تلقى تركيا في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا وتشهد إقبالا واسعا على زيارتها والتعرف عليها عن قرب والتمتع بكل ما تضمه بين أراضيها من طبيعة خلابة وتاريخ عميق وتطور ملحوظ على جميع الأصعدة.
وتعد واحدة من أغنى دول العالم ثقافيا وتاريخيا وجغرافيا، ما يجعلها تحتل مرتبة مهمة بين أفضل الوجهات السياحية عالميا.
في هذا التقرير نقدم لك عزيزي القارئ نبذة عن أهم ما يجذب العالم نحو تركيا ويمنحها مكانة متميزة بين جميع الدول.
موقع تركيا المميز
تحتل تركيا موقعا جغرافيا فريدا، حيث تقع على مفترق طرق البلقان والقوقاز والشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، ما جعلها تعمل طوال تاريخها كحاجز وجسر بين قارتي آسيا وأوروبا.
تقع معظم البلاد تقريبا في قارة آسيا، وتضم شبه الجزيرة المستطيلة لآسيا الصغرى، والمعروفة أيضا باسم "الأناضول"، وفي الشرق جزء من منطقة جبلية.
بقية الأراضي التي تعرف باسم تراقيا أو تراكيا تقع في أقصى الجزء الجنوبي الشرقي من أوروبا، وهي بقايا صغيرة من إمبراطورية امتدت في السابق على جزء كبير من البلقان.
يحد تركيا من الشمال البحر الأسود، ومن الشمال الشرقي جورجيا وأرمينيا، ومن الشرق أذربيجان وإيران، ومن الجنوب الشرقي العراق وسوريا، ومن الجنوب الغربي والغرب البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة، وفي الشمال الغربي اليونان وبلغاريا.
تتصف معظم الأراضي التركية بطبيعة جبلية، بالإضافة إلى تنوع تضاريسها، ففيها الأنهار والبحار والسلاسل الجبلية، بالإضافة للمضائق، ومساحات شاسعة من البحيرات والسواحل والشواطئ والخلجان البحرية.
نبذة رئيسية عن تركيا
تأسست الجمهورية التركية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، وتعد تركيا من بين أكبر دول المنطقة من حيث المساحة والسكان.
إذ تبلغ مساحتها 783562 كم²، تشكل المياه ما نسبته 1,3 %، ويبلغ عدد السكان أكثر من 86 مليونا بحسب إحصائيات عام 2022، وفق ما ذكر موقع الدراسات الدولي britannica.
تقسم تركيا إداريا إلى 81 محافظة والعاصمة الرسمية هي أنقرة، أما إسطنبول فتعتبر القلب الاقتصادي والثقافي والسياحي للبلاد.
نظام الحكم في تركيا جمهوري رئاسي متعدد الأحزاب بمجلس تشريعي واحد، والعملة المحلية هي الليرة التركية
اللغة والتنوع العرقي في تركيا
وفقا للدستور التركي، فإن كلمة "تركي" كمصطلح سياسي تشمل جميع مواطني جمهورية تركيا، دون تمييز أو إشارة إلى العرق أو الدين.
واللغة التركية هي اللغة الرسمية لتركيا المعترف بها في دوائر الدولة والمؤسسات الرسمية.
هناك أقليات تتحدث الكردية وأخرى تتحدث اللغة العربية، والمتحدثون باللغة العربية كلغة ثانية هم بشكل رئيسي في ولايات هاتاي، أضنة، ماردين، سيرت وشانلي أورفا.
وهناك ست مجموعات عرقية أخرى بأعداد كبيرة هم اليونانيون والأرمن واليهود والشركس والجورجيون واللاز، موجودون بشكل عام في إسطنبول والشرق الأقصى، ومعظمهم يتحدثون لغاتهم الخاصة فيما بينهم.
الدين في تركيا
كانت الدولة العثمانية متعددة القوميات والثقافات. ومع ذلك فقد كانت جمهورية تركيا الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك أكثر تجانساً في اللغة والدين من الدول التي سبقتها.
في عهد أتاتورك وأتباعه أصبحت تركيا علمانية وغربية التوجه بشكل متزايد، وهو اتجاه تجلى في تغير اللغة التركية، واستبدال النص العربي التقليدي بأبجدية معدلة، وفصل الدين عن الدولة.
