحين في السوق المحلي تشكل ما نسبته 70% من إجمالي ناتج تجارة الذهب التركي.
وبدأت شركات صناعة وصياغة الذهب التركي في إنشاء قنوات توزيع خاصة في الخارج، في حين تمتلك الشركات التركية الكبرى احتكارات في عدد من دول الشرق الأوسط، وفي الإمارات تحديدا.
ما أكثر الدول العربية التي تستورد الذهب التركي؟
- الإمارات
- العراق
- المغرب
- لبنان
- ليبيا
- الجزائر
- الأردن
من أين يُستخرج الذهب في تركيا؟
يستخرج الذهب في بعض ولايات شرق وجنوب شرق الأناضول، لكن الولايات الثلاث الكبرى إسطنبول وأنقرة وإزمير (على الترتيب) تعد مركز إنتاج الذهب التركي. وعموما تُنتج الجمهورية ما يقرب من 250-300 طن ذهب سنويا.
يُنتج الذهب التركي بشكل أساسي عن طريق استخراج المعادن من المناجم التي تتوزع على عشرات الولايات التركية، باعتبار المجوهرات التركية إحدى الصناعات التحويلية المهمة التي توظف حاليا حوالي 250 ألف شخص.
أشهر مناجم استخراج الذهب التركي
- مانيسا
- إزمير
- كومو شهانة
- إرزينجان
- إسكي شهير
- تشانكالي
- سيفاس
- قيصري
تاريخ الذهب التركي
في التسعينيات لم يكن هناك سوى ورشة عمل أو اثنتين لا يعمل فيها أكثر من 200 شخص، لكن حاليا هناك العديد من المصانع الضخمة التي توظف ألف عامل أو أكثر، بل إنها تستعين بمصممين من أكبر فرق التصميم في العالم.
ونظرا لأهمية صناعة الذهب التركي، فإن العديد من أقسام التصميم في الجامعات والمدارس الثانوية المهنية أصبحت تهتم بتدريب المصممين والموظفين المؤهلين على هذه الصناعة.
وفي الوقت الحالي، أصبح هناك حوالي 5000 منتِج و35000 منفذ لبيع الذهب التركي بالتجزئة.
كما يمكن للشركات الكبرى إنتاج 10 نماذج جديدة يوميا، وابتكار ما يتراوح بين 70 و80 منتجا جديدا.
في عام 2006 افتتح مركز إنتاج وتجارة الذهب التركي "كويومجوكنت"، وهو عبارة عن مجمع مساحته 328 ألف متر مربع على أرض مساحتها 681 ألف متر، وهذا المجمع لديه 2500 وحدة إنتاج ومحل تجاري.
ما هي قيمة الذهب التركي؟
تختلف صناعة الذهب التركي عن صناعة الأنواع الأخرى، والفرق الرئيسي يكمن في ارتفاع القيمة الادخارية لمنتج الذهب الخام على حساب عملية التصنيع أو ما تعرف "بالمصنعية"، حسب الخبير الاقتصادي التركي تان هاسكول.
ويقول هاسكول: "يبلغ سعر سبيكة من 10 أونصات من الذهب نحو 18 ألفا و222 دولارا، كما لا يمكن أن يتجاوز ثمن إسوارة مصنعة من 10 أونصات من الذهب الخالص 20 ألف دولار، وبالتالي لا تصل قيمة المصنعية هنا إلى 10%".
وعلى صعيد البيع الخارجي فإن تركيا تبيع الذهب التركي على شكل مجوهرات مصنعة، ولا تبيعه خامات أو سبائك أو ودائع، إذ يرتفع الطلب على الذهب التركي في السوق العالمي بسبب تنوعه واعتدال أسعاره وجودته المرتفعة.