مع تطور آليات التواصل بين الشعوب حول العالم، تبرز في تركيا بشكل خاص مظاهر التقارب في العادات والتقاليد مع المجتمعات الأخرى لاسيما الإسلامية، وفي هذا المقال اخترنا لكم عادات مشتركة بين العرب والأتراك في رمضان 1445.
وتطور التقارب العربي التركي في السنوات الأخيرة، من ناحية التقارب الشعبي وتبادل الزيارات، نظراً لإقامة جالية عربية كبيرة في عموم تركيا تقدر بنحو خمسة ملايين شخص، فأصبحت العادات والتقاليد مشتركة بين الجانبين على مدار سنوات ليست قليلة.
وساهم الوجود السوري الكبير في تركيا منذ عام 2011، مع عوامل الجغرافيا والتاريخ في تعزيز تلك العادات الرمضانية، والقادم إلى بعض الولايات الحدودية بين سوريا وتركيا لن يشعر بفرق كبير سواء من ناحية اللغة أو مظاهر استقبال الشهر المبارك.
عادات تركية لافتة في رمضان 2024
ورغم أن الطقوس الرمضانية تختلف من دولة لأخرى إلا أن الصيام والعبادات لا تختلف، وأعمال الخير المتنوعة والمتعددة تشبه بعضها في العديد من أنحاء العالم الإسلامي مثل التبرع وتبادل الزيارات والهدايا وغيرها.
ومع ذلك قد تنفرد تركيا ببعض العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع التركي مثل: "تقديم الزوج خطاب ولاء لزوجته في بعض الولايات ويعني أنه يجدد حبه لها ويعتذر لها عما بدر منه تجاهها وتقوم الزوجة بنفس الأمر وتقدم له سوار من فضة.
ومن التقاليد التي توصف بالطريفة وضع خاتم من الفضة داخل كرات من الكفتة ومن يكتشف وجود هذا الخاتم يكون من نصيبه فضلاً عن المأكولات التركية المميزة التي تزين موائد السحور والإفطار في مختلف الولايات.
كذلك تتميز مساجد رمضان بطريقة استقبالها للشهر الفضيل حيث تتزين برسائل ترحيب وعبارات دينية واجتماعية يطلق عليها اسم محيا mahya وتوارث الأتراك هذه العادة والتقليد من الدولة العثمانية.
وفي حال وجدت مثل هذه العادات في الدول العربية فمن الممكن أن يكون الشعب قد توارثها خلال سنوات حكم الدولة العثمانية.
عادات مشتركة بين العرب والأتراك في رمضان 1445
ويستقبل كل من الأتراك والعرب شهر رمضان المبارك بفرحة وحماس وأجواء روحانية مميزة وإليكم عادات مشتركة بين العرب والأتراك في رمضان:
1. تبادل الهدايا والأطعمة
ومن أبرز العادات الرمضانية تبادل الهدايا والأطعمة خاصة الحلويات بين الأهل والجيران والأصدقاء، وهي عادات موجودة بشكل دائم لكن في الشهر المبارك تتم بشكل أكبر لدى المجتمعين العربي والتركي.
و بالنسبة للمقيمين في تركيا بات تبادل هذه الأطعمة والهدايا بين العرب والأتراك في رمضان أمراً رائجاً ليتعرف الجيران على ثقافات الأطعمة لدى بعضهم البعض مثل "الغولاج" بالنسبة للأطعمة التركية أو القطايف من الحلويات العربية.
وللتعرف أكثر على الوصفات الرمضانية العربية في مطاعم تركيا يمكن زيارة المقال التالي: "تذوق أشهى الوصفات الرمضانية.. مطاعم عربية للإفطار في مرسين التركية".
2. المسحراتي والمدفع
المسحراتي ومدفع رمضان وهي مظاهرة لا تزال تركيا والدول العربية تحافظ عليها حيث يقوم المسحراتي بإيقاظ النائمين على السحور مع أناشيد وطقوس خاصة.
وبالنسبة للمدفع يتزامن مع أذان المغرب في جميع أيام رمضان لتذكير الناس بموعد الإفطار ولكن عادة ما يتم في مركز كل مدينة تركية ومن المستبعد أن يسمعه من يقطنون بعيداً عنها.
3. الصدقات والتبرعات
يشترك الأتراك والعرب في رمضان في مظاهر كثرة التبرعات والصدقات وتوزيع المساعدات للمحتاجين والفقراء والمستلزمات المادية والعينية لفئات المجتمع المختلفة.
ويغتنم الصائمون هذه الفرصة لتحقيق المزيد من الثواب والأجر وتعزيز فكرة التضامن الاجتماعي والعبرة من الصيام وهي الإحساس بالفقراء والمحتاجين.
ولهذا فإن رمضان لدى العرب والأتراك في رمضان ليس مجرد صيام جسدي فهو تطور شخصي وروحي وتضامن مجتمعي على صعيد الأفراد والمجتمعات.
4. أسواق رمضان وعيد الفطر
سواء في رمضان أو قبل عيد الفطر بأيام ترى أسواق تركيا والدول العربية مكتظة بالزبائن والمحال المخصصة لأغراض متنوعة مثل "محال الأطعمة الجاهزة والحلويات ومحال الألبسة ومحال العطور والهدايا وغيرها".
وتزدهر هذه الأسواق في موسم رمضان والعيد فترى الإقبال على أصناف معينة من الحلويات والأطعمة والهدايا والتحضير للعيد يبدأ من أول الشهر الفضيل.
ومع أصوات الباعة العرب والأتراك في رمضان تمتزج في الأسواق روائح الأطعمة والحلويات، لتعطي للصائم نكهة رمضانية وفرحة لا تنسى في هذا الشهر من العام وفق trthaber.
5. الإقبال على المساجد وحلقات الذكر
يكاد يكون برنامج قراءة ختمة من القرآن الكريم في المساجد وحلقات الذكر عاماً في معظم مساجد تركيا والدول العربية حيث يقبل المسلمون على هذه المجالس لإنهاء ختمة قرآنية رمضانية تبدأ من أول يوم وتنتهي إما في ليلة القدر أو في آخر يوم من الشهر المبارك.
وسواء لدى العرب والأتراك في رمضان يقبل المصلون على المساجد في كل صلاة وهي عادة محببة في سبيل تعويد النفس على الصلاة داخل الجامع خارج الشهر وهو ما يؤكده الخطباء والأئمة في أن رمضان دورة تدريبية لتهذيب النفس وتقويمها وتعويدها على العبادات.