تتصدر الحكومة التركية دول المنطقة بإنتاج الطاقة من الموارد الطبيعية المتجددة، عبر استغلال الموقع الجغرافي للبلاد وثرواتها الطبيعية والاستثمار بتكنولوجيا طاقة الرياح ومختلف الأدوات التي تؤدي للتحول الأخضر. فما هو مستقبل الطاقة البديلة في تركيا؟ هذا ما نناقشه ضمن مقالنا.
للطاقة المتجددة دور حيوي كبير في تعزيز الاستدامة والتنمية البيئية والاقتصادية وتحفيز الاستثمار والابتكار ولكن لطالما طرح مع هذا الموضوع نقاشات حول العديد من الفرص والتحديات سواء في تركيا أو مختلف أنحاء العالم.
وخلال الأعوام الماضية قطعت تركيا شوطاً كبيراً بمجال الاعتماد على الطاقة المتجددة بفضل الاستثمارات المتنوعة، وكانت خطتها الاتجاه نحو تطوير الطاقة الشمسية والرياح ومن ثم الطاقة النووية.
خطط التحول الأخضر .. صافي الصفر!
واندفعت دول العالم للتحرك سريعاً بعد أزمات البيئة والمناخ للتحرك نحو مستقبل منخفض الكربون، ووضعِ خططٍ ما يسمى "صافي الصفر" لمنع انبعاث الغازات الدفيئة أكثر من تلك التي أُزيلت، ولتعجيل هذا التحول أُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ودارت التساؤلات عن مستقبل الطاقة البديلة في تركيا.
وتؤكد تركيا عزمها على تخفيض الانبعاثات الكربونية من البلاد بنسبة 21% بحلول سنة 2030 وصدقت على اتفاقية باريس للمناخ سنة 2021 وشكل ذلك ضرورة إجراء تغييرات عديدة في مجالات الطاقة والتصنيع.
ومن أبرز أهداف تركيا لعام 2035 تحقيق صفر كربون وتحقيق ما يسمى هدف الوصول إلى "الاقتصاد الأخضر" عبر اعتماد مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل:
- الطاقة الحرارية الأرضية
- الطاقة الكهرومائية
- الطاقة الشمسية
- طاقة الرياح
- الطاقة النووية بدلاً عن الوقود الأحفوري
ومع تزايد الطلب على الطاقة وأهمية مستقبل الطاقة البديلة في تركيا بات من المهم للبلاد تنويع المصادر والسعي في الوقت ذاته لتحسين الكفاءة لإدارة ارتفاع الطلب ويساعد على ذلك توفر احتياطات جيدة من الموارد مثل الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع طاقة محدودة من الوقود الأحفوري غير الفحم.
وتركيا قريبة من بعض الدول المنتجة للطاقة ما يوفر لها العديد من الفرص الاستثمارية لا سيما بمجال الطاقة المتجددة ويضعها ذلك أيضاً تحت مسؤولية فيما يتعلق بأمن الطاقة في المنطقة بشكل عام.
وما ساهم في زيادة الطلب على الطاقة والموارد الطبيعية النمو الاقتصادي والسكاني وانضمام الدولة التركية لعضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية "إرينا" سنة 2009 ومنذ سنوات تم وضع خطط تتعلق بتنظيم والتخطيط لتطوير مستقبل الطاقة البديلة في تركيا.
وأنظمة الطاقة الشمسية في تركيا أظهرت تقدماً تكنولوجياً وانخفاضاً في التكلفة، وأثبتت نفسها كمصدر للطاقة النظيفة بيئياً
وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "إلى أي مستوى وصل إنتاج الطاقة الشمسية في تركيا؟".
مستقبل الطاقة البديلة في تركيا
وفي بداية 2024 أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار أن مصادر الطاقة المتجددة شكلت إجمالي القدرات التي تمتلكها تركيا في هذا القطاع وهي جزء من الجهود الانتقالية لمعالجة تغير المناخ والتحول الأخضر.
ورفع ذلك إجمالي الطاقة المتجددة في البلاد إلى 59,236 وفق ما ذكره بتاريخ 23 يناير 2024.
ومع خفض توليد الفحم زاد إنتاج تركيا من الطاقة المتجددة وفتح ذلك آفاق واعدة نحو تشكيل مستقبل الطاقة البديلة في تركيا.
وضخت رؤوس أموال ضخمة لتوسيع وتعزيز بنية تركيا التحتية وتمكين شبكات الطاقة منشآت الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية.
وتخطط تركيا لاستثمار نحو 20 مليار دولار في كفاءة الطاقة بحلول سنة 2030 عبر التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق وفورات في الطاقة بمليارات الدولارات والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وسيمكن ذلك البلاد من توفير نحو 46 مليار دولار من الطاقة حتى سنة 2040 وتساعد التسهيلات المقدمة للمستثمرين بمجالات الطاقة في خلق سوق تنافسي ينعكس إيجاباً على هذا القطاع.
تركيا الخامسة أوروبياً بالطاقة المتجددة
وأكد بيرقدار خطة بلاده الطموحة لزيادة قدرات تركيا من الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول سنة 2053 حيث تسعى البلاد جاهدة لتصبح اقتصاداً محايداً للكربون وفق ما نقلته الأناضول.
وبلغت حصة تركيا من إنتاج مصادر الطاقة المتجددة 42% فيما بلغت حصتها من إجمالي القدرة المركبة 56% ما يجعل البلاد الخامسة في أوروبا والثانية عشر عالمياً.
كما تحتل تركيا في القدرة الحرارية الأرضية المثبتة المرتبة الرابعة عالمياً والأولى في أوروبا ومن حيث القدرة المركبة لمحطات الطاقة الكهرومائية المرتبة الثانية أوروبياً والتاسعة في العالم.
وتعتمد تركيا بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء والصناعة وتستفيد الأسر التركية من إعانات الشركة الحكومية بوتاش.