تشتهر بإنتاجها مدينة إسبارطة.. الورود التركية تغزو العالم

04/04/2023 الساعة 06:00 م
تم التحديث: 07/04/2023 الساعة 01:22 م
تتعدد أنواع الورود التركية وأهميتها الاقتصادية والسياحية
تتعدد أنواع الورود التركية وأهميتها الاقتصادية والسياحية

جابت شهرة الورود التركية أنحاء العالم وباتت الحدائق الطبيعية المليئة بالورود الطبيعية في تركيا محط أنظار العديد من السياح الذين يجدون فيها تحفة فنية طبيعية.

تشتهر تركيا بتصدير العديد من البضائع والمنتجات المحلية إلى أنحاء العالم، وأصبحت الماركات التركية تمثل علامة ثقة لدى العرب المقيمين داخل تركيا وخارجها.

وتأتي الورود التركية ضمن قائمة الصادرات الأكثر طلبا، ويرجع ذلك لندرتها وجودتها المرتفعة وأسعارها المنخفضة.

صادرات الورود التركية

وبحسب تصريحات رئيس جمعية المصدرين الأتراك أوميت تشاووش أوغلو، بلغ حجم صادرات الورود التركية للأشهر الـ 9 الأولى للعام 2022 ما يقدر بـ 35 مليون دولار.

ووصلت الورود التركية إلى نحو 50 دولة حول العالم خلال العام 2022. في نفس السياق، أكد تشاووش أوغلو على رغبة تركيا بزيادة حجم صادرات الورود التركية وعدد الدول المستوردة لها خلال المواسم المقبلة.

تتعدد أنواع الورود التركية كما تتعدد استخداماتها ومناطق زراعتها، وتعتبر ورود مدينة إسبارطة المشهورة المصدر الأول للإنتاج التركي للورود.

كما لاقت المدينة اهتماما بالغا من وزارة الزراعة التركية التي تهدف لجعلها مركزا سياحيا وتجاريا مهما خلال السنوات القادمة.

ويعتبر اللافندر أكثر الورود التركية شهرة لما له من رونق خاص يلفت الأنظار، كما أنه يتصدر قائمة الورود التركية الأكثر طلبا.

في هذا التقرير نستعرض لكم أبرز المعلومات عن مدينة إسبارطة وورودها، ومن ثم نصحبكم في رحلة ممتعة للتعرف بشكل أدق على اللافندر التركي.

ورود اسبارطة.. كيف نجحت بجذب دول العالم؟

تقع مدينة إسبارطة جنوب غرب تركيا وفي شمال البحر الأبيض المتوسط
تقع مدينة إسبارطة جنوب غرب تركيا وفي شمال البحر الأبيض المتوسط

تقع مدينة إسبارطة جنوب غرب تركيا وفي شمال البحر الأبيض المتوسط، يحدها من الشمال ولاية أفيون كارهيسار ومن الجنوب مدينة أنطاليا.

تتميز المدينة بمناخها المعتدل طوال العام، مما ساعد مزارعيها على زراعة العديد من أنواع الفواكه والخضار.

إلا أن أكثر ما تشتهر به المدينة هو زراعة الورود، إذ باتت إسبارطة تغطي ما يقدر بـ 65% مما يحتاجه العالم من زيوت الورد.

كما لا تكتفي مدينة إسبارطة بتصدير زيوت الورد إلى دول العالم، بل جعلت من بساتينها وحدائقها معالم سياحية تجذب آلاف السياح سنويا الذين يأتون للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتقاط الصور.

وتشتهر المدينة بزراعة أفضل أنواع الورود كالزنبق واللافندر.

زيت الورد في مدينة اسبارطة

تحتاج عملية إنتاج كيلو واحد من زيت الورد إلى استخدام أربعة أطنان من الورد الطبيعي.

وزيت الورد من الزيوت النباتية التي يجري الحصول عليها نتيجة تقطير بتلات الورد بطريقة التقطير بالبخار.

يجري نقع الورود في كميات كبيرة من الماء الساخن ويترك يغلي لفترة طويلة، ومن ثم يبدأ تقطير بخار الماء ليطفو الزيت بعدها على السطح.

ويجري استخلاصه ووضعه في علب حافظة، أما الماء المتبقي فهو ما يعرف بماء الورد.

ومن الجدير بالذكر، أنه في عهد الدولة العثمانية كانت الكعبة المشرفة تغسل بماء الورد الذي يجلب خصيصا لها من مدينة أسبارطة التركية.

وتتعدد استخدامات زيت الورد، فقديما كان يستخدم في الوصفات الطبية وأثبت فعاليته خصيصا في الأمراض الجلدية.

أما اليوم فيعتبر مكونا رئيسيا في مستحضرات التجميل والعناية البشرة.

الدول المستوردة للورود من تركيا 

في السنوات الخمس الماضية، بلغ إجمالي صادرات تركيا من الورود مليونين و708 آلاف دولار، وجرى تحقيق 775 ألفا و917 دولارا من هذا الرقم عام 2021.