وعلى الرغم من ذلك، كان للإسلام تأثير عميق على العلاقات بين الجنسين وفي الحياة الأسرية. تتفاوت قوة هذا التأثير بين المناطق الأكثر والأقل نموا في البلاد، وبين سكان الحضر والريف، وبين الطبقات الاجتماعية.
الغالبية العظمى اليوم تدين بالدين الإسلامي، إلى جانب مجموعات صغيرة من اليهود والمسيحيين.
وينقسم أتباع المسيحية بين الروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس والروم الكاثوليك والبروتستانت وطوائف أخرى، بحسب ما ذكر موقع britannica.
التنوع الثقافي في تركيا
تتمتع تركيا بفضل موقعها المميز بين الشرق والغرب، بمزيج ثقافي خاص بها، ساهم بخلق هوية ثقافية مميزة متأثرة بالعوامل التاريخية والقيم الشرقية والثقافة الغربية، ويظهر ذلك جليا في مختلف الفنون، والأدب، والشعر، والمسرح والموسيقى وغيرها.
خضعت الأراضي التي تشكل تركيا الآن لمجموعة مذهلة من التأثيرات الثقافية، تركت إرثا ثريا، لا يزال مرئيا في المناظر الطبيعية والسياحية، من حضارات أوروبا الكلاسيكية والشرق الأوسط الإسلامي.
وعلى إثر ذلك، جرى تصنيف العديد من المواقع ذات الأهمية الثقافية كمواقع للتراث العالمي لليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة)، مثل موقع طروادة الأثري ومدينة صفران بولو وغيرها.
الاقتصاد في تركيا
أدارت تركيا اقتصادا مختلطا، إذ تساهم كل من المؤسسات الحكومية والخاصة في التنمية الاقتصادية.
وتحول الاقتصاد من اقتصاد يغلب عليه الطابع الزراعي إلى آخر تكون فيه الصناعة والخدمات أكثر القطاعات إنتاجية والأسرع توسعا.
بعد عقد من القرن الحادي والعشرين، شارك قطاع الخدمات بحوالي نصف القوة العاملة، بينما احتلت الزراعة والصناعة حوالي الربع.
وحتى حوالي عام 1950، لعبت الدولة الدور الرائد في التصنيع، ووفرت معظم رأس المال للتحسين الهيكلي في السكك الحديدية والموانئ ومرافق الشحن وإنشاء الصناعات الأساسية مثل التعدين والمعادن والمواد الكيميائية.
كما استثمرت في التصنيع ولا سيما في قطاعات تصنيع الأغذية والمنسوجات ومواد البناء. وجرى تثبيط الاستثمار الأجنبي، وظل الاقتصاد قائما بذاته ومعزولا إلى حد ما، ولعبت التجارة الخارجية دورا ثانويا فقط.
تأثر الاقتصاد التركي بالتطورات السياسية الرئيسية في فترة ما بعد الحرب، مثل تأسيس ديمقراطية متعددة الأحزاب وانضمام تركيا إلى التحالف الغربي، فأصبحت الجمهورية التركية أكثر انفتاحا على التأثيرات الأجنبية.
لكن بحلول أواخر السبعينيات، تأثر الاقتصاد بارتفاع التضخم والبطالة على نطاق واسع والعجز المزمن في التجارة الخارجية.
ونتيجة لذلك، كانت هناك تحولات أخرى في السياسة الاقتصادية خلال الثمانينيات، بما في ذلك تشجيع الاستثمار الأجنبي، وإنشاء الشركات المشتركة، وتقليل الأهمية النسبية لقطاع الدولة، واندفاع قوي للتصدير.
وبسبب الأزمة المالية في عامي 2001 و2002، قبلت تركيا جولة من الإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي.
كان النمو الاقتصادي قويا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى عام 2009، عندما دفعت الأزمة الاقتصادية العالمية البلاد إلى ركود قصير أعقبه انتعاش.
تغيير كتابة اسم "تركيا"
أعلنت الأمم المتحدة في الأول من يونيو/حزيران 2022 تغيير كتابة اسم "تركيا" بالإنجليزية ونُطقه في المنظمات الدولية، ليُصبح "Türkiye" وليس "Turkey".
وجاء هذا وفق طلب تقدمت به الحكومة التركية، ليُطابق نُطقه باللغة التركية، ولمنع التشابه مع كلمات لها معان أخرى.