يعتبر الحمام التركي أحد أعمدة التراث الأصيل في تركيا، وتعود أهميته إلى كونه يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية والجمالية.
فهو يمنح الزائر تجربة استرخاء فريدة من نوعها، إضافة لكونه عادة متوارثة بين الأجيال لا تزال تجذب الكثيرين بطقوسها المميزة.
في الثقافة التركية، تعد الينابيع الساخنة والحمامات نقاط التقاء مهمة ليس فقط لأجل الصحة، ولكن أيضا بهدف تنظيم الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
هذه الثقافة التي بقيت مستمرة في تركيا حتى يومنا هذا دون أن تفقد سحرها، لا تزال على قيد الحياة في الحمامات التاريخية.
تاريخ الحمام التركي
على الرغم من وجود فترات مثل العصور الوسطى التي لم تكن فيها عادة التنظيف في أوروبا وأجزاء كثيرة من العالم، يمكن العثور على آثار حمامات القرن الأول قبل الميلاد في اليونان القديمة.
من الناحية المعمارية، اكتسبت الحمامات في الفترة الرومانية طقوسا وأساليب مميزة. وجرى تسجيل 170 حماما في روما عام 33 قبل الميلاد.
كما أقيمت مسابقات رياضية في الحمامات التي تتكون من حوض سباحة ومنحوتات ومكتبة وحديقة كبيرة.
وجرى بناء بعض الهياكل للاستحمام في بلاد ما بين النهرين وبابل ومصر القديمة والهند، لكن الهياكل التي يمكن وصفها بالحمامات ظهرت لأول مرة في العصر الروماني.
وتسمى مرافق الاستحمام هذه التي يجري تسخينها بواسطة نوع من أنظمة التدفئة المزودة بتدفئة أرضية، بالحمامات الرومانية.
وعلى الرغم من أن الحمام التركي قد وضع أسسه خلال الفترة الرومانية، فقد حظي باهتمام واسع في فترة الدولة العثمانية، ولا يزال يحتل مكانة مهمة وفريدة في عصرنا الحالي، ويشهد إقبالا واسعا من الكثير من السياح والزوار.
ثقافة الحمام التركي
استخدم الحمام التركي في طقوس الحياة الاجتماعية مثل الولادة والزواج والموت وغيرها من المناسبات.
ويقسم الحمام التركي التقليدي بشكل رئيسي لثلاثة أقسام هي:
- مكان خلع الملابس
- مكان الاغتسال
- مكان التسخين
ولا يزال تقليد الذهاب إلى الحمام في أمسيات الجمعة وأيام الزفاف وعشية الأعياد الدينية ساريا لدى الكثير من العائلات خاصة في الأناضول.
فوائد الحمام التركي للصحة
يعبق الحمام التركي بروائح منعشة مثل البخور والعطور التي تساعد في تخفيف التوتر، وتمنح الشخص شعورا بالراحة والاسترخاء.
كما أن بخار الماء يعمل على تنظيف وتنقية البشرة وفتح المسام لتصبح مشرقة تشع بالنضارة.
ويساهم هذا البخار في إزالة الجلد الميت من الجسم، ويساعد في تنشيط الدورة الدموية.
أشهر الحمامات التركية التقليدية
- حمام تشمبرليطاش في إسطنبول: بناه المعماري الشهير معمار سنان عام 1584 بطلب من والدة السلطان مراد الثالث، نوربانو سلطان. يضم الحمام قسما للرجال وآخر للنساء، وبه خدمات مثل التدليك بالزيت العطري وقناع الطين وتدليك الرأس.
- حمام آيا صوفيا في إسطنبول: خلال أقوى فترات الدولة العثمانية، بني هذا الحمام في منطقة السلطان أحمد عام 1557 وصممت أقسام الرجال والنساء بشكل متناسق مع بعضها البعض.
- حمام كاراجابي في أنقرة: يعود تاريخ هذا الحمام التركي إلى حوالي 500 عام، ولا يزال محافظا على أصالته.
- حمام كيرفان سراي في بورصة: يقع الحمام داخل فندق Kervansaray Thermal، وهو من آثار الإمبراطورية الرومانية، وقد خضع لعملية ترميم كبيرة عام 1389.
- حمام سيكيز ديركلي في طرابزون: على الرغم من عدم معرفة التاريخ الدقيق لبناء هذا الحمام التركي، فإن بعض المصادر تشير إلى أنه بني من قبل السلاجقة في القرن الحادي عشر. ويمتاز بتناغم جذاب بين الخشب والرخام يجعل مظهره مميزا وعريقا للغاية.