اهتمت به نتفليكس.. حكاية وتاريخ فندق بيرا بالاس في اسطنبول

11/03/2023 الساعة 11:45 ص
تم التحديث: 14/03/2023 الساعة 10:38 ص
فندق بيرا بالاس في مدينة إسطنبول
فندق بيرا بالاس في مدينة إسطنبول

يمتد تاريخ فندق بيرا بالاس في مدينة إسطنبول إلى 130 عاما، فهو يعد أول فندق دولي بمعايير عالية، بُني لخدمة ركاب النخبة في قطار الشرق السريع الممتد بين باريس وإسطنبول.

بدأت أعمال بناء الفندق عام 1892 على يد المهندس المعماري ألكسندر فالوري، الذي بنى أيضا هياكل مهمة مثل البنك العثماني والمتحف الأثري في إسطنبول.

تاريخ فندق ومتحف وقصر بيرا بالاس في إسطنبول

افتتح بيرا بالاس عام 1895، واستضاف مئات الضيوف من عديد دول العالم منذ اليوم الأول لافتتاحه بينهم فنانون وكتاب وممثلون ومخرجون ورجال دولة وأسماء مشهورة.

وأيضا شخصيات مهمة مثل مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، والكاتبة الإنجليزية الشهيرة أغاثا والكاتب الأمريكي أرنست همينغواي، بالإضافة إلى المخرج الذي ترك بصمته في تاريخ السينما ألفريد هيتشكوك.

ومن بين ضيوف القصر المعروفين أيضا الملكة البريطانية إليزابيث، والإمبراطور النمساوي المجري فرانز جوزيف، والممثلة الهوليوودية زازا غابور، وجاكلين زوجة رئيس الولايات المتحدة الأسبق، جون كينيدي.

إضافةً إلى الراقصة الهولندية ماتا هاري التي أعدمت رميا بالرصاص عام 1917 بعد اتهامها بالعمل كعميلة مزدوجة.

وزاد الإقبال على زيارة الفندق العريق بشكل ملحوظ  بعد عرض منصة نتفليكس لمسلسل "منتصف الليل في قصر بيرا" (Midnight at the Pera Palace)، التي تدور أحداثه في بيرا بالاس.

وعلى إثر المسلسل الذي عرض لأول مرة في مارس/آذار 2022 على نتفليكس، حظي الفندق بزوار أتراك وأجانب من العديد من دول العالم.

مسلسل "منتصف الليل في قصر بيرا"

تبدأ القصة مع الصحفية إسراء التي تنطلق لزيارة فندق قصر بيرا، في إسطنبول المعروف بتاريخه المثير للاهتمام وأحداثه الخارقة للطبيعة الغامضة، لأجل كتابة قصة صحفية مميزة.

وفي إحدى الليالي المصيرية، تعود إسراء فجأة إلى الماضي، لتجد نفسها في عام 1919، وتلتقي بالعديد من الشخصيات الرئيسية والمهمة والمؤثرة في تلك الحقبة.

يسرد المسلسل المؤلف من 8 حلقات قصة ممتعة تحتضن بين ثناياها تاريخا عريقا وتعكس جمالية الفندق وقيمته الأثرية.

فندق قصر بيرا بالاس
فندق قصر بيرا بالاس

مميزات بيرا بالاس

يعد بيرا بالاس أول فندق مزود بالكهرباء والمياه الساخنة بعد القصور في إسطنبول، كما أنه يعتبر أول فندق يمتلك مصعدا كهربائيا في تركيا.

شهد الفندق انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية والحروب والهجرات، واحتضن ذاكرة تاريخية وشهد مواسم سياحية مميزة أثرت به.

يعتبر اليوم فندقا ومتحفا في آن واحد، يعكس التقاء الماضي العريق بالحاضر ومميزاته ورفاهيته.

وأكثر ما يجذب زوار الفندق هو زيارة الغرفة 101، المعروفة بغرفة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك نسبة لإقامته فيها، واستضافته ضيوفا رفيعي المستوى عدّة مرات بين عامي 1917 إلى 1937.

تحظى الغرفة باهتمام بالغ، وتعرض فيها العديد من ممتلكات أتاتورك الشخصية مثل الملابس والكتب، وقد حولت إلى متحف في عيد ميلاده المئة، وفتحت لاستقبال الزوار. 

وبحسب الإحصائيات، في مارس/آذار 2022 زار الغرفة أكثر من 10 آلاف من بين زوار الفندق الشهير.

بيرا بالاس
بيرا بالاس يعد اليوم فندقا ومتحفا في آن واحد

غموض بيرا بالاس

شهد فندق بيرا بالاس بعض الأحداث الغامضة على مر السنين، وما يزيد الأمر غموضا هو بلا شك الكاتبة أغاثا كريستي والغرفة 411 التي كانت تفضّل الإقامة فيها كلما زارت إسطنبول خلال رحلاتها بين عامي 1926 و1932.

فبعد وفاة كريستي وصدور فيلم أغاثا عام 1979، ادعت المنجمة الأمريكية تمارا راند أنها استحضرت روح أغاثا كريستي.

وقالت إن لغز اختفاء كريستي لمدة 11 يوما عام 1926 مخفي في غرفتها بفندق بيرا بالاس، حيث عُثر على مفتاح في المكان الذي أشارت إليه راند.

بعد ذلك أقامت راند جلسة جديدة في لوس أنجلوس، وادّعت ادعاء جديدا مفاده أنها رأت دفتر ملاحظات لأغاثا، وأنه كان في صندوق كبير سيفتح بالمفتاح، ولكن لم يعثر على الصندوق قط، وخفتت الضجة حول الموضوع بشكل سريع. 

كلمات دلالية