حتّم الاستقرار النسبي للسوريين ضمن مختلف الولايات التركية تأمين سلع ومواد سورية معروفة، ونتج عن ذلك إنشائهم خلال الأعوام الماضية معامل ومصانع لتأمين طلبات ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف المليون سوري، ولهذا انتشرت السلع السورية المقلدة بالأسواق التركية فما هو أثرها وكيف يتعامل معها التجار مالكي العلامات الأصلية؟
في السنوات الأخيرة ظهرت علامات تجارية لسلع ومنتجات سورية مقلّدة يتم تصنيعها في تركيا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "القهوة، الشيبس، البسكويت بأنواع متعددة وعددٍ من المعلّبات"
ودار جدال واسع حول الظاهرة التي اعتبرها البعض حقاً للصناعيين السوريين الذين نقلوا منشآتهم لتركيا، وبالتالي يجوز امتلاك علامتهم التجارية، وآخرون أكدوا أن ما يجري يندرج ضمن باب الاحتيال والتزوير لأنهم يقلدون ماركات سابقة في سوريا.
لكن بعض منتجات العلامات التجارية السورية لاقت رواجاً وإقبالاً من السوريين والأتراك على حد سواء، بالإضافة إلى علامات تجارية أخرى في صناعات الملابس والجلود والمجوهرات.
وطالب تجار سوريون أصحاب الماركات الأصلية بإيقاف المقلدين لهذه الماركات التي غدت تجارتهم على مستوى تجاري واسع في تركيا، وفي هذه المقالة إليكم أثر السلع السورية المقلدة بالأسواق التركية.
السلع السورية المقلدة في تركيا 2023
دفعت السلع السورية المقلدة أصحاب المنتج الأصلي للمطالبة بمحاسبة المقلدين وإيقاف أعمالهم، مثل منتجات "ديربي" السورية وهي بطاطس شيبس شعبية، تعرضت للتقليد حيث استغل عدد من التجار الاسم الشهير في سوريا لإنتاج نسخة مطابقة منها ضمن تركيا.
وانتشرت هذه السلع السورية المقلدة بشكل واسع ضمن محال السوريين في تركيا، وحملت نفس الاسم مع تعديلات طفيفة، مثل إضافة كلمة أو حرف إلى الاسم الأصلي.
بطاطا "ديربي" السورية منتج يعرف بكيسه الأحمر ورسمة “سوبرمان” عليه، ولطالما احتل الرقم 1 في السجل الصناعي في سوريا، وبدأ عام 1979 من قبل تاجرين من حلب هما عادل عفش وحسين كعدان.
وعند انتشار بطاطا "ديربي" السورية في تركيا لم يكن مقلداً بل كان للمالك الأصلي شركة “كعدان وعفش”، من مدينة مرسين.
ونقلت جريدة عنب بلدي عن مالك الشركة "كعدان" بأن المنتج تم تقليده من شركة "داديخي" وتم التواصل معها إلا أنها لم تتجاوب نهائيًا، ما اضطره للجوء إلى القضاء التركي، وذلك اعتمادًا على شهادة الحماية التركية التي تحملها الشركة.
"التجارة شطارة".. حال بعض التجار في تركيا
وأكد كعدان أن "المنتج المزوّر ينتشر على مستوى ضيق، ولا يؤثر على سوق الشركة الأصلية نهائيًا، لكنّه لا يملك أي حماية تركية، وهذا واضحٌ ومثبت في دائرة الحماية التي نتابعها دائمًا".
وأضاف أنه "قبل البدء بإطلاق أي ماركة أو منتج معين في تركيا يجب أن يكون العمل نظاميًا، تجنبًا لأي مساءلة قانونية من قبل الحكومة التركية"، مؤكدًا أن "أغلب التجار العاملين في تركيا لا يعملون بشكل رسمي ونظامي".
