"سنخرج بانتصار ساحق" هذا ما يكرره مرشح الرئاسة التركي رجب طيب أردوغان في كل مرة يخرج بها بين الجموع مخاطباً أنصاره للظفر بولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات التركية 2023.
"مئات الآلاف سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع حاملين الأخبار السارة ليوم الانتخابات" عبارة أخرى يذكرها الرئيس التركي الحالي الذي يرى كثيرون أنه غير وجه تركيا منذ تسلمه منصب رئيس الوزراء عام 2003 ورئاسة الجمهورية عام 2014.
ويبدو أن سنة 2017 كانت حاسمة لتغيير وجه البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي ومنح سلطات واسعة لرئيس الجمهورية ليصبح مفهوم الانتخابات الرئاسية التركية ذو طابع مختلف عما سبق.
مولد ونشأة رجب طيب أردوغان Recep Tayyip Erdoğan
انتخابات حاسمة يواجه فيها زعيم تحالف الجمهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منافسيه كمال كليجدار أوغلو من تحالف الأمة وسنان أوغان عن تحالف الأجداد فما هي قصة المرشح الذي حكم تركيا مدة 20 عاماً؟
ولد الرئيس التركي الحالي في 26 شباط/فبراير 1954 في مدينة إسطنبول ضمن حي فقير يدعى "قاسم باشا Kasımpaşa" إلا أن أصوله تنحدر من منطقة غونايسو الجبلية الواقعة ضمن ولاية ريزا على البحر الأسود شمال شرقي تركيا.
وفي حيه المتواضع درس الرئيس التركي الابتدائية ضمن مدرسة قاسم باشا وتخرج فيها سنة 1965، ثم في ثانوية إسطنبول للأئمة والخطباء وتخرج فيها سنة 1973.
وحصل أردوغان على شهادة ثانوية أخرى في مدرسة تدعى أيوب، قبل أن يلتحق بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة مرمرة ويتخرج منها سنة 1981.
قصة حياة رجب طيب أردوغان
عاش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طفولة فقيرة حيث كانت والدته تعمل في الخياطة وهو يعمل في بيع الكعك أو ما يسمى "السميت" في تركيا ويدرس في الوقت ذاته.
تأثر أردوغان في المرحلة الإعدادية بمفكرين وأدباء أتراك أبرزهم محمد عاكف أرسوي وجلال الدين الرومي.
هل كان أردوغان لاعب كرة قدم؟
تعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برياضة كرة القدم ولعب لصالح نادي قاسم باشا.
اقترب أردوغان في ذلك الوقت بفضل مهاراته في الكرة من الانضمام إلى صفوف نادي فنربهشة أحد الأندية الكبرى في إسطنبول شمال غربي تركيا.
لكنه تخلى عن اللعب بناءً على رغبة والده، لينتقل من الملاعب الخضراء إلى ميادين السياسة.
مناصب تولاها رجب طيب أردوغان
تولى رجب طيب أردوغان دوراً في منظمات شبابية قبل دخول معترك السياسة وتولى مناصب عديدة أبرزها:
- عضو حركة مللي غوروش التي أسسها نجم الدين أربكان عام 1972
- رئيس الجناح الشبابي لحزب السلامة الوطني في إسطنبول سنة 1976
- رئيس المنظمة الشبابية في إسطنبول 1976
- مستشار وإداري في القطاع الخاص 1989
- رئيس حزب الرفاه في فرع بايوغلو ضمن ولاية إسطنبول 1984
- رئيس حزب الرفاه في إسطنبول
- عضو اللجنة الإدارية للقرارات المركزية لحزب الرفاه 1985
- رئيس بلدية إسطنبول الكبرى في انتخابات 1994
- مؤسس حزب العدالة والتنمية 14 آب/أغسطس 2001
- الفوز مع حزبه بانتخابات 2002 التشريعية بثلثي مقاعد البرلمان
- عضو البرلمان عن مدينة سيرت 2003
- تولي منصب رئاسة الوزراء عام 2003
- الفوز بالانتخابات التشريعية عام 2007
- الفوز بانتخابات البرلمان عام 2011
- رئيس الجمهورية التركية عام 2014
- رئيس الجمهورية التركية 2018
لماذا سجن أردوغان؟
في عام 1999 واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حكم السجن بتهمة التحريض على الكراهية الدينية بسبب قصيدة ألقاها كانت أصلاً ضمن الكتب المدرسية الحكومية وأوصت بها وزارة التعليم التركية.
والقصيدة تعود للكاتب القومي ضياء غوك ألب الذي كانت أفكاره وكتاباته مصدر إلهام لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
وبسبب الحكم السياسي المثير للجدل اضطر أردوغان لترك منصب رئيس البلدية رغم إنجازاته الكبيرة فيها.
تغير إسطنبول في عهد أردوغان
تمكن رجب طيب أردوغان في فترة رئاسته بلدية إسطنبول من:
- حل مشكلة المياه في إسطنبول عبر مده أنابيب مائية لمسافات طويلة
- نصب أحدث المنشآت لتدوير النفايات وحل مشكلة تراكمها
- الانتقال لاستهلاك الغاز الطبيعي لحل مشكلة التلوث
- إنشاء عشرات الجسور والأنفاق والطرق السريعة لتجاوز معضلة الازدحام في إسطنبول
- عند توليه منصب الرئاسة سدد أردوغان ديونا كبيرة على البلدية اقتربت من ملياري دولار أمريكي
إنجازات أردوغان في رئاسة الوزراء والجمهورية على مدار 20 عاماً
- حل أزمة التضخم المالي الذي أرق البلاد لعقود طويلة لكنه عاد مؤخرا بعد تغير السياسات الاقتصادية
- إزالة ستة أصفار من العملة التركية وإعادة هيبة الليرة
- تخفيض نسبة الفوائد في مديونية الدولة
- إنجاز مشاريع كثيرة تنموية وخدمية "بناء السدود ومحطات الطاقة"
- تحويل وظيفة البلديات التقليدية إلى أحد مراكز القوة في البلاد
- العناية بهيئة الشؤون الدينية والتعزيز من دورها
- جعل تركيا من بين أكبر اقتصادات العالم بمشاريع كبرى تنافس عالمياً
أردوغان والنظام الرئاسي في تركيا
نجح رجب طيب أردوغان بقوته السياسية التي اكتسبها على مدار سنوات بتغيير النظام البرلماني الحاكم في البلاد إلى نظام رئاسي باستفتاء شعبي جرى عام 2017.
أدى النظام الرئاسي في تركيا إلى توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية التركية.
لهذا أصبحت السلطة التنفيذية في يد الرئيس الذي يقوم بتشكيل حكومته لتنفيذ برنامجه السياسي.
تُسأل الحكومة في النظام الرئاسي أمام رئيس الجمهورية لا أمام البرلمان.
ولهذا يبدو التركيز على الانتخابات الرئاسية في تركيا أكثر من البرلمانية رغم أهميتهما معاً وفي التقرير التالي تعرف على كل ما يهمك عن منصب الرئيس التركي.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بجعل تركيا مكاناً أكثر حرية وأماناً وازدهاراً لخمسة وثمانين مليون شخص بحال فوزه في الانتخابات التركية 2023 حسبما نقلته وكالة الأناضول وترجمه موقع أوراق تركيا.