بات التعاون بين الدول على مختلف الأصعدة خاصة تلك المجاورة أو التي تقع في منطقة واحدة أمراً مهماً في عالمنا المعاصر الذي تتشابك فيه المصالح وتتداخل فيه الثقافات ويتجسد ذلك كمثال حي من خلال مشاريع مشتركة بين تركيا ودول عربية نتحدث في هذا المقال عن أبرزها.
وتحول العالم في هذا الزمان إلى أشبه بقرية صغيرة مع تأثر الدول ببعضها البعض وبظروفها واستقرارها وكل ذلك أدى إلى زيادة أهمية التعاون في مشاريع واستثمارات تنعكس إيجاباً على عدة دول.
والمشاريع التي يتم فيها تبادل الخبرات والاستفادة من الموارد المتاحة تساهم في تحقيق تنمية مستدامة ورفع مستوى المعيشة للشعوب فضلاً عن تعزيز التبادل التجاري والاستثماري وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الدخل القومي للبلاد سواء كانت تركيا أو غيرها.
وتطورت العلاقات بين Türkiye والدول العربية وتحولت من علاقات تقليدية إلى شراكات استراتيجية تغطي جوانب اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة انبثقت عنها العديد من المشاريع المهمة.
مشاريع تركيا والدول العربية
ومن أبرز تلك المشاريع وآخرها مشروع نقل بقيمة 20 مليار دولار يربط آسيا بأوروبا وقد تمت مناقشته خلال قمة جمعت مسؤولي العراق وقطر والإمارات بالمسؤولين الأتراك في ولاية إسطنبول.
ووفق ما نقلته وكالة الأناضول حضر الاجتماع وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، ونظيره العراقي رزاق محيبس السعداوي.
وكانت المشاركة القطرية والإماراتية عبر تقنية الفيديو كونفراس وناقش الاجتماع مشروعاً إقليمياً يتعلق بحركة النقل يقدر بمليارات الدولارات، ويهدف إلى تسهيل حركة البضائع من آسيا إلى أوروبا عبر العراق.
وتصل تكلفة المشروع المطروح إلى 20 مليار دولار ويهدف إلى تسهيل نقل البضائع من الخليج إلى أوروبا عبر ميناء الفاو الكبير في البصرة، جنوب العراق.
وعبر شبكة متكاملة من السكك الحديدية والطرق السريعة يربط ميناء الفاو بتركيا ومن ثم بأوروبا في خطوة تساهم في تحويل العراق إلى مركز رئيسي لحركة النقل.
ويؤدي ذلك إلى انتعاش اقتصادي كبير وتعزيز التعاون بين Türkiye والدول العربية حسب trthaber.
مشروع طريق التنمية
وكانت أنقرة قد وقعت في 22 أبريل/نيسان الماضي مع بغداد والدوحة وأبوظبي مذكرة تفاهم رباعية في العاصمة العراقية للتعاون حول مشروع "طريق التنمية".
وجاء التوقيع والاتفاق برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وفق ما نقلته الأناضول.
وبحسب ما ذكره وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو فإن المشروع سيسهم بشكل مباشر في تنمية الدول المشاركة فيه وتعزيز نظام التجارة العالمي بما يلبي متطلبات السمة الرئيسية للاقتصاد الحديث.
كل ذلك حسب أورال يساهم في تحديد المستقبل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلدان المشاركة للوصول إلى الإنتاج متعدد الجنسيات وتعزيز التدفقات المالية ودعم التجارة الدولية.
وأضاف الوزير التركي أن بلاده تهتم أن يكون لديها مرافق نقل آمنة وسريعة وفي هذا الجانب تسعى لإقامة تعاون اقتصادي لا غنى عنه في الوقت الحالي وهو مهم من حيث المكاسب وسلاسل التوريد، وسيعود بالنفع والفائدة المنطقة برمتها.
خطة العمل المشترك 2029
وفي حزيران/يونيو 2024 دار حديث عن خطة العمل مشتركة بين Türkiye ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية.
وتضمن الخطة استمرار التبادل التجاري بين تركيا ودول مجلس التعاون الذي سنة 2023 بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالعام 2022 ووصلت قيمته إلى نحو 31 مليار دولار.
وبحسب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني فإن تركيا تعد وجهة مفضلة للسياح من دول مجلس التعاون، وقد زارها أكثر من 5 ملايين سائح من دول الخليج العربي.
ووفق الوزير تم في مارس الماضي استئناف مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون وTürkiye.
اتفاقات مع السعودية
وفي تموز/يوليو 2024 تم توقيع اتفاقات تعاون بين شركات سعودية تركية بين شركة سامي المملوكة للدولة السعودية وشركات دفاعية تركية رائدة في مجالات الطيران والفضاء والتكنولوجيا.
وتم الاتفاق بين الشركة السعودية و"بايكار" التركية، على تأسيس قدرات لتصنيع وتطوير أنظمة طائرات بدون طيار داخل المملكة العربية بالإضافة إلى التعاون في مجال التطوير المشترك ونقل التكنولوجيا والملكية الفكرية.
ووقعت السعودية اتفاقية أخرى مع شركة "أسيلسان" للطيران والدفاع، تتضمن نقل وتوطين وتطوير تقنيات الإلكترونيات الدفاعية المتقدