يواجه المتضررون من زلزال كهرمان مرعش حيرة من أمرهم، جراء عدم صدور قرار رسمي معلن يوضح مصيرهم، ما يبقيهم غير مستقرين من حيث مكان الإقامة، فهل يتم تجديد إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال في تركيا؟ أم يكون القرار بالعودة إلى ولاياتهم التي قدموا منها؟
ما يزيد من حالة القلق أن إذن السفر الخاص بالفئة المتضررة من الزلزال التي تخضع للحماية المؤقتة (الكمليك)، منحته تركيا مؤقتاً بتاريخ صلاحية معين، مراعاة لوضع استثنائي طارئ وتخفيفاً للضرر الذي لحق بهؤلاء بعد كارثة شباط/فبراير 2023.
ويأتي ذلك في ظل حملات أمنية تشنها السلطات التركية بين الحين والآخر ضد المخالفين ممن لا يحملون وثائق قانونية أو أولئك الذي خرجوا من ولاياتهم المسجلين فيها دون استخراج إذن سفر.
وتدور المخاوف في حال كان إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال منتهي الصلاحية والذي لم يتم تجديده حتى اليوم بسبب عدم صدور قرار جديد يخص هؤلاء.
وجاء ذلك رغم طمأنة بعض الجهات المقربة من دوائر القرار بأن الإذن القديم يبقى سارياً إلى حين صدور تعليمات جديدة ومع ذلك يتكرر السؤال ذاته: "هل يتم تجديد إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال في تركيا؟.
إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال
غادر السوريون من حملة بطاقات الحماية المؤقتة "الكمليك" من الولايات المتضررة من الزلزال "غازي عنتاب، هاتاي، أضنة، ملاطية، دياربكر، شانلي أورفا، عثمانية، أديامان وكلس" نحو ولايات أخرى مثل إسطنبول، مرسين وغيرها من الولايات البعيدة نسبياً عن المناطق المتضررة.
ومنذ ذلك الوقت أتاحت السلطات التركية لهؤلاء إمكانية البقاء للفئة التي تضررت بيوتها بنسبة كبيرة "آغر خسار ağır hasarlı" في حين لم تجدد الأذونات لأصحاب المنازل المتضررة بشكل قليل والمصنفة "آز خسار Az hasarlı" أو حتى وسط "أورتا خسار orta hasarlı".
وعن قضية الأذونات وصلاحيتها تحدثت مديرة التواصل في “اللجنة السورية التركية المشتركة” إناس النجار مؤكدة استمرارية العمل بقرار رئاسة الهجرة التركية بتجديد "إذن السفر" للمرة الرابعة للاجئين السوريين الذين كانوا مقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال وفق ما نقلته جريدة عنب بلدي.
وذكرت مسؤولة اللجنة السورية التركية المشتركة إناس النجار بأن القرار العام من السلطات التركية بتجديد إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال من حملة الحماية المؤقتة صدر حتى إشعار آخر وإن كان كل إذن على السستم يظهر بتاريخ صلاحية معين.
وبشكل عام فإن قرار السلطات بمساعدة المتضررين من الزلزال لم يتضمن فترة زمنية، ويدل ذلك على فتح الباب إلى حين صدور تعليمات جديدة وفق النجار.
تخوفات من مشاكل قانونية في تركيا
لكن الأمر يثير تخوفات من البعض، من أخطاء في تطبيق ذلك تؤدي إلى عمليات احتجاز أو اعتقال أو ترحيل بغير وجه حق جراء عدم وجود نصوص معلنة في هذا الصدد لحماية الفئة التي تحمل أذونات منتهية الصلاحية من أي مشكلات قانونية بسبب ظروفهم القاهرة.
ويأمل آخرون أن تكون التعليمات السارية على السلطات المختصة تقضي بالتغاضي عن تاريخ إذن السفر على الأقل بالوقت الحالي إلى حين صدور قرار جديد يتيح لهم التجديد، ويسمح لهم على الأقل بالتنقل بحرية أكبر ضمن ولاية إسطنبول أو أي ولاية أخرى دون خوف من مشاكل أو عقبات محتملة.
وذكر سوريون أنهم حين راجعوا دوائر الهجرة في الولايات التركية لتجديد الأذونات للمرة الرابعة تم رفض طلباتهم إلى حين صدور قرار جديد من الإدارة العامة في أنقرة يسمح بذلك، أو إصدار تعليمات جديدة لحل المشكلة.
وعن ذلك علقت إناس النجار وفق ما نقلته جريدة عنب بلدي بأنه لا يمكن أن يتوقف منح إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال من حملة الحماية المؤقتة (الكمليك)، إلا بقرار حكومي يلغي منحه ويدعو صراحة إلى عودة تلك الفئة إلى الولايات التي قدموا منها ومسجلين فيها بشكل رسمي.
وأوضحت النجار أن رفض تجديد أذونات السفر للبعض للمرة الرابعة قد يرجع لأسباب أخرى خاصة بهم داعية إياهم للتواصل المباشر مع اللجنة السورية المشتركة للبحث في الأسباب المباشرة والعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
التواصل مع اللجنة السورية المشتركة
وبخصوص إذن السفر للسوريين المتضررين من الزلزال يمكن التواصل مع اللجنة السورية المشتركة عبر موقع خاص يتبع للائتلاف السوري المعارض مخصص لمتابعة أوضاع اللاجئين في تركيا وهو form.etilaf.org أو من خلال الرقم 08508403888 أو الإيميل الخاص info@stmk.org.tr.
وتأسست اللجنة السورية المشتركة عام 2019 بعد اجتماع مع وزير الداخلية التركي ورئيس الائتلاف الوطني السوري بهدف فتح خط ساخن للتواصل مع السوريين في تركيا وتلقي الشكاوى ونشر الأخبار والتعليمات الجديدة الصادرة من السلطات التركية.
وإلى جانب إذن السفر الذي يجب إرفاقه أمام الشرطة أو السلطات في تركيا هناك وثائق أخرى يمكن التعرف عليها ضمن المقال التالي: "ما الوثائق التي يجب إظهارها للشرطي في تركيا؟".