حقق حزب الشعب الجمهوري المعارض تفوقاً على حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى منذ تأسيس الأخير في الانتخابات المحلية التركية 2024 وفيها تمكن منصور يافاش من الفوز برئاسة البلدية متفوقاً على نظيره تورغوت ألتنوك.
وحقق MANSUR YAVAŞ في منافسات رؤساء البلديات الكبرى ضمن العاصمة التركية أنقرة نسبة 60،38 بالمئة من الأصوات مقابل 31،69 % لمنافسه في حزب العدالة والتنمية TURGUT ALTINOK.
وحل حزب الرفاه من جديد ثالثاً بحصوله على 3,13 بالمئة من أصوات انتخابات البلدية التركية في أنقرة فيما جاء حزب الظفر رابعاً بنسبة 1,51% وحزب الجيد خامساً بنسبة 0،91 بالمئة من الأصوات.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال عقب النتائج الأولية لانتخابات البلدية التركية 2024 إن النتيجة تشكل "نقطة تحول"، وتعهد بمراجعة أداء حزب العدالة والتنمية الحاكم وشدد على احترام حزبه لما أفرزته الصناديق مؤكداً التزامه بالديمقراطية.
لكن أردوغان أكد أن الانتخابات ليست نهاية الطريق بل ستكون نقطة تحول لتقييم المرحلة السابقة لإجراء النقد الذاتي بكل شفافية وإصلاح الأخطاء خاصة في المدن الكبرى التي تقدمت فيها المعارضة.
من هو رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش؟
والمحامي والسياسي التركي منصور يافاش هو أحد أكثر الأسماء التي تم تداولها في الانتخابات سواء الرئاسيّة أو البرلمانية ومؤخراً المحليّة حيث استطاع الحفاظ على رئاسة بلدية Ankara للمرة الثانية على التوالي بعد الفوز بها للمرة الأولى عام 2019.
ولد في منطقة Beypazarı القريبة من مركز العاصمة التركية أنقرة بنحو 100 كيلومتر وهو من مواليد 1955 وقد عاش طفولته في بيه بازار وأكمل بها تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي.
ودرس يافاش في كلية الحقوق سنة 1979 وتخرج منها سنة 1983 وعمل مدعياً عسكرياً أثناء التحاقه بالتجنيد قبل أن يبدأ عمله كمحامي مستقل في منطقته بيه بازار واستمر في عمله مدة 13 عاماً وفق ما نقله موقع milliyet وترجمته أوراق تركيا.
الحياة السياسية لمنصور يافاش
بدأ منصور يافاش حياته السياسية بالانضمام إلى حزب الحركة القومية بأن أصبح عضواً في المجلس المحلي لمدينته بيه بازار سنة 1989 وطمح في تولي رئاسة بلديتها ونجح في ذلك سنة 1999 وأعيد انتخابه سنة 2004 واستمر به حتى عام 2009.
وبعد خسارته إحدى الانتخابات البلدية وخروجه بالمركز الثالث ترك حزب الحركة القومية وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري الذي رشحه في الانتخابات المحلية عام 2014 لرئاسة بلدية أنقرة لكنه خسر فيها بفارق بسيط.
ولهذا السبب ترك حزب الشعب الجمهوري عام 2016 قبل أن يعود إليه سنة 2018 ويترشح مرة ثانية للانتخابات المحلية عن ما يعرف تحالف الأمة المعارض فاستطاع إيصال المعارضة إلى رئاسة بلدية أنقرة سنة 2019.
وبنسبة 50,9 بالمئة تقدم يافاش آنذاك على مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز حسكي الذي فقد رئاسة بلدية أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب.
وفي عموم الولايات التركية حصل حزب الشعب الجمهوري على 37.7% بعد فرز 99.8% من الأصوات فيما حصل العدالة والتنمية على 35,4 من عموم أصوات كافة الولايات والمناطق في تركيا.
وتعقد تركيا انتخابات البلدية كل خمسة أعوام وتبرز أهميتها لكل من الحكومة والمعارضة للسيطرة على العمود الفقري للمدن التركية الكبرى وفي مقدمتها ولايتي إسطنبول وأنقرة وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "الانتخابات المحلية التركية.. من هم أبرز رؤساء بلديتي إسطنبول وأنقرة؟".
سياسات يافاش وأفكاره
وبشكل غير رسمي تم طرح اسم منصور يافاش عام 2023 كأحد المرشحين لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث كان من الوجوه البارزة للمعارضة التركية التي اختارت في نهاية المطاف كمال كليجدار أوغلو الذي فشل في الوصول إلى سدة الحكم بهزيمته في الجولة الثانية من ذلك الاستحقاق.
ورغم حديثه عن ملفات فساد والحديث عن فتحه لها منذ تسلمه رئاسة بلدية أنقرة إلا أنه واجه اتهامات بالتزوير تعود لعام 2009، وفضلاً عن ذلك لم يكن يافاش مقبولاً من حزب الشعوب الديمقراطي.
وقد هدد زعيمه حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين ديمرطاش من داخل سجنه بأنه سيرشح نفسه للانتخابات إن طرح اسم يافاش كمنافس لأردوغان.
ولهذا السبب يوصف يافاش بأنه صاحب أيدلوجية قومية ترتبط بأول حزب انضم إليه حزب الحركة القومية لكنه اتخاذ مسار حزب الشعب الجمهوري برفضه للاجئين ودعوته لإنهاء الوجود السوري في تركيا وأنقرة بشكل خاص.
وشهدت أنقرة في عهد رئيس البلدية الجديد أحداث شغب اعتقلت السلطات التركية على إثرها العشرات بعد اعتداءات جماعية ضد السوريين ليخرج منصور يافاش حينها ويطالب بطردهم وإعادتهم إلى بلادهم.