في حين وجه التاجر كعدان ردّاً على ما ذكره التاجر المقلّد، واعتبر أن "بعض التجار السوريين يعتمدون على أسلوب الشطارة، والتي تعتبر أسلوبًا صحيحًا في نظرهم". بحسب مانقلته جريدة "عنب بلدي".
بالمقابل يركز التجار الجدد لأصحاب الماركات المقلدة في عملهم على عنصر التسويق إلكترونياً عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" الذي ضم الكثير من الصفحات التي تحمل أسماء ماركات مقلدة لمنتجات سورية كثيرة.
ويقوم صاحب الماركة المقلدة للمنتج السوري باستهداف صحف إعلانية موجودة داخل تركيا، إذ تحجز صفحات كاملة للترويج، فيبيع الاسم لتجار في ولاية تركية أخرى، وبسعر مغرٍ قد يصل إلى آلاف الدولارات، وبهذا الأمر يكون قد استقطب شركات تركية تدعم الماركة وتصبح منتجة رسمية لها.
سوق القتم في غازي عنتاب 2023
وسوق القتم في تركيا هو سوق عشوائي موجود في ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد، و80% من السلع السورية المقلدة التي تصنع وتباع فيه غير مرخصة.
وتشهد السوق حاليًا وجود مصانع تعبئة للمواد المقلّدة مثل الزعتر والزيت، حيث يتم إضافة اسم الماركة على هذه المنتجات بسهولة. وبناءً على هذا الواقع، تقوم الشركات بتصدير منتجاتها إلى دول أخرى مثل العراق والداخل السوري.
ويُعتبر تصنيع هذه المنتجات في هذه المصانع ذات التكلفة المنخفضة نسبيًا مقارنة بالمصانع المعتمدة والمرخصة، وبالتالي تتجنب الشركات المخاطر المترتبة على إيقاف التجارة.
لا يقتصر ذلك على المنتجات الغذائية فقط، بل توجد أيضًا محلات تصنيع الشامبو بأنواع مختلفة في السوق، وتحمل بعضها علامات تجارية معروفة عالميًا مثل شامبو "هامول"، دون أن يكون للتاجر الذي يقوم بتصنيعها أي صلة بالمنتج الأصلي.
ويمكنكم التعرف على أبرز أسواق ماركت الجملة في تركيا سواء ضمت بعض السلع السورية المقلدة أو لا عبر المقال التالي: "أسواق الجملة للمواد الغذائية في تركيا.. إليكم أشهرها".
آثار المنتج المقلد في تركيا 2023
تترك السلع السورية المقلدة في تركيا أثراً تجارياً سلبياً لدى المستهلك تركياً كان أو سورياً وعلى التجارة السورية ومنتجاتها بشكل عام حيث يقع الزبون في حيرة بين معرفة الأصلي من المقلد.
ويجب على التجار الذين يقومون بالعمل خارج بلادهم أن يعطوا فكرة إيجابية عن المنتجات السورية.
فهناك معايير يجب على صاحب المنتج الذي يصدّر بضاعته إلى دول أخرى أن يلتزم بها، كشهادات الجودة وشهادات مختبرات الصحة، كون الدول الأخرى لا تقبل منتجات متدنية، مثل تركيا ودول أوروبية كسويسرا والسويد.
يُشار إلى أن السلع السورية المقلدة وعملية تقليد الأصناف المعروفة منتشرة على مستوى دولي، فالأمر يطال العديد من المنتجات، كماركات الشاي "السوري" الذي غزا بأنواعه أسواق مختلفة حول العالم، إلى جانب المرتديلا والمعلبات الغذائية، عدا عن القهوة والمتة وتوابعها، ليتحول السوق التجاري إلى وسط للاعبين التجاريين الجدد.
وتضم العديد من المناطق التركية أسواق ومحال عربية تبيع منتجات مختلفة ومتنوعة وللمزيد يمكنكم قراءة المقال التالي: "أهم أماكن بيع المنتجات العربية في تركيا".