مسلسلات تركية عديدة حظيت باهتمام عربي واسع خلال السنوات الأخيرة لدورها المؤثر وروايتها أحداثا تاريخية.
وأدت التصنيفات المرتفعة للمسلسلات التركية إلى زيادة صادراتها لمختلف دول العالم وجعلها تحظى باهتمام كبير في السنوات الأخيرة.
كما ساهمت عدة مسلسلات تركية في رسم صورة تركيا والترويج لمنتجاتها في البلدان التي تصدر إليها.
تتزايد حصة قطاع السينما التركية والتلفزيون في الاقتصاد الوطني يوما بعد يوم، ويبرز القطاع كفرع صناعي ذي قيمة مضافة متزايدة.
وبحسب وكالة الأناضول، فإن القطاع ينمو مع اهتمام الجمهور بمسلسلات تركية ونجاح تصديرها.
وفي كل موسم يبث ما يقرب من 50 إلى 70 من المسلسلات التركية على القنوات التلفزيونية أو منصات المشاهدة عبر الإنترنت.
تعرض عدة مسلسلات تركية في الشرق الأوسط والبلقان وإفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأقصى وأمريكا الجنوبية، وشاهدها 700 مليون شخص في حوالي 146 دولة.
وارتفع متوسط سعر بيع المسلسلات التركية، الذي كان 4000 دولار لكل حلقة، إلى 400 ألف دولار في آخر 5 سنوات.
كما ارتفعت قيمة صادرات المسلسلات التلفزيونية التركية، والتي بلغت نحو 150 مليون دولار عام 2013، إلى 350 مليون دولار عام 2017 و500 مليون دولار عام 2018.
تأثير خارجي للمسلسلات التركية
مع الاهتمام الذي بدأ ببيع المسلسل التلفزيوني التركي "Gümüş" أو الفضة أو "نور ومهند" عام 2008، وصلت الحلقة الأخيرة من المسلسل إلى 85 مليون مشاهدة في 22 دولة.
أما مسلسل كارا سيفدا، فقد عاد بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من الدورة الـ11 لجوائز سيول للدراما الدولية عام 2016، بجائزة من بين أربعة إنتاجا وصلت إلى النهائيات في فئة "أفضل مسلسل تلفزيوني" في حفل إيمي.
كما أصبح مسلسل "محتشم يوز يل" أول مسلسل تلفزيوني تركي يعرض في اليابان.
بعد بث المسلسل التلفزيوني "ألف ليلة وليلة" في المجر، لوحظت زيادة كبيرة في عدد المواطنين المجريين الذين تقدموا إلى دورات لتعلم اللغة التركية.
كما حصل مسلسل "سامحني" على تصنيف مرتفع في المغرب واكتسب ميزة كبيرة في سوق صناعة التلفزة المغربية.
هناك عدة مسلسلات تركية يجري تسويقها في الخارج مثل، 20 دقيقة، أمي، العشق الممنوع، حكاية إسطنبول، قيامة أرطغرل، إيزيل وغيرها.
تسويق المسلسلات التركية
تستخدم تركيا المسلسلات بشكل فعال للدبلوماسية الثقافية والترويج وقد ترجمت أكثر من 60 سلسلة من مسلسلات قناة تي أر تي إلى العديد من اللغات، من الإنجليزية إلى الروسية، ومن الإسبانية إلى العربية، وتستهدف جماهيرها في أكثر من 100 دولة.
وتعد تركيا ثاني أكبر مصدر للمسلسلات التلفزيونية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتساهم المسلسلات التركية في الخارج بأكثر من نصف مليار دولار وهدف القطاع لعام 2023 الوصول إلى مليار دولار.
كما تلاقي المسلسلات التركية أكثر من 700 مليون مشاهد في 70 دولة من روسيا إلى الصين ومن كوريا إلى أمريكا اللاتينية.
ولم يقتصر الأمر على تعزيز صناعة الترفيه فحسب، بل أدى أيضا إلى زيادة الوعي بالثقافة التركية.
بفضل عدة مسلسلات تركية بارزة، زادت قوة العلامة التجارية "صنع في تركيا"، وأصبحت صورة البلاد الخارجية قوية جدا.
مسلسلات تركية لاقت رواجا واسعا في العالم العربي:
قيامة أرطغرل Diriliş Ertuğrul
يًصنف على أنه المسلسل التركي الأكثر تأثيرا على العرب، بدأ عرضه نهاية عام 2014 عبر قناة TRT ويتكون من 5 أجزاء عرضت حتى عام 2019.
وبعد عامين فقط وصلت عدد مرات مشاهدته لدى العالم العربي في عام 2017 إلى 200 مليون مشاهدة.
البطل الرئيسي للمسلسل والذي يؤدي شخصية أرطغرل هو الممثل التركي إنجين ألتان/Engin Altan.
ويحكي المسلسل قصة أرطغرل ابن سليمان شاه، وهو والد "عثمان الأول" مؤسس الدولة العثمانية، ويعرض قصة كفاح أرطغرل ضد الغزاة في منطقة الأناضول.
