شهدت السنوات الماضية، بدءا من عام 2003 الكثير من حملات التشجير في تركيا التي زادت الرقعة الخضراء في البلاد.
وجرى خلال تلك السنوات زراعة ما يقرب من 4 مليارات و300 مليون شجرة جديدة في نحو 5 ملايين و300 ألف هكتار من الأراضي في عموم تركيا.
شهدت تركيا حملات تشجير عرفت بعدة أسماء مثل "الوطن الأخضر" و"نفس المستقبل" وشملت معظم البلاد بهدف زيادة الرقعة الخضراء وحماية الغطاء الأخضر.
ومن المتوقع أن يصل الرقم المذكور إلى نحو 7 مليارات بحلول عام 2023، بحسب بيانات وزارة الزراعة والغابات التركية.
وفي وقت سابق، قال المدير العام للغابات بكير كاراجابي: "إن تركيا تنفذ أنشطة تشجير مخططة ومنضبطة منذ عام 1946، فيما شهدت السنوات الأخيرة تحقيق اختراقات جادة وكبيرة في أنشطة التشجير".
ومقارنة بالسنوات السابقة، إذا ما نظرنا إلى المتوسط السنوي لأعمال التشجير في تركيا، فإننا نقوم بأعمال تشجير أكثر بخمس مرات، بحسب كاراجابي.
وإلى جانب حملات التشجير في تركيا التي تنفذها وزارة الزراعة والغابات والمديرية العامة للغابات، أطلقت العديد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالغابات، حملات تشجير كبيرة لاقت رواجا شعبيا واسعا.
ومن أبرزها جمعية "وقف تيما (TEMA Vakfı)" التي أطلقت حملة تحت عنوان "لا تدع تركيا تكون صحراء".
وفقا للبيانات والإحصائيات التي أصدرتها وزارة الزراعة والغابات التركية عام 2019، فإن مساحات الغابات في تركيا وصلت إلى نحو 22 مليونا و621 ألفا و935 هكتارا، أي ما نسبته 29% من إجمالي أراضي تركيا.
تحتل منطقة البحر الأسود، المعروفة بتلقيها كميات وفيرة من الأمطار، مركز الصدارة دون منازع، إذ أن 5 ملايين و598 ألفا و295 هكتارا من مناطق البحر الأسود مغطاة بالغابات.
تليها بالمرتبة الثانية منطقة البحر الأبيض المتوسط بمساحة 4 ملايين و371 ألفا و880 هكتارا، أما منطقة بحر إيجة فتحتل المرتبة الثالثة بمساحة 3 ملايين و632 ألفا و893 هكتارا.
تتبعها مناطق مرمرة ووسط الأناضول وشرق الأناضول وجنوب شرق الأناضول على التوالي.
حملات التشجير في تركيا لتعويض حرائق الغابات
بفعل التغير المناخي، بدأت الحرائق بالاندلاع في 28 يوليو/تموز 2021 في قضاء مانافغات بأنطاليا جنوب غرب تركيا.
وفي اليوم التالي اندلعت في قضاء آقسكي، ثم انتقلت بفعل الرياح إلى عدة أقضية مثل كوندوغموش، وإبرادي، وآلانيا.
عقب السيطرة على الحرائق "الكارثية" التي امتدت على مساحة 58 ألف هكتار وطالت ما يقارب 30 – 40 مليون شجرة، بدأت أعمال التنظيف وجرى قطع الأشجار التي احترقت تماما للاستفادة منها إضافة إلى تجهيز التربة لاستقبال شتلات جديدة.
وبدأت الجهات المختصة ببذل جهود حثيثة لإعادة تشجير الغابات المحترقة بعدة طرق منها تنظيم حملات التشجير في تركيا.
وفي تصريح سابق أدلى به مدير عام مديرية الغابات التركية، بكر قرجاباي لوكالة الأناضول، قال إن أعمال إعادة تشجير مناطق الغابات التي احترقت في 2021، ستنتهي أواخر العام 2022.
وذكر قرجاباي أن مديرية الغابات شرعت بوضع خطط فعالة من أجل إعادة التشجير في تركيا، فور السيطرة على الحرائق الكبيرة التي شهدتها الغابات التركية وأن تلك الخطط تشمل مساحة قدرها 104 آلاف هكتار.
وأوضح أن مديرية الغابات أنهت أعمال وحملات التشجير في منطقة إجمالي مساحتها 49 ألف هكتار، فيما جرى ترك منطقة بمساحة 28 ألف هكتار بدون تشجير بسبب بنيتها الحجرية والصخرية.
ولا تزال حملات التشجير في تركيا والجهود المبذولة لزيادة مساحات الغابات في عموم أراضي البلاد مستمرة، نظرا إلى أن فوائد الغابات لا تعد ولا تحصى.
فهي تمنع التعرية، تثري المياه الجوفية، تمنع تلوث الهواء، توفر التوازن بين الحرارة والبرودة، وتمنح جمالية ومناظر خلابة للبيئة وغير ذلك.
والجدير بالذكر أنه في عام 2020 أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يوما وطنيا للتشجير في تركيا.