في قلب تركيا، تقع أنقرة كعاصمة تاريخية تنبض بالحياة والثقافة. تعتبر الأماكن التاريخية في أنقرة شاهداً على أصالة هذه المدينة، وتعاقُب الحضارات عليها حيث تمتزج الأماكن التاريخية في أنقرة بالمعالم الحديثة؛ لتروي حكاية هذه المدينة العريقة.
من قلعة أنقرة القديمة إلى ضريح أتاتورك، تعكس هذه الأماكن تطور مدينة أنقرة عبر العصور، وتجسِّد أهمية أنقرة كموقع استراتيجي ومركز حضاري وتاريخي لا يمكِن تجاهله.
4 من أجمل الأماكن التاريخية في أنقرة
في أنقرة، يوجد العديد من المعالم التاريخية والسياحية التي تستحق زيارتها والاستمتاع بأصالتها وجمالها، وفيما يلي بعض من أفضل الأماكن التاريخية في أنقرة:
1. قلعة أنقرة Ankara Kalesi
واحدة من أهم الأماكن التاريخية في أنقرة هي قلعة أنقرة. تتكون قلعة أنقرة من خط داخلي من الأسوار يضم أبراجًا متقاربة المساحة تحيط بمساحة حوالي 350 مترًا في 150 مترًا، وخطًا خارجيًا من الأسوار تفصل بين الأبراج حوالي 40 مترًا. وتم تشييد مجموعتي الجدران باستخدام كميات كبيرة من البناء المُعاد استخدامه.
التواريخ الدقيقة لبنائها غير مؤكدة، لكن يرجَّح تاريخه إلى ما بعد الاستيلاء على أنقرة وتدميرها على يد الفرس، على الأرجح، عام 622 م. ويعتقَد أنّ الجدران الداخلية قد تعود إلى عهد قسطنطين الثاني؛ في حين أنّ الجدران الخارجية تعود إلى عهد قسطنطين الثاني. وقد تم تشييدها في وقت لاحق قليلاً.
كما تشير بعض السجلات إلى أن القلعة بناها الحيثيون الذين حكموا في القرن السادس عشر. وتضم القلعة التي قام السلاجقة بتوسيعها أكثر من عشرين برجاً. ويمكن زيارة منازل أنقرة ومسجد علاء الدين داخل هذه القلعة. تبلغ مساحة القلعة 43 كيلومتراً مربعاً، وتحتوي على 42 برجاً يصل ارتفاعها إلى 16 متراً.
تعتبر قلعة أنقرة أنّها رمز مدينة أنقرة، وهي مزيج من فترات تاريخية مختلفة، من المباني التي يجب على القادمين إلى المدينة مشاهدتها.
لا تفوِّت أثناء تواجدك في القلعة، مشاهدة المدينة من أعلى القلعة واحتساء الشاي أثناء الاستمتاع بمشاهدة المنظر الساحر. وننصحك أيضًا ألّا تفوِّت الفرصة لتذوِّق أطباق أنقرة المحلية التقليدية.
2. قلعة إيزترغون Estergon Kalesi
قلعة Estergon هي إحدى المباني التي فتحت أبوابها للزوار في 29 مايو 2005. ما يميز هذا العمل المعماري الذي يأخذ اسمه من القلعة التاريخية الواقعة على ضفاف نهر الدانوب والمعروفة أيضًا باسم مركز إيزترغوم الثقافي، أنه يعكس التاريخ التركي بالكامل.
تم بناء القلعة على شكل هيكل مثمَّن، بصورة تشبه البرج الأحمر في قلعة ألانيا. وفي هذا المكان، يمكنك العثور على العديد من الأماكن التاريخية في أنقرة والثقافية أيضاً؛ من مدرسة كاراتاي خلال الفترة السلجوقية إلى إسفنديار خان في أوزبكستان وبلاط كوتاهيا الشهير.
في قلعة Esztergom يمكنك الحصول على معلومات مهمة حول الأعمال المميزة جدًا للثقافة التركية في العديد من المجالات المختلفة مثل الملابس والأطعمة والمشروبات والحرف اليدوية. وبالطّبع، تذكّر الاستمتاع بالمنظر الرائع من أعلى القلعة.
3. جسر كالسيك Kalecik Köprüsü
من أجمل الأماكن التاريخية في أنقرة ويقع على بعد 7 كم من كاليسيك، وهو أحد الأمثلة المهمة على العمارة السلجوقية في المدينة، ويبلغ طول جسر كالسيك الذي يمتد في اتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي 136 مترًا وعرض سطحه 3.4 مترًا، ويتكون من سبع عيون ذات أقواس مستديرة.
يعتبر الخليجان الأخيران في الاتجاه الجنوبي الغربي أوسع وأعلى من الأقواس الأخرى، حيث يبلغ طولهما 13.57 مترًا و14.88 مترًا؛ أما العين القوسية الأخيرة في الاتجاه الشمالي الشرقي فهي مدفونة تحت طبقة التربة في هذا القسم.
تم بناء الجسر بحجارة ناعمة وخشنة، واستخدِمت الحجارة المقطوعة والمكدسة في صفوف أفقية غير منتظمة في الأجزاء العليا من الجدران وفي الدرابزين والتي عرف أنها تم تجديدها عام 1967.
لا توجد معلومات مؤكَّدة عن تاريخ بناء الجسر، ولكن من المعروف أن الجسر تم ترميمه على يد شخص يدعى ديفيليوغلو في القرن التاسع عشر. ولهذا السبب، يُعرف الجسر أيضًا باسم "جسر ديفيليوغلو".
4. قصر متحف أتاتورك Atatürk Müze Köşkü
قصر متحف أتاتورك الذي تم افتتاحه كمتحف عام 1950، من أهم الأماكن التاريخية في أنقرة، وهو المكان الذي شهد أهم الأحداث في تركيا على صعيد حرب الاستقلال والسنوات الأولى للجمهورية. تم إهداء المبنى الذي يقع فيه المتحف إلى أتاتورك من قبل بلدية أنقرة في عام 1921.
القصر، الذي قاوم السنين بفضل أعمال البناء والإصلاح واسعة النطاق التي أجريَت فيه في الفترة ما بين عامي 2002 و 2007، ثم أعيد افتتاحه للزوار في 19 أبريل 2007.
يحتوي القصر على عدة أقسام مثل المكتبة وقاعة المعارض وقاعة استقبال الزّوار وغرف النوم والقاعة الخضراء وطاولة تشانكايا. وقد استخدم أتاتورك هذا المكان كمقر لإقامته حتى عام 1932، حيث شهدت هذه الفترة أحداثاً مهمة جدًا من تاريخ تركيا الحديث، مثل حرب الاستقلال وإعلان الجمهورية، والعديد من المؤتمرات المكثّفة واللقاءات ذات الأهمية.