وتميز بأنه يبث روح الحماس لدى المشاهدين عبر العديد من المشاهد المثيرة التي تبرز قوة أرطغرل ومقاتليه أثناء معاركهم.
كما ذكر المسلسل المسلمين بتاريخهم العظيم وبأمجادهم وانتصاراتهم، وركز الضوء على القيم الإسلامية والأخلاق، وهو ما أدى إلى شهرته الواسعة.
وأكسب بطله إنجين ألتان شهرة واسعة للغاية على نطاق العالم كله وليس العالم العربي فحسب، وذلك لبراعته في تأدية الدور المطلوب منه، والذي جمع بين القيادة والحكمة و حتى حبه وإخلاصه لزوجته.
المؤسس عثمان Kurluş Osman
يعتبر امتدادا لمسلسل قيامة أرطغرل، إذ شارك عدد من الممثلين الأتراك في العملين معا، ويعتبر واحدا من عدة مسلسلات تركية لاقت اهتمام العرب.
بدأ عرضه عام 2019، ولا يزال مستمرا، إذ جرى عرض 3 أجزاء منه إلى الآن.
المسلسل من إنتاج محمد بوزداغ، وإخراج متين جوناي، "وهما نفس طاقم العمل الرئيسي في مسلسل قيامة أرطغرل".
ويؤدي دور البطولة الممثل التركي الشهير بوراك أوزجيفيت Burak Özçivit في شخصية عثمان.
على نفس نسق قيامة أرطغرل، واصل القائمون على المسلسل استعراض نشأة الدولة العثمانية على يد عثمان الأول.
كما شكلت القيم الأخلاقية والإسلامية هامشا مهما من أحداث المسلسل أسوة بما جرى في مسلسل أرطغرل.
عاصمة عبد الحميد Payitahıt Abdülhamid
مسلسل آخر من مسلسلات تركية عدة تركت أثرها الكبير عند العرب وتابعوها بقوة.
بدأ عرضه عام 2017 عبر شاشة TRT، وقدم لمتابعيه 5 أجزاء بدءا من 2017 حتى عام 2021.
المسلسل من إنتاج شركة "إي إس فيلم" ومن إخراج سردار أكار ويتحدث عن عهد السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين والخلفاء الفعليين في الدولة العثمانية، ومساعيه في سبيل نصرة الأمة الإسلامية وحماية فلسطين والحجاز.
ويستعرض المسلسل بطابع خاص ذكاء وحيلة السلطان عبد الحميد وخططه المحكمة لصد مكائد الأعداء وهو ما أكسبه نوعا من الإثارة.
البطل الرئيسي للمسلسل المؤدي لشخصية السلطان عبد الحميد هو بولنت إينال/Bülent İnal.
وقد ترك المسلسل أثره الواسع على الجمهور العربي بشهادة القائمين عليه الذين أكدوا وصول عدد المشاهدين من المناطق العربية إلى الملايين.
وفي مايو 2017، صرح أورهان عثمان أوغلو حفيد السلطان عبد الحميد الثاني، الذي كان مستشار المسلسل التلفزيوني أن الأخير خلق جمهورا عظيما خاصة في المنطقة العربية.
القرن العظيم (مشهور عربيا بحريم السلطان) - Muhteşem Yüzyıl
يتألف المسلسل من 4 أجزاء وبدأ عرضه عام 2011، ويروي قصة في تصوير درامي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520م وحتى وفاته سنة 1566م.
ويعتبر سليمان القانوني أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. زتدور أحداث المسلسل التاريخي خلال فترة القرن السادس عشر، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف.
وهو يعد واحدا من مسلسلات تركية لاقت انتشارا واسعا لدى الجمهور العربي، إذ جرت ترجمته للغة العربية ودبلجته إلى اللهجة السورية.
كوت العمارة Mehmetçik Kut'ül-Amare
يعتبر المسلسل الأقل شهرة مقارنة بما ذكرناه بالأعلى من مسلسلات تركية.
ولربما يعود السبب إلى قلة عدد مواسمه "(اثنان) بواقع 33 حلقة. إذ بدأ عرضه عام 2018 وانتهى في العام التالي.
المسلسل من إخراج مصطفى دوغان وبطولة إسماعيل شاشماز وإسماعيل هاجي أوغلو وكان تاشانير.
وعلى عكس ما يتردد من روايات وشائعات كثيرة، فقد تميز المسلسل بأنه قدم نموذجا للتعاضد والتكاتف بين الجيش العثماني والعرب في صراعهم ضد الجيش الإنجليزي عندما احتل العراق عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى.
ولذلك فقد يصنف ضمن قائمة من مسلسلات تركية أحبها العرب وتفاعلوا معها.
حتى تمكن الجيش العثماني من الانتصار في معركة كوت العمارة بعد حصار نفذته القوات العثمانية ضد مدينة الكوت التي تحصن بها الإنجليز.