بعد الأحداث العنصرية التي شهدتها ولايات تركية عديدة أبرزها قيصري في تموز/يوليو 2024 خيمت حالة من الصدمة بين العرب والسوريين عقب حادثة تسريب بيانات المهاجرين في تركيا عبر مجموعات التواصل الاجتماعي ليدور التساؤل عن نتائج ذلك وما يمكن فعله لتجنب أي مشكلة.
وانتشرت ملفات عبر منصات التواصل تتضمن بيانات سوريين من مختلف الولايات التركية بما يشمل الاسم الكامل واسم الأب والأم ورقم الكمليك والعنوان وهو ما أثار حالة من الخوف والقلق من تبعات ذلك.
وفيما أعلنت وزارة الداخلية التركية اعتقال طفل في عمر 14 عاماً واتهمته بالوقوف وراء الواقعة أشار بيان آخر لرئاسة الهجرة التركية أن المعلومات المسربة لا تتطابق مع المعلومات الحالية.
ونتحدث في هذا المقال عن أبرز ما يمكن القيام به بشكل عام لحماية بياناتكم وتبعات تسريب بيانات المهاجرين في تركيا على العرب والسوريين ونصائح لتجنب أي مشكلات قانونية أو أمنية بشكل عام.
مخاطر تسريب بيانات المهاجرين في تركيا
وعلى صفحته في فيسبوك نشر الخبير بالأمن الرقمي علاء غزال عن مخاطر هذا التسريب وأثره على السوريين والعرب في تركيا.
ومن أبرز المخاطر التي تم ذكرها في هذا الإطار والتي قد تحصل للأشخاص الذين تم نشر بياناتهم:
1. الأرقام الهاتفية ومنصات التواصل
إمكانية سرقة بعض أرقام الهواتف من خلال التواصل مع الشركة وتقديم بيانات شخصية للشخص المستهدف علماً أن الأمر لا يمكن دون صورة عن بطاقة الكمليك بالنسبة لخطوط فودافون ودون صاحب العلاقة الأساسي بالنسبة لترك تيليكوم وتركسل.
اختراق حسابات العرب والسوريين عبر استخدام المعلومات الشخصية للحصول على كلمات مرور حسابات البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وعند الحصول على شريحة برقم هاتف الضحية (SIM swapping) يمكن بسهولة اختراق عدد كبير من الحسابات البنكية والايميل والسوشيال ميديا وفق ما نقله علاء غزال لكن ذلك ليس بالأمر السهل ويحتاج لتجاوز الكثير من احتياطات الأمان.
إمكانية توثيق حسابات منصات التواصل من خلال البيانات وصور الباسبورات المسربة وهذا الأمر ليس سهل أيضاً فهناك العديد من الاحتياطات التي تفرضها مواقع السوشيال ميديا في هذا الجانب.
إنشاء حسابات على منصات مثل العملات الرقمية باستخدام البيانات وصور الباسبورات المسربة وتنفيذ عمليات شراء الكتروني باستخدام المعلومات التي تم الحصول عليها.
2. الابتزاز والمخاطر المالية
وقد يؤدي تسريب بيانات المهاجرين في تركيا إلى خطر التعرض للابتزاز عبر التواصل مع الضحايا والتلاعب بهم نفسياً وعاطفياً وطلب منهم مقابل (مادي أو خدمات) مقابل عدم استخدام بياناتهم أو بيانات أطفالهم وعائلاتهم بقضايا تشهير أو أعمال غير قانونية.
كما يمكن أن يتعرض البعض لمحاولات أو خطر بيع المعلومات الشخصية لشركات تسويق التي قد تستخدمها لإرسال إعلانات ورسائل تسويقية غير مرغوب فيها.
ويمكن كذلك للمهاجمين ومخالفي القانون المتورطين بمثل هذه الحوادث إنشاء خرائط العلاقات العائلية عبر تجميع العوائل وتشكيل خريطة علاقات كل السوريات والسوريين في تركيا اضافة إلى الكثير من المخاطر التي تشمل الاعتداء الجسدي و التشهير.
وهناك مخاطر مالية تحدث عنها الخبير التقني لقضية تسريب بيانات المهاجرين في تركيا من خلال استخدام المعلومات والبيانات الشخصية لإنشاء حسابات مصرفية أو بطاقات ائتمان باسم الشخص المستهدف. كذلك طلب قروض أو خدمات مالية أخرى.
3. الخداع والأنشطة الجرميّة
ويمكن أن يتعرض الضحايا لمحاولات خداع عبر التواصل معهم وانتحال صفة جهة رسمية، و لإضفاء شرعية على الاتصال تقوم الجهة بتقديم معلومات الضحية (مثل الاسم الكامل، اسم الأب، الأم، تاريخ الميلاد، عنوان السكن، رقم بطاقة الإقامة…).
وحصل هذا الأمر قبل عدة أشهر مع عائلات سورية في تركيا أدى لخسارة العائلات مبالغ مالية كبيرة وهو ما قد يتكرر بعد حادثة تسريب بيانات المهاجرين في تركيا.
وقد يقع الأشخاص ضحايا للتورط بأنشطة غير قانونية و يمكن انتحال الهوية باستخدام البيانات، مما يعرض الضحايا لمشاكل قانونية. كذلك تقديم طلبات للحصول على وثائق رسمية أو حكومية.
نصائح حماية بياناتك في تركيا
ونقدم لكم مجموعة من النصائح المهمة لحماية بياناتك ومعلوماتك من أي خطر سواء ما يتعلق بالتسريب أو بشكل عام.
ومن أبرز تلك الأمور التي يجب الانتباه لها:
- تفعيل التحقق بخطوتين لحسابك على برنامج وبوابة الحكومة التركية الإلكترونية إي دولات.
- تفعيل التحقق بخطوتين لجميع حساباتك في منصات التواصل والبريد الإلكتروني.
- الحذر من التعامل مع السماسرة وعند القيام بإجراء عمليات طباعة أو نسخ لملفاتك ومستنداتك.
- الحذر من مشاركة بياناتك مع أي شخص خاصة كلمات المرور والبيانات الشخصية الحساسة.
- التحقق من تفعيل إي دولات ومن الأرقام المسجلة باسمك وتغيير كلمات مرور الحسابات والتطبيقات المالية وغير المالية بشكل مستمر.
- في حال الاشتباه بأي اختراق أو التعرض لمحاولة ابتزاز يجب إبلاغ السلطات على الفور وعدم الاستجابة لأي ضغوط قد تحصل بسبب تسريب بيانات المهاجرين في تركيا.