تتطلب العديد من الأمراض والأوبئة تدابير وقائية جادة لمنع انتشارها ومنها جدري القردة وهو فيروس أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه بات حالة طارئة صحية عالمياً ولهذا نتحدث في مقالنا عن أهم أعراضها وطرق الوقاية منها وهل تركيا مهددة بها أو لا؟
وبدأ انتشار العدوى قبل نحو عامين لكن أصلها يعود إلى سنة 1958 حين أصيبت قردة كانت تستخدم في الأبحاث بالجدري وأطلقت السلطات الصحية عليه لاحقاً اسم "إمبوكس" علماً أن اكتشافه تأخر حتى سنة 1970.
وطمأنت وزارة الصحة التركية في آب/أغسطس السكان بأنها لم ترصد أي حالة إصابة بفيروس جدري القردة في البلاد مؤكدة عدم الحاجة لفرض أي قيود أو تدابير بهذا الخصوص.
ووفق صحيفة الغارديان تشهد العديد من البلدان في أفريقيا حالات إصابة متزايدة بمرض جدري القردة، ومع عبور الفيروس الحدود الوطنية، تنشأ مخاوف من أن الفيروس قد يتسبب في تفشّ عالمي كبير بما يشمل تركيا.
أعراض جدري القردة
وفق منظمة الصحة العالمية فإن جدري القردة هو فيروس نادر ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وتماثل أعراضه تلك التي كان المصابون بالجدري في الماضي يتعرضون لها رغم أن الأخيرة أقل شدة.
وتظهر العديد من أعراض جدري القردة خلال أسبوع ويمكن أن تبدأ بعد يوم حتى 21 يوماً وتستمر إلى نحو 4 أسابيع وربما لفترات أطول لدى بعض من يعانون من ضعف جهاز المناعة ويتساءل العديد من العرب والسوريين في تركيا عن الأعراض.
ومن أعراض جدري القردة وفق World Health Organization:
- الطفح جلدي
- الصداع
- آلام العضلات
- آلام الظهر
- الوهن
- تورم الغدد الليمفاوية
- الحمى
- التهاب الحلق
وقد يبدأ هذا الجدري بالظهور لدى البعض من خلال الطفح الجلدي وقد لا تظهر كل الأعراض الأخرى لكن هذا الطفح يتحول إلى قرحة مسطحة تتطور إلى نقطة مليئة بسائل تسبب حكة أو تكون مؤلمة وبعدها تجف وتتقشر وتتساقط.
ويظهر هذا الطفح عموماً على اليدين وباطن القدمين، الوجه والفم والحلق، مناطق الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج.
وقد يعاني بعض المصابين بهذا الجدري أيضاً من تورم مؤلم في المستقيم أو ألم وصعوبة لدى التبول وهو مرض معدي إذ يمكن لمن يحملون الفيروس نقل المرض إلى الآخرين حتى تلتئم جميع القروح وتتشكل طبقة جديدة من الجلد.
ويشكل هذا الجدري خطراً أكبر على الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وأكدت وزارة الصحة في تركيا عدم رصد أي إصابات بهذا الجدري.
هل تركيا مهددة؟
مع تأكيد وزارة الصحة التركية عدم رصد أي حالة إصابة تبدو تركيا بعيدة نوعاً ما عن التهديد لكن وفق العديد من التقارير الصحية لا يعرف إلى أي مدى قد ينتشر فيروس جدري القردة خارج إفريقيا.
وبعد رصد مصاب في السويد تم التأكيد بأنه آتياً من قارة إفريقيا ووفق البروفيسور "فرنسوا بالو" من جامعة كولدج أوف لندن لا دليل حتى الآن على وجود عدوى في أوروبا.
لكن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض حذر الدول الأوروبية من أن تواجه زيادة في الإصابات المستوردة بالسلالة 1 داعية لسرعة الرصد والاستجابة لأي حالة جديدة وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إنذاراً من أعلى مستوى بسبب عواقب الفيروس الخطيرة.
وأطلقت العديد من الدول حملات تلقيح قد تكون فعالة للغاية ضد هذا الجدري لكن هذه اللقاحات غير متوفرة في إفريقيا ولهذا تنتشر الكثير من الدعوات لتعاون دولي سريع والقيام بخطوات فعالة لمنع انتشار الفيروس.
وحذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" من أن مثل هذه الأوبئة قد تكون مقلقة من الانتشار بشكل خاص في مخيمات اللاجئين نظراً للظروف غير الصحية التي يقيمون بها.
نصائح تجنب جدري القردة
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأشخاص المعرضين للخطر للمنع الإصابة بجدري القردة ومن أبرزهم "العاملون الصحيون المعرضون لخطر التعرض للفيروس".
وينصح المصابون بهذا الجدري بما يلي:
- البقاء في المنزل مدة أكثر من 4 أسابيع
- غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون ومعقم اليدين خاصة بعد لمس القروح
- ارتداء كمامة وتغطية مكان الجدري في حال وجود أشخاص آخرين
- المحافظة على جفاف البشرة وإبقائها مكشوفة
- تجنب لمس الأشياء في الأماكن المشتركة
- تناول الأدوية التي يحددها الأطباء والالتزام بتعليماتهم