بعد المأساة التي عاشتها مدن تركية في شباط/فبراير 2023، تكررت الكارثة في مدن مغربية كبرى مساء الجمعة 8 أيلول/سبتمبر، وبين ليلة وضحاها انقلبت الحياة هناك رأساً على عقب جراء زلزال بقوة 7 درجات، ما أعاد ذاكرة السوريين والعرب لزلزال كهرمان مرعش ودارت تساؤلات عن تعامل تركيا مع كارثة زلزال المغرب.
تكرر الحديث عن خطر زلزال إسطنبول الذي بات كابوساً يؤرق السكان في مختلف ولايات محيط بحر مرمرة بعد زلزال المغرب الذي خلف خسائر بشرية كبيرة وصلت إلى نحو 2012 قتيلاً و2059 جريحاً فضلاً عن دمار واسع ضمن بلدات وقرى عدة حسب إعلان وزارة الداخلية المغربية.
ولطالما أكدت تركيا عبر مسؤوليها أن الكوارث الطبيعية باتت قضية عالمية تحتم التعاون الدولي لمواجهتها، وكانت آخر تلك الدعوات عبر كلمة لوزير الداخلية التركي علي يرلي كايا حسبما ذكره الموقع الرسمي للوزارة وترجمته أوراق تركيا.
وجاءت تلك الدعوة خلال اجتماع وزاري لمنظمة الدول التركية في العاصمة الأذربيجانية باكو حول إدارة الكوارث وحالات الطوارئ قبل يوم واحد من كارثة زلزال المغرب 2023.
دعوات تركية لمنظومة دولية ضد الكوارث
وذكر كايا في ذلك الاجتماع:
- الآفات الطبيعية لم تعد قضية محلية بل عالمية
- تحتم تلك الآفات التعاون على المستوى الدولي لمواجهتها
- مواجهة الكوارث باتت ضرورة لا خيار
- واثق من أن منظمة الدول التركية ستحقق التعاون الناجح لمواجهة الكوارث
- التعاون الدولي لمواجهة الآفات لا مفر منه
- يجب تأسيس منظومة متكاملة لإدارة الكوارث والوقاية منها
- ينبغي مواصلة التدخل الفعال حال وقوع أي زلزال أو كارثة
تعامل تركيا مع كارثة زلزال المغرب 2023
بعد ساعات قليلة من وقوع كارثة زلزال المغرب تفاعلت تركيا بشكل لافت مع المأساة المغربية عبر:
- تقديم الخارجية التركية تعازيها للدولة الإفريقية في ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد
- بيان للخارجية التركية يعرب عن تضامنه مع المغرب لمواجهة آثار الزلزال المدمر
وجاء في بيان قدمته الوزارة: "تلقينا ببالغ الحزن نبأ الزلزال الذي كان مركزه منطقة الحوز قرب مراكش ونقدم تعازينا للشعب المغربي الصديق والشقيق ونرجوا الرحمة لمن فقدوا أرواحهم والشفاء العاجل للجرحى".
وأعرب البيان التركي عن الاستعداد لتقديم كافة أنواع الدعم للمغرب لأجل تضميد جراحه ومواجهة آثار الكارثة التي لحقت بالبلاد جراء الزلزال الأخير.
فرق تركية تتأهب لمساعدة المغرب بعد الزلزال
وكخطوة أولى عملية بعد التصريحات التي تضامنت وعبرت عن استعدادها للمساعدة، جهزت منظمات ومؤسسات تركية فرقاً إغاثية لإرسالها نحو المغرب للمساعدة في إنقاذ العالقين بين الأنقاض وتخفيف آثار الكارثة.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن تلك المؤسسات التركية جهزت فرقاً تتكون من 265 فرداً لإرسالهم إلى المغرب، وينبع ذلك من مدى إحساسهم بمعاناة الزلزال بعد الكارثة التي عاشتها تركيا في كهرمان مرعش بداية شهر شباط/فبراير 2023.
وذكرت رئاسة إدارة والطوارئ التركية "أفاد" ببيان لها إنها أرسلت الفريق الإغاثي من أفرادها ومن مؤسسات عديدة للمساعدة في مواجهة آثار كارثة زلزال المغرب أبرزها:
- أفراد من الهلال الأحمر التركي
- أفراد من الإنقاذ الطبي الوطني التابع لوزارة الصحة التركية
- أفراد من منظمات غير حكومية
وأكدت أفاد استعداد هؤلاء إلى الانتقال للمغرب لتلبية نداء المساعدة وتسليم 1000 خيمة للمنطقة.
وتمنت الوكالة الإغاثية التركية السلامة للشعب المغربي الذي تضرر من الزلزال وأوضحت أنها تتابع عن كثب التطورات بعد الكارثة.
تخوفات واستعدادات تركيا لزلزال إسطنبول
في كارثة زلزال المغرب عاش المواطنون لحظات مرعبة ضمن المناطق التي ضربها الزلزال وشارك السوريون والعرب في تركيا تلك اللقطات مستذكرين كارثة زلزال كهرمان مرعش التي أوقعت في شباط/فبراير 2023 نحو 50 ألف قتيل.
وفيما تتكرر الهزات الارتدادية في تركيا ضمن مناطق مختلفة شمال وجنوب البلاد، تستعد إسطنبول وولايات في محيط بحر مرمرة لكارثة متوقعة من علماء الجيولوجيا تشبه ما جرى سنة 1999 في أزميد أو غولكوك ودوزجة وتسبب في آلاف القتلى والجرحى.
وفي كل مرة تحصل فيها الهزات والزلازل في تركيا أو خارجها يستذكر الخبراء التحذيرات من مخاطر زلزال إسطنبول المدمر الذي إن حصل يهدد آلاف المباني السكنية داخل الولاية الواقعة شمال غربي البلاد.
وقبل كارثة زلزال المغرب ومنذ أشهر قامت السلطات التركية ببناء مباني أكثر مقاومة للزلزال في ولاية إسطنبول وقدمت الدعم للمواطنين والشركات لإعادة بناء البيوت وجعلها أكثر مقاومة للهزات والزلازل.
وبرزت عدة تساؤلات عن المناطق الخطرة ضمن istanbul وتلك الآمنة وبإمكانكم قراءة الإجابة على مثل تلك التساؤلات عبر مقال موقع أوراق تركيا: حال وقوع زلزال.. المناطق الآمنة والخطيرة في اسطنبول.
ومن تلك الإجراءات تقديم تركيا دعماً مالياً للمواطنين في إسطنبول وقروضاً بدون فوائد تصل قيمتها إلى نحو 500 ألف ليرة تركية ونحو 250 ألف ليرة لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة حسب وزير البيئة والتخطيط العمراني محمد أوز حسكي.