بعد زلزال كهرمان مرعش المدمر في شباط/فبراير 2023، تكررت الهزات الأرضية ضمن مناطق تركية مختلفة، آخرها هزة أرضية جنوبي تركيا وتحديداً داخل ولاية أضنة وسط استعدادات تتواصل للتعامل مع أي زلزال في إسطنبول وقرارات جديدة تشمل السوريين المنكوبين المتضررين من الزلازل الماضية.
بالتزامن مع ذلك، أصدرت رئاسة الهجرة التركية خلال الساعات الماضية قرارات جديدة تخص السوريين في إسطنبول بما يشمل أولئك المتضررين من الزلزال الذين قدموا إلى ولايات أخرى غير ولاياتهم الأصلية.
وفي كل مرة تحصل فيه هزة أرضية جنوبي تركيا أو ضمن أي موقع قريب تعود الذاكرة لزلزالي كهرمان مرعش المدمرين ويستذكر الخبراء التحذيرات من مخاطر زلزال إسطنبول المدمر الذي إن حصل يهدد آلاف المباني السكنية داخل الولاية الواقعة شمال غربي البلاد.
قرارات تشمل السوريين المتضررين من زلزال تركيا 2023
ومؤخراً أعلنت رئاسة الهجرة التركية أن اللاجئين السوريين الذي قدموا إلى ولاية إسطنبول ويندرجون ضمن نطاق الحماية المؤقتة عليهم أن يعودوا إلى ولاياتهم المسجلين فيها وفق ما نقلته جريدة حريات وترجمته أوراق تركيا.
وحددت السلطات التركية تاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2023 كحد أقصى للعودة وطالبتهم بالتوجه إلى مراكز الهجرة للحصول على إذن سفر للعودة من ولاياتهم الأصلية.
ويشمل القرار السوريين المتضررين من زلزال كهرمان مرعش في شباط/فبراير 2023 ممن لم يتم تجديد أذونات سفرهم بسبب عدم تحقيقهم لشرط التجديد وهو أن يكون البيت المسجل في عنوان سكنهم الأصلي بحالة ضرر كبير أو ما يعرف بالتركية "ağır hasarlı".
في المقابل، سيتم تجديد أذونات السفر بالنسبة لمن تضررت منازلهم من الزلزال وكانت حالة بيوتهم "ağır hasarlı" أي متضرر بشدة من الزلزال الأخير جنوبي تركيا.
ويتم منح هؤلاء إذن سفر لمدة 3 أشهر إضافية وبعد تلك الفترة سيتم اتخاذ إجراءات جديدة وفق حالة المنازل المتضررة والتعويضات التي تمت للمتضررين عموماً.
ومن لم يحققوا هذا الشرط، أي أن بيوتهم ليست متضررة بشدة من الزلزال الأخير بشكل كبير عليهم أن يعودوا إلى ولاياتهم حتى تاريخ 24 أيلول/سبتمبر القادم وأن يستخرجوا أذونات سفر لأجل العودة بشكل قانوني دون عقبات أمام الحواجز الأمنية.
وجاء ذلك بعد أيام من حملة أمنية مكثفة شنتها السلطات التركية في إسطنبول وولايات أخرى لضبط المهاجرين غير الشرعيين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بما يشمل الترحيل أو الاحتجاز الإداري أو المخالفات التي تستوجب التسوية (مثل مخالفة إذن السفر).
إصابات جراء هزة أرضية جنوبي تركيا
وخلال الأيام الماضية ضربت هزة أرضية جنوبي تركيا مقاطعة قوزان التابعة لولاية أضنة بقوة 5,5 على مقياس ريختر وشعر بها سكان الولايات المجاورة.
وتسببت الهزة بإصابة 8 أشخاص اثنين منهم في أضنة و6 ضمن ولاية عثمانية وفق ما ذكره وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة عبر حسابه في تويتر.
وتخيف تلك الزلازل والهزات المتكررة وآخرها هزة أرضية جنوبي تركيا سكان المناطق المتضررة من زلزال كهرمان مرعش، إذ تصدعت بعض الشقق والبيوت وتأثرت بفعل الزلزال والهزات الارتدادية المتكررة منذ شباط/فبراير الماضي.
لكن حتى سكان المناطق الأخرى مثل إسطنبول يخشون اندلاع زلزال مدمر لطالما حذر منه خبراء الجيولوجيا وأكدوا أن الزلزال المحتمل في الولاية الواقعة شمال غربي تركيا قد يكون الأقوى في التاريخ.
إجراءات لمواجهة زلزال اسطنبول
وبعيداً عن هزة أرضية جنوبي تركيا، شرعت السلطات التركية منذ أشهر في بناء مباني أكثر مقاومة للزلزال في ولاية إسطنبول وقدمت الدعم للمواطنين والشركات لإعادة بناء البيوت وجعلها أكثر مقاومة للهزات والزلازل.
وبحسب وزير البيئة والتخطيط العمراني محمد أوز حسكي فإن الحكومة التركية قدمت دعماً مالياً للمواطنين في إسطنبول وقروضاً بدون فوائد تصل قيمتها إلى نحو 500 ألف ليرة تركية ونحو 250 ألف ليرة لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتستهدف الحكومة توفير الدعم اللازم لأصحاب العقارات بهدف إعادة تأهيل المباني القائمة وتكثيف الإجراءات الاحترازية للتعامل مع أي زلزال محتمل.
استعدادات أفاد لزلزال مرمرة
وكانت وكالة الطوارئ التركية قد أعلنت تخزين حاويات في بلدية سيليفري لاستخدامها في حالات الطوارئ لمواجهة أي زلزال محتمل قد يضرب المنطقة.
وأوضحت أفاد أنها أودعت 5 آلاف حاوية و80 ألف خيمة في مركز مخصص لتوفير مساكن للمواطنين في حالات الطوارئ وفق ما نقلته جريدة يني شفق التركية.
وإلى جانب هزة أرضية جنوبي تركيا وزلزال كهرمان مرعش قبلها تعرضت تركيا لزلازل تاريخية مدمرة ومنها زلزال إسطنبول الكبير الذي وقع في 10 أيلول/سبتمبر سنة 1509.
زلزال قوي يهدد تركيا
وحسبما ذكره رئيس غرفة المهندسين الجيولوجيين حسين آلان فإن إسطنبول مهددة بزلزال قوي تصل درجته إلى 7,0 على مقياس ريختر.
وتقع تركيا ضمن منطقة تضم عدة صفائح تكتونية يتوقع وقوع زلازل حول حدودها، حيث يقسم خط صدع شمال الأناضول الذي يمر عبر بحر مرمرة جنوبي إسطنبول الصفيحتين الأناضولية والأوراسية.
وبالتالي تبقى المنطقة مهددة بأنشطة زلزالية تدفع السلطات بشكل مستمر لدعم البنية التحتية والقواعد العسكرية ومباني الإطفاء لضمان الاستجابة الطارئة والسريعة للعمل فور وقوع أي كارثة.
وبعد الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، تحولت الأنظار إلى خطر زلزال إسطنبول المتوقع حدوثه في أي لحظة وإليكم في المقال التالي على موقع أوراق تركيا المناطق الآمنة والخطيرة في الولاية الواقعة شمال غربي تركيا.