ارتفعت صادرات الورد التركي عام 2021 بنسبة 47.9% مقارنة بالعام الذي يسبقه.

إذ سجلت أرقام الصادرات من الورود 680 ألفا و524 دولارا عام 2020، و460 ألفا و801 دولارا عام 2019، و489 ألفا و413 دولارا عام 2018، و456 ألفا و956 دولارا عام 2017.

وتصدر العراق قائمة الدول العربية المستوردة للورود من تركيا بما يمثل 70% من إجمالي صادرات الورود التركية للعام 2021.

اللافندر.. أشهر الورود التركية

استخراج زيت اللافندر في إسبارطة
استخراج زيت اللافندر في إسبارطة

منذ قرابة الخمسين عاما، يعمل سكان قرية كويوجاك، في إسبارطة على استخراج زيت اللافندر، حيث ينتجون أكثر من نصف الناتج الإجمالي التركي من هذه المادة العطرة، من مساحة حوالي 300 هكتار.

تقع كويوجاك على مسافة 47 كم من إسبارطة، على هضبة خلابة، على سفح جبال طوروس وتحيط بها المنحدرات والسهول المغطاة بنباتات اللافندر، التي تبدو لوحة فنية ساحرة.

تدين القرية بجمال طبيعتها وحتى بقسم من ازدهارها الاقتصادي إلى هذه النبتة الأرجوانية.

والجدير بالذكر أن إنتاج اللافندر بدأ كهواية في حدائق البيوت، ثم انتشرت زراعته في شوارع البلدة قبل أن يصبح إنتاجه على مستوى تجاري.

وضمن نطاق "مشروع زراعة اللافندر" المدعوم من المديرية العامة للغابات التركية ومدينة إسبارطة بالتحديد، تهدف المديرية إلى تقديم مساهمة اجتماعية واقتصادية لقرويي الغابات في عموم الجمهورية.

وبدعم من إدارة الغابات والعلاقات القروية (ORKÖY)، جرى تقديم 417 ألف ليرة تركية في عام 2020 ضمن نطاق "مشروع زراعة اللافندر".

بالإضافة إلى ذلك، جرى إنتاج 3 ملايين و300 ألف شتلة خزامى في مشاتل الغابات التابعة للمديرية العامة للغابات عام 2020.

عام 2022 بلغت مساحة الإنتاج في مشروع زراعة اللافندر (ORKÖY) 5 دونمات، وحدد الائتمان الخاص باللافندر بـ 37 ألف ليرة تركية.

واعتبرت المديرية أن 20٪ من الدعم المقدم عبارة عن منحة، ويجري سداد المبلغ المتبقي في إجمالي 6 سنوات، منها 3 بدون فوائد.

ومنذ عام 2015، قدمت المديرية العامة للغابات في تركيا الدعم إلى 39 عائلة في 195 دونما من الأراضي في مقاطعات إسبارطة، إسكي شهير، أضنة، أوردو، مانيسا، بارتين، بورصة، أفيون، وأدرنة.   

يضم نبات اللافندر ما يقرب من 20 نوعا، يزرع عدد قليل من هذه الأنواع في تركيا، ويجري حصادها في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب.

وأدت فوائد اللافندر وحجم المبيعات المرتفع إلى زيادة اهتمام الحكومة التركية به، وأصبحت زراعته أيضا مجالا ترعاه الدولة، وتقدم له حوافز كبيرة. 

فوائد اللافندر

نبات اللافندر هو شبه شجيرة يصل ارتفاعها إلى متر واحد، ويعتبر الزيت الذي يستخرج منها واحدا من أكثر الزيوت تداولا في العالم.

ويستخدم بشكل أساسي في صناعات مستحضرات التجميل والعطور، وفي الصابون والفروع الصناعية الأخرى لرائحته الطيبة.

يعتبر أيضا من النباتات الغنية جدا بالمعادن والفيتامينات، والتي يجري استهلاكها بشكل كبير لأغراض متنوعة ومختلفة.

وبالإضافة إلى أنه مفيد لصحة الجلد، ويدخل في صناعة علاجات الشعر مثل منتجات اللوشن والكريمات، فإن فوائده تفوق ذلك بكثير، نذكر لكم بعضا منها:

  • مدر للبول.
  • يخفف الصداع الشديد.
  • يخفف من مشاكل الشهية إلى حد كبير.
  • مفيد للغثيان ويمنع القيء بتأثيره الفوري.
  • يستخدم في علاج الاكتئاب والقلق ومشاكل الأرق.
  • يقضي على مشكلة عسر الهضم من خلال تنظيم مشاكل الجهاز الهضمي.
  • مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم فهو يهدئ الأعصاب ويساعد على الاسترخاء. 

ويُعرف اللافندر بفعاليته في علاج مشاكل البشرة، لكنه يتسبب في تهيج بشرة الأشخاص ذوي البشرة الحساسة إذا استخدم بشكل مفرط.

ولا ينصح باستخدامه لمرضى السكري إلا بعد استشارة طبيب مختص. 

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية