منذ عقود تدور أحاديث متكررة عن إمكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وهو ما يخلق تساؤلات عديدة أبرزها حول ما يمكن أن تحصل عليه البلاد من مزايا وما تحققه للقارة الأوروبية من فوائد وتغييرات.
كل ذلك تم التطرق إليه سواء من وزارة الخارجية التركية أو عبر التقارير الإعلامية والأوروبية وبعد طلبات رسمية للانضمام لم تتم حتى اليوم إلا أن البعض يتحدث عن قرب حصول ذلك أكثر من أي وقت مضى.
ويفرض الاتحاد الأوروبي على أي دولة ترغب بالانضمام والحصول على العضوية اتباع معايير خاصة تسمى "معايير كوبنهاغن للانضمام الى الاتحاد الاوروبي" وبعد تم إقرار معاهدات أخرى لإصلاح مؤسساته وبموجب ذلك انضمت العديد من الدول مثل كرواتيا وقبلها رومانيا وبلغاريا وغيرها.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الاتحاد حتى بداية 2024 نحو 27 دولة عضو وهي: "جمهورية التشيك، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، أيرلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، كرواتيا، جمهورية قبرص".
ومقر البرلمان الأوروبي يقع في ستراسبورغ الفرنسية، لكنه يعمل أيضا في بروكسل البلجيكية ولوكسمبورغ، ويتكون من 705 أعضاء يتم اختيارهم بانتخابات مباشرة تجري كل 5 أعوام ينتخبهم مواطنو كل دولة من الدول الأعضاء.
عوائق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
وعادة ما تتقدم الدول الراغبة بالانضمام بطلب عضوية إلى المجلس الأوروبي الذي يطلب من المفوضية الأوروبية تقييم قدرة تلك الدولة على استيفاء "معايير كوبنهاغن" وفي حال كان الرأي إيجابياً يوافق المجلس على ولاية تفاوضية ثم يتم التفاوض رسمياً على أساس كل موضوع على حدة.
وتتعلق معايير انضمام Türkiye إلى الاتحاد الأوروبي بشروط اقتصادية، سياسية وتشريعية مثل وجود نظام اقتصادي خاص والتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية وسيادة القانون التركي وتعديل القوانين والتشريعات بما يتناسب مع القوانين الأوروبية وكل ذلك تؤكد تركيا على الالتزام به منذ فترات طويلة.
ويبدو أن العائق يرتبط بإجماع كل أعضاء الاتحاد بأن Türkiye استطاعت استيفاء المعايير المطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأي معارضة -ولو من عضو واحد في الاتحاد- كفيلة بعرقلة أي انضمام جديد.
وتقول الخارجية التركية إنها فتحت لأجل عملية الانضمام 13 باباً للتفاوض لنجاح العملية ومن أبرزها: "التنقل الحر لرؤوس الأموال" و قانون الشركات" و "قانون الملكية الفكرية" و "مجتمع المعلومات والإعلام".
ومن ضمن المفاوضات التي تجري أيضاً على "الأمن الغذائي والصحة الحيوانية والنباتية" و "فرض الضرائب" و "الإحصائيات" و "سياسة الإدارة والصناعة" و "البيئة" و "حماية المستهلك والصحة" و "التحكم المالي" وغيرها.
فوائد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
تنقسم المزايا التي ستتحقق من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى قسمين الأولى تلك التي تكتسبها أوروبا من هذا الانضمام وأخرى ترتبط بما سيتوفر للمواطنين الأتراك وينعكس لصالحهم جزء من مواطني هذا الاتحاد.
ومن أبرز الفوائد التي نتحدث عنها:
1. فوائد للاتحاد الأوروبي
حسبما أكدته وزارة الخارجية التركية من أبرز الفوائد التي سيحققها الاتحاد الأوروبي من هذا الانضمام توسعة السوق الداخلية الأوربية.
كما يعزز الانضمام القدرة التنافسية النسبية للاتحاد الأوربي في الاقتصاد العالمي.
ومن الفوائد الأخرى التي قد تحققها أوروبا من هذا الانضمام:
- ستشكل Türkiye مكسبا حقيقيا للاتحاد الأوروبي بحكم موقعها الجيوستراتيجي وامتلاكها طاقات اقتصادية كبيرة وشعبا مثقفا وديناميكياً واتباعها سياسة خارجية متعددة الأبعاد والرؤى.
- ولن تشكل عضوية أنقرة في الاتحاد الأوربي عبئا عليه، بل على العكس ستكسبه قيمة مضافة وفق الخارجية التركية.
وتقول الخارجية التركية إن البلاد تواصل سيرها بخطى ثابتة للتقدم نحو تحقيق هدف العضوية الكاملة.
وتعتبر الديمقراطية وتطوير حقوق الإنسان ومأسسة اقتصاد السوق الحر وترسيخ معايير الحياة المعاصرة في كافة الصعد، من أهم ديناميات السياسة التركية تجاه الاتحاد الأوروبي.
2. مزايا للمواطنين الأتراك
ومن أبرز المزايا التي سيحققها المواطنون في Türkiye في حال انضمام البلاد للاتحاد أبرزها تلك المتعلقة بالتجارة والاقتصاد وحرية التجول في الدول الأوروبية.
وكل مواطن تركي سيكون في هذه الحال مواطناً في الاتحاد الأوروبي ويمكن له دخول دول الاتحاد ببطاقة الهوية الشخصية فقط.
كما ستكون اللغة التركية لغة رسمية في الاتحاد ويمكن لتركيا استخدام عملة اليورو لدعم اقتصادها إن أرادت ذلك.
يمكن للعمال أيضاً التجول والعمل بحرية في كل دول الاتحاد وسيتم تقديم تسهيلات للمستثمرين الأوربيين بخصوص استثمار رؤوس أموالهم في تركيا.
ووفق تقارير إعلامية تركية فإنه خلال السنوات الأخيرة زادت أهمية تركيا "الجيو إستراتيجية" لحلف الناتو وللأمن الأوروبي سواء للتوسط والتواصل في مختلف القضايا وتأسيس علاقات قوية مع مختلف دول المنطقة.