أبرز تحديات السوريين في تركيا ودور المنظمات في معالجتها 

26/03/2024 الساعة 12:35 م
تم التحديث: 26/03/2024 الساعة 12:35 م
الحماية المؤقتة هي  أول تحديات السوريين في تركيا
الحماية المؤقتة هي أول تحديات السوريين في تركيا

في كل عام يتجدد النقاش حول تحديات السوريين في تركيا وحال الانسجام والاندماج بين المجتمع الضيف والمضيف ودور المنظمات السورية والتركية في معالجة مختلف القضايا القانونية والخدمية وإيجاد حلول للمشكلات الأبرز سنة 2024.

وبدأ الوجود السوري في تركيا يتصاعد تدريجياً منذ العام2011 حين دخلت أول مجموعة مكونة من أكثر من 250 شخصاً في نيسان عبر معبر حدودي في هاتاي لتتوالى موجات الهجرة إلى مختلف الولايات التركية وتصل ذروتها عام 2015.

ونتج عن موجات الهجرة السورية آثار مختلفة إيجابية وسلبية وتحديات عديدة وفتح نقاشات عن مدى الفائدة الاقتصادية للوجود السوري في تركيا من تنشيط حركة العمل وفتح مصانع وشركات وتعزيز الاندماج بين الشعوب والثقافات في البلدين المتجاورين.

في كل عام يتجدد النقاش حول تحديات السوريين في تركيا ومنها الصعوبات القانونية المرتبطة بوجودهم
في كل عام يتجدد النقاش حول تحديات السوريين في تركيا ومنها الصعوبات القانونية المرتبطة بوجودهم

أبرز التحديات أمام السوريين في تركيا 2024

ولا تعطي الحكومة التركية صفة اللاجئ لمن قدم إلى أراضيها من غير الأوروبيين، وهو ما قد يعتبر أول تحديات السوريين في تركيا وقد تم حله بإعطاء صفة الحماية المؤقتة في التعامل مع الملايين من القادمين إلى الأراضي التركية بسبب ظروف الحرب في بلادهم.

1. تحدي الاستقرار في تركيا

وتعد صفة الحماية المؤقتة في تركيا واضحة من اسمها، ومن الممكن تطبيقها لفترة عامين أو ثلاثة، ولكن بعد 11 عاماً بدأت تبدو هذه الآلية تحتاج إلى تعديل أو إخضاع من تبقى من السوريين لآليات قانونية جديدة تضمن لهم الاستقرار بشكل أكبر.

وتبعاً لذلك من أكبر تحديات السوريين في تركيا عدم معرفة السوري لمستقبله هل سيبقى تحت الحماية المؤقتة أو تتيح له السلطات الانتقال لنوع إقامة جديد أو أنه لن يكون قادراً على البقاء بشكل قانوني وسيضطر للعودة إلى سوريا أو الذهاب لبلد جديد ضمن آلية إعادة التوطين.

وكل ذلك يؤثر على مشاريع المهاجر السوري ومخططاته ويجعله يشعر بقلق مستمر مما سيحصل له ولما بناه في تركيا طيلة الأعوام الماضية، ويزيد من ذلك الجدل بين الأوساط السياسية التركية عن وجوده الحالي والدعوات المتصاعدة لإعادته لبلاده.

يعود تاريخ الوجود السوري في تركيا للعام 2011
بدأ الوجود السوري في تركيا يتصاعد تدريجياً منذ العام 2011

2. تحديات قانونية تركية

ولا يمكن الحديث عن فكرة الاندماج دون وجود آليات قانونية واضحة وصريحة وعلنية توضح للسوري مستقبل وجوده وهو ما تم مناقشته في العديد من الفعاليات والجلسات التي تعقدها المنظمات العاملة في تركيا ومنها منبر منظمات المجتمع المدني.

ووفق ما ذكرته الباحثة في مركز الحوار السوري كندة حواصلي من التحديات التي تواجه السوريين عدم الإلمام بالقوانين التي تكون غامضة حتى على موظف الهجرة نفسه خاصة بعد تحديثها ما قد يؤدي لمخالفتها بخطأ أو جهل وفق لقاء منبر منظمات المجتمع المدني في آذار 2024.

 ولحل ما سبق يحتاج السوري إلى جهد أكبر في الحرص على معرفة كل التعليمات والقوانين الجديدة فور إصدارها والحرص على تطبيقها والالتزام بها وقد كان لمنصات التواصل والمواقع الإلكترونية مثل "أوراق تركيا" دور كبير في تعريف المقيمين في الأراضي التركية بحقوقهم وواجباتهم وفهمها بشكل أكبر وأوضح.

ومن ناحية أخرى لمواجهة تحديات السوريين في تركيا المرتبطة بالقوانين يتوجب التنسيق والربط بشكل أكبر مع المكلفين في تطبيق ومراقبة تنفيذ القرارات واللوائح.

ومن المفترض أن تقوم منظمات المجتمع المدني ففي تركيا بدور أكبر في تعزيز التواصل والتنسيق مع السلطات التركية.

ناقشت بعض منظمات المجتمع المدني تحديات السوريين في تركيا وحاولت إيجاد حلول لها
ناقشت بعض منظمات المجتمع المدني تحديات السوريين في تركيا وحاولت إيجاد حلول لها

3. تحديات الاقتصاد في تركيا

ومن تحديات السوريين في تركيا كالمواطنين الأتراك وغيرهم من شعوب العالم الوضع الاقتصادي الذي تأثر بالأزمات العالمية.

ورغم المبادرات التي تطلقها منظمات المجتمع المدني في مساعدتهم على إيجاد فرص عمل ودعمهم مادياً إلا أن آثارها تبقى محدودة مقارنة بحجم المشكلة.

ويعاني الاقتصاد التركي بالأساس مصاعب وتحديات تفرض على الدولة إجراءات مثل زيادة سعر الفائدة وإجراءات قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم استقرار الأسواق ما يؤثر على التجار والصناعيين العرب والسوريين وحتى الأتراك.

وشهد الاقتصاد التركي نقلة نوعية مع مساهمة السوريين في سوق العمل في أغلب القطاعات مثل النسيج والبناء والخدمات ولكن ساهمت عودة البعض إلى بلادهم وانتقال آخرين للهجرة إلى دول أخرى في التأثير على الأسواق التركية ونقل رؤوس الأموال منها وأدى إلى مشكلة غياب الأيدي العاملة في بعض المهن.

4. تحديات الاندماج في تركيا

لا يزال قسم واسع من العرب و السوريين بشكل خاص يعاني من تحديات تعلم وفهم اللغة التركية بالشكل الصحيح الذي يمكنهم من تلبية متطلباتهم الرئيسية في حياتهم اليومية أو ضمن دوائر الدولة التركية.

ورغم تسهيل الدولة التركية لقضية الترجمة في كثير من دوائرها لمواجهة تحديات السوريين في تركيا إلا أن مصاعب اللغة تؤكد أنها العائق الأكبر الذي يحول بين اندماج البعض بالمجتمع التركي.

وأقامت تركيا بدعم من الاتحاد الأوروبي العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاندماج والتواصل وحل مسألة تعلم اللغة والتخفيف منها بدورات ومواقع العديد منها كان ولا يزال بشكل ميسر و مجاني.

ويبلغ عدد السوريين في تركيا نحو 3,151,915 شخصاً وفق إحصائيات رئاسة الهجرة التركية علماً أن تلك الأرقام تنخفض بشكل مستمر مع عودة قسم منهم إلى بلادهم وهجرة آخرين وتتصدر ولايتي إسطنبول وغازي عنتاب النسبة الأكبر من الوجود السوري تليها هاتاي وشانلي أورفا.
 

كلمات دلالية