مع التحولات الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها عالمنا، بات البحث عن ملاذ آمن ومربح أكثر ما يشغل بال المستثمرين وقد يتساءل البعض عن العقارات التركية والأسهم وأيهما أفضل للاستثمار في تركيا.
ويشير الخبراء في التقارير الإعلامية إلى أن استثمار العقارات أفضل من الأسهم لكن هل يمكن أن ينطبق ذلك في كافة الأحوال خاصة في الوضع الحالي الذي تمر فيه تركيا بظروف التضخم وتغير السياسات الاقتصادية الذي انعكس على القطاع العقاري وأدى لتراجع الاستثمارات بهذا المجال.
ومع رفع سعر الفائدة وزيادة التضخم اتجه العديد من المستثمرين نحو قطاعات تركية أخرى غير العقارات في مسعى منهم لتحسين الأرباح فيما ينتظر قسم آخر إلى حين تغيّر الأوضاع وتحسن السوق العقاري التركي وملائمته للاستثمار.
فالتداعيات التي أثرت بشكل أو بآخر على اتجاهات المستثمرين مع تكبد البعض خسائر وتغير وضع السوق دفع رجال الأعمال العرب والسوريين للبحث عن نصائح حول استثمار العقارات التركية والأسهم واختيار الجانب الأكثر أماناً على الأقل في الوقت الحالي.
عقارات تركيا ملاذ المستثمرين
على مدى السنوات الماضية كانت العقارات في تركيا الملاذ الآمن للمستثمرين نظراً إلى كونها من الاستثمارات الرابحة طويلة الأمد ولهذا قد تتفوق على الأسهم لمن يستطيعون الصبر مدة أطول وربما تحقيق مكاسب أعلى وأكبر من المشاريع الأخرى.
وضمن تساؤل العقارات التركية والأسهم أيهما أفضل فإنّ من يرجح الاستثمار العقاري يعتقد أن التحولات المرتبطة بظروف تركيا في سوق العقار ما هي إلا حالة مؤقتة ولا بد أن تتغير عاجلاً أو آجلاً وتعود قيمة العقار وأهميته كما السابق وربما أكثر.
وهناك فوائد يمحنها الاستثمار بالسوق العقاري التركي أكثر من تلك التي تمنحها الأسهم مثل إمكانية التقدم للحصول على الإقامة أو الجنسية والاستفادة من عائدات الإيجار أو استخدام الشقة لأغراض شخصية كالسكن والسياحة وما شابهها من أهداف.
ورغم كل الأزمة التي يمر بها القطاع العقاري إلا أن تكاليف استئجار العقارات وصلت لدرجة قياسية غير مسبوقة ما دفع الكثير من المستثمرين للربح عن طريق تأجير الشقق العادية والسياحية.
وللمزيد حول أسواق الأسهم في تركيا وأهميته لرواد الأعمال العرب يمكن قراءة المقال التالي: "سوق الأسهم في تركيا.. هل يمكن للعرب الاستثمار في البورصة التركية؟".
العقارات التركية والأسهم أيهما أفضل؟
ولا يمكن إخفاء مزايا التداول في سوق الأسهم في تركيا فهي من أكثر الاستثمارات شهرة وجذباً للراغبين بالربح من هذا المجال، ويمكن أن تكون البورصة التركية منجم ذهب بالنسبة للمستثمرين في حال كان المستثمر بارعاً في المضاربة واقتناص الفرص.
ومن أبرز مزايا الاستثمار في أسواق الأسهم التركية أنه يتيح على المدى القصير والطويل الحصول على عائدات عالية وايرادات قد تكون أحياناً أعلى من الأدوات الاستثمارية الأخرى.
لكن رغم ذلك تبقى العقارات خيار أفضل وفق الخبراء لأسباب عديدة أهمها:
- سهولة الاستثمار العقاري نظراً لعدم الحاجة إلى معرفة معمقة بالسوق كما في مجال الأسهم والبورصة الذي يحتاج إلى معرفة متخصصة لكن ذلك لا يعني أن المستثمر ليس بحاجة للاستعانة بالخبراء والمستشارين ذوي الكفاءة والمصداقية لتجنب أي عمليات احتيال.
- يمكن للمستثمرين العقاريين ضبط الأرباح بعمليات حسابية أقل تعقيداً من رواد الأسهم والمتداولين في سوق البورصة وهناك مثل شائع بين كافة الأعمال والاستثمارات يقال أنها آمنة كالمنازل أو "أصحاب الأراضي والمباني ينامون ويستيقظون ليصبحوا أغنياء".
- الاستثمار بالعقار أبسط وأوضح وأسهل من دخول أسواق الأسهم التي تتسم بالتعقيد فضلاً عن أن أعمال البورصة مخاطرة قد تؤدي لخسارات فادحة في رأس المال وفق ما نقله موقع milliyet.
- ضمن تساؤل العقارات التركية والأسهم أيهما أفضل يرى الخبراء أن العقار أفضل من ناحية الاستثمار بشيء ملموس وموجود بعكس الأسهم التي تكون افتراضية وهو ما يخفف من عوامل الريبة والشكوك ويؤثر على العامل النفسي للمستثمرين.
- تبقى فرص التعرض للنصب بالنسبة للمستثمرين بمجالات الأسهم أعلى بكثير من أولئك المستثمرين بمجالات العقارات والثقة بقطاع البورصة أمر ليس سهلاً ويحتاج لكثير من المعرفة والمخاطرة.
- يمكن للمستثمرين العقاريين أيضاً الحصول على قروض بنكية ودعم من القطاعين العام والخاص لمشاريعهم وهو ما يصعب كسبه عن طريق استثمار الأسهم أو التداول بأسواق البورصة التركية.
- ضمن تساؤل العقارات التركية والأسهم أيهما أفضل يرى الخبراء أن العقار استثمار أفضل من ناحية قدرة التحكم على الظروف وتغيرات السوق فأي عاصفة في مجال البورصة قد يؤدي للمستثمر بسحب أمواله والترجع في حين يتطلب القطاع العقاري الصبر والوعي والخبرة للتصرف بشكل ذكي وصحيح والخروج بأعلى أرباح ممكنة.