المنتخب التركي لكرة القدم Türkiye Millî Futbol Takımı، أو كما ينطق بالتركية ميلي تاكيم، له تاريخ غني يتميز بإنجازات ملحوظة ولحظات لا تنسى.
وفي بلد لديها شغف عميق بكرة القدم، يحتل فريق كرة القدم الوطني التركي، مكانة مهمة في النسيج الغني لتاريخ الرياضة التركية، وهو أمر دفع المنتخب التركي لترك بصمة لا تمحى على مشهد كرة القدم الدولية.
فعلى مر السنين، قدم المنتخب التركي عروضا قوية ولحظات من التألق من حين لآخر أسرت قلوب عشاق كرة القدم داخل تركيا وخارجها.
يقدم هذا التقرير لمحة عامة عن تاريخ الفريق، ويبرز أهم إنجازاته في كرة القدم الدولية.
تاريخ تأسيس الاتحاد التركي لكرة القدم
تأسس الاتحاد التركي لكرة القدم TFF في عام 1923، وبعد فترة وجيزة، لعب المنتخب الوطني أول مباراة رسمية له ضد رومانيا في نفس العام، والتي انتهت بالتعادل 2-2.
على الرغم من معاناته في البداية لإحداث تأثير على الساحة الدولية، فإن كرة القدم التركية بدأت بالتطور تدريجياً.
أهم إنجازات المنتخب التركي لكرة القدم
المنتخب التركي في كأس العالم وكأس القارات
تأهل المنتخب التركي لأول مرة إلى كأس العالم 1950 بعد تغلبه على نظيره السوري نتيجة 7-0 لكنه لم يتمكن من المشاركة في النهائيات لأسباب مادية.
بعدذلك، ظهر لأول مرة في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في سويسرا عام 1954، إذ وصلوا إلى ربع النهائي، وهو إنجاز رائع لفريق شاب نسبيًا يشارك لأول مرة في بطولة كأس العالم.
بينما في كأس العالم لكرة القدم 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، صنع المنتخب التركي التاريخ من خلال الوصول إلى الدور نصف النهائي.
وقتها، قدم مباريات ملحمية وأداء لا ينسى احتل به المركز الثالث بشكل مثير للإعجاب. ولا يزال هذا هو أفضل أداء للمنتخب التركي في كأس العالم حتى الآن.
واعتبر هذا الجيل للمنتخب بأنه الجيل الذهبيّ لتركيا في كرة القدم، فتابعو التألق وشاركوا في بطولة كأس القارات التي استضافتها فرنسا عام 2003.
واستطاعوا إحراز المركز الثالث فيها، بعد تحقيقهم نتائج مبهرة، أبرزها التعادل مع البرازيل 2-2، والفوز على الولايات المتّحدة وكولومبيا.
المنتخب التركي في بطولة أمم أوروبا
ولم تقتصر محاولات المنتخب التركي على كأس العالم فحسب، حيث قدمت تركيا عروضا قوية في بطولة الأمم الأوروبية UEFA.
وجاءت أول مشاركة للمنتخب التركي في عام 1996 عندما تأهل الفريق للبطولة التي أقيمت في إنجلترا، لكنه في أول حضور له لم يقدم الكثير وخرج مبكراً من الدور الأول.
وخلال يورو 2000، الذي أقيم في هولندا وبلجيكا، قدم المنتخب التركي أداء مميزا ووصل إلى ربع النهائي، لكن لم يتمكن من عبور البرتغال وودع البطولة.
بينما في نسخة عام 2008، نجح المنتخب التركي في عبور عتبة ربع النهائي والوصول إلى الدور نصف النهائي في إنجاز غير مسبوق في ثاني أقوى بطولة دولية للمنتخبات بعد كأس العالم.
وخلال مباره نصف النهائي أمام المنتخب الألماني المتخم بالنجوم آنذاك، كادت المعجزة التركية أن تتحقق، حيث افتتح الأتراك أولى الأهداف في الدقيقة 21.
لكن سرعان ما خنق الألمان الفرحة العارمة والجنونية التي تملكت الجمهور التركي بالتعادل ثم الفوز في النهاية بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين بعد مبااة ملحمية وأداء بطولي من لاعبي المنتخب التركي بقيادة مدربهم الأسطوري فاتح تريم.
أما في 2016 لم تكن مشاركة المنتخب التركي ناجحة، بحيث ودّع البطولة من دور المجموعات.
وفي آخر نسخة عام 2020 ودع المنتخب التركي البطولة من الدور الأول أيضاً، بعد أداء كارثي تذيل به ترتيب المجموعة بدون أي نقطة بعدما تلقى 3 هزائم أمام إيطاليا وويلز وسويسرا.
المنتخب التركي في الأولمبياد
أما بالنسبة لبطولة الألعاب الأولمبية، استطاع المنتخب التركي التواجد في أولمبياد باريس عام 1924، ثم أولمبياد أمستردام عام 1928، ثم أولمبياد برلين عام 1936، لكن دون أن ينجح في تجاوز الدّور الأوّل خلال الثلاث مشاركات.
قبل أن ينجح جيل أواخر الأربعينيات في فعل ذلك، من خلال بلوغ الدّور ربع النهائي خلال دورتي: لندن 1948 وهلسنكي 1952.
إنجازات دولية للمنتخب التركي
وبصرف النظر عن عروض المنتخب البارزة في كأس العالم ومحاولته في البطولة الأوروبية، حقق المنتخب التركي نجاحًا في بعض من المسابقات الدولية الأخرى.
فقد فاز بكأس البلقان مرتين وهي بطولة كانت تُقام بين منتخبات منطقة البلقان كبلغاريا وتركيا ويوغوسلافيا.
واستطاع المنتخب التركي الحصول عليها عامي 1929 و1932، بالإضافة إلى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لكرة القدم عام 1971.
شعبية المنتخب التركي لكرة القدم
يعشق جميع أطياف الشعب التركي كرة القدم، حيث تتمتع اللعبة بجماهيرية كبيرة في أراضي الأناضول، ورغم أن النسبة الأكبر من مساحة البلد الجغرافية تقع في آسيا، فإن فرقها الوطنية تتشارك منافسات كرة القدم مع الأوروبيين.
وهو ما يضع الفريق الوطني دائماً أمام مباريات صعبة وملحمية، ويصعب المهمة على الفريق للصعود لمشاركة في كأس العالم والبطولات الأوروبية.
رغم ذلك قدم المنتخب التركي أداء لا يُنسى في كأس العالم نسخة 2002، وظهور عظيم في نصف نهائي بطولة أوروبا UEFA نسخة 2008 بأداء مشرف يؤكد إمكانات الكرة في الأناضول.
ومع استمرار تطور كرة القدم التركية، تعد رحلة المنتخب الوطني بمزيد من اللحظات المثيرة وإمكانية تحقيق إنجازات أكبر على الساحة العالمية.