التبرع بالأعضاء في تركيا يعد من الأعمال الإنسانية النبيلة التي تسهم بإنقاذ حياة العديد من الأشخاص ويمكن وصفه أحد المبادرات المهمة لتحسين جودة الحياة للكثيرين ممن هم بحاجة ماسة إلى هذه الأعضاء.
ويعكس التبرع روح التضامن والتعاون الإنساني بين الأفراد في المجتمع فهو فرصة للمساهمة في إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين وتقديم العون والدعم لمن يحتاجون.
ومن خلال التبرع تجري عملية زرع الأعضاء من الجثة التي تم التبرع بها من الميت وفق شروط ومعايير معينة لتحل محل الأعضاء غير القادرة على العمل بسبب أمراض لا يمكن علاجها طبياً.
وتؤكد وزارة الصحة التركية أهمية التبرع بشعار: "أتبرع بأعضائي لأكون أملًا لشخص آخر بعد موتي".
شروط التبرع بالأعضاء في تركيا
ويمكن إجراء عمليات التبرع بالأعضاء في تركيا و زراعة الكبد والكلى والبنكرياس والأمعاء الصغيرة والقلب عبر نقلها من الجثة إلى جسد المريض.
وكل عضو متبرع يعني حياة تم حفظها بالفعل وتتم عملية النقل وفق التقنيات الجراحية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة كونها من العمليات الحساسة.
ورغم أنها ليست ثقافة رائجة لدى العرب لاعتبارات معظمها دينية إلا أن بعض العرب والسوريين يتساءلون عن معايير التبرع بالأعضاء.
ومن شروط التبرع بالأعضاء للمواطنين الأتراك والمجنسين وفق ما نقلته ملييت وترجمته أوراق تركيا:
- أن يكون بين الأقارب حتى الدرجة الرابعة (التبرع من حي إلى آخر)
- يمكن أن تكون بين شخص وآخر من غير الأقارب شرية موافقة لجنة حكومية خاصة
- إجراء فحوصات خاصة وعرضها على لجنة حكومية خاصة
- يجب أن يكون عمر الشخص الراغب بالتبرع أكثر من 18 عاماً
- يجب تقديم الرغبة بالتبرع بعد الوفاة أمام طبيب وشاهدين
- أن يتم التبرع عبر أنظمة وزارة الصحة التركية
وبالنسبة للسوريين والعرب ممن لا يحملون الجنسية التركية يمكن أن يتم التبرع بين الأقارب وضمن شروط ومعايير صارمة لمنع جرائم الاتجار بالبشر ولهذا فإن أي مخالفة للقوانين والقواعد والتعليمات المرتبطة بذلك قد تعرض أصحاب لمشكلة قانونية كبيرة للغاية.
ومن أبرز الزراعات الطبية الرائجة في تركيا:
التبرع بالأعضاء في تركيا بعد الوفاة
بالنسبة للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة يتضمن شرط موافقة أفراد الأسرة على القرار ويخضع ها الشرط لخلافات قانونية ونقاشات ومساع لإصدار قانون جديد يعدله أو يلغيه.
وكثيراً ما تحصل حالات رفض من قبل أفراد الأسرة للتبرع بأعضاء صاحب العلاقة بعد وفاته رغم تحقيقه للشروط الثلاثة وهو ما يثير الجدل بين القانونيين حيث يرى أنصار التبرع بالأعضاء أن المجتمع ينقصه وعي بهذه الخطوة المهمة والمفيدة والتي قد تنقذ حياة الكثير ممن هم بحاجة لها.
وفي حال وجود عائلة مؤلفة من 10 أشخاص ووافق 9 منهم فإن رفض شخص واحد كافي لإلغاء التبرع وفق القانون التركي.
ووصل البعض لدرجة اقتراح أن يكون التبرع بالأعضاء عند الضرورة لكل "ميّت دماغياً" سواء كان طوعياً أو غير طوعي" وهو أمر جدلي للغاية شرعاً وقانوناً وفضلاً عن كونه منافي للحريات ومبادئ حقوق الإنسان.
خطوات التبرع بالأعضاء في تركيا بعد الوفاة
ويمكن لمن يود التبرع بأعضائه بعد وفاته أن يتقدم بطلب لوزارة الصحة التركية من خلال موقع خاص يتضمن خيارات عديدة تتعلق بالخطوة.
ومما يتوجب القيام به خلال التقدم بطلب التبرع بالأعضاء في تركيا:
- الدخول لنظام إي نبض عبر بوابة الحكومة التركية الإلكترونية إي دولات
- يختار الشخص الذي يريد التبرع أي الأعضاء التي يود التبرع بها ويخير بين عدة أعضاء أو جميع أعضاء جسده
- بعد تقديم الطلب يتواصل مسؤولو قسم التبرع بالأعضاء مع صاحب العلاقة لتنسيق العملية وإجراء الفحوصات اللازمة.
- يخضع التبرع لمعايير صارمة نظراً إلى أن زراعة الأعضاء تصلح مع أعضاء ولا يمكن أن تصلح مع أخرى فضلاً عن الجدل الفقهي خاصة بالنسبة لحالة الوفاة السريرية والموت الدماغي.
ووفق ديلي صباح تسعى تركيا لزيادة حصتها في السوق العالمية للسياحة العلاجية التي وصلت إلى 100 مليار دولار سنوياً، مع إنفاق المستهلكين بمتوسط يقدر بـ 10.000 دولار، ولذلك تخصص موظفين مؤهلين تأهيلاً عالياً ومرافق رعاية صحية حديثة ومتطورة.
وحسب المصدر ذاته يصل مئات الأجانب إلى تركيا سنوياً لإجراء عمليات زراعة الكبد والكلى من متبرعين أحياء من أقاربهم أو ممن وافقوا على تبادل الكلى، وما يساهم في ذلك نجاح العمليات وبذل جهود كبيرة لإقناع الناس للتبرع بأعضائهم وإنقاذ حياة الآخرين وتصحيح المفاهيم الدينية والثقافية الخاطئة حول ذلك.