بعد ظهوره في ولايتين تركيتين خلال فترة قصيرة زادت التساؤلات عن داء الكلب في تركيا وكيفية الوقاية منه وأعراضه وطرق علاجه.
ويرتبط ظهور هذا الداء الذي يسمى باللغة التركية kuduz بأزمة الكلاب الضالة في تركيا التي تؤرق البلاد وتعمل الحكومة المحلية على مكافحتها وإنهائها بالكامل.
وخلال أيام قليلة عزلت السلطات التركية في يونيو/حزيران 2024، حيين في منطقة إصلاحية التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا بعد اكتشاف داء الكلب في كلاب ضالة هاجمت السكان.
وبعدها بأيام تم عزل حيين آخرين في ولاية شانلي أورفا بعد تأكيد إصابة كلبين بسعار الكلب واتخاذ إجراءات بعدما عضت إحدى الكلاب المصابة شخصاً وهاجمت آخر.
أزمة الكلاب الضالة في تركيا
وتسعى العديد من الجمعيات التركية إلى الوصول لتحقيق "شوارع خالية من الكلاب" وفي هذا الإطار استطاعت إقناع الحكومة التركية بسنّ مشروع قانون يتيح مكافحة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في كل أنحاء تركيا.
وتقدر أعداد الكلاب الضالة في تركيا بنحو 4 ملايين ولطالما كان لها دور بانتشار داء الكلب الذي تصنّفه منظمة الصحة العالمية بأنه "مرض فيروسي عالي الخطورة" ولهذا يدور جدل بين كيفية معالجة المشكلة.
وبينما يؤيد البعض عملية القتل الرحيم يرفض نشطاء في مجال الرفق بالحيوان هذه الحلول أو ما قد يؤدي إليها ويطالبون باعتماد آلية "التعقيم الفعال" لمنع الحيوانات من التكاثر.
وحض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على زيادة وتكثيف عملية تعقيم الكلاب وحملات التبني لتجنب الانتقال لمشكلة مكافحة داء الكلب الذي بدأ يظهر بشكل متكرر في الآونة الأخيرة.
وتسعى الجهات المسؤولة في تركيا إلى توفير أفضل بيئة للإقامة لمواطنيها والأجانب على أراضيها من كافة النواحي، بما فيها تقديم الرعاية التامة للحيوانات وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "تطبيق HAYDİ.. أفضل طريقة لحماية الحيونات والبيئة في تركيا".
أعراض الإصابة بداء الكلب
وتعرف منظمة الصحة العالمية داء الكلب بأنه مرض فيروسي حيواني يمكن الوقاية منه باللقاحات ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي وبمجرد ظهور الأعراض السريرية يصبح الداء قاتلاً بنسبة 100% تقريباً.
والكلاب المنزلية بحسب المنظمة الأممية مسؤولة عن انتقال فيروس داء الكلب في تركيا إلى البشر في 99% من الحالات ومع ذلك يصيب هذا الداء مختلف الحيوانات البرية وينتقل عن طريق اللعاب.
ومن أبرز أعراض داء الكلب في حال حصوله وقد تصيب واحدة منها أو أكثر المصاب وبعضها خطيرة وتؤدي للموت في حال عدم معالجتها على الفور:
- الحمى والألم
- الشعور غير العادي أو غير المبرر بالنخز والوخز
- الشعور بالآلام الحارقة في موضع الجرح
- التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النخاعي
- رهاب الماء والهواء (أعراض خطيرة)
- الهلوسة وفرط النشاط والسلوك (أعراض خطيرة)
- إصابة العضلات بالشلل
- الدخول في غيبوبة بطيئة حتى الموت (أعراض خطيرة)
علاج داء الكلب في تركيا
وهناك مراحل من العلاجات التي يجب الخضوع لها في حال ظهور أعراض داء الكلب في تركيا الأولى عبر غسل مكان الجرح جيداً بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة بعد التعرض لعض مشتبه به.
وبعدها في المرحلة الثانية يجب الخضوع لدورة لقاح داء الكلب الناجع والفعال والمطابق لمعايير منظمة الصحة العالمية.
وفي المرحلة الثالثة يجب إعطاء الغلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب أو حقن مضادات الأجسام الوحيدة النسيلة في الجرح.
وسواء ظهرت أعراض داء الكلب في تركيا أو لا في حال التعرض لعضة يجب على الفور غسل مكان العضة بالماء والصابون وتنظيف المنطقة المصابة بالكحول ولفها بضمادة والذهاب لأقرب مؤسسة صحية وإخبارهم بما حصل.
وعادة ما تظهر أعراض داء الكلب بعد بضعة أسابيع من اللدغة وعندها يكون الوقت قد فات والتدخل الطبي قبل ذلك يكون ناجحاً وبعد هذه الفترة يصبح من الصعب جداً التشافي.
الوقاية من داء الكلب في تركيا
وفي 28 أيلول/سبتمبر خصصت منظمة الصحة العالمية هذا اليوم للتوعية بمخاطر داء الكلب وجعلته يوماً عالمياً لذلك.
وهناك عدة نصائح يجب القيام بها لتجنب الإصابة بداء الكلب في تركيا وفي مقدمتها تطعيم الحيوانات الأليفة وإبقائها في المنزل والعناية بنظافتها وحمايتها من أي تلوث ومرض.
ومن المهم كذلك عدم الاقتراب من الحيوانات البرية ومكافحة انتشار الضالة منها في المدن والمناطق السكنية واستشارة الأطباء والسلطات بشكل دائم في حال حصول أي خطر يهدد حيواناتك الأليفة أو صحتك.
وكان البروفيسور التركي علي بولنت جنكيز الأكاديمي في جامعة هاجي تبة قد أكد أن الدولة توفر لقاحات ومصل الوقاية والعلاجات من داء الكلب مجاناً في المستشفيات والمراكز الصحية ودعا لتوخي الحذر بسبب تهديد هذا الداء سنوياً لحياة حوالي 36 ألف شخص حول العالم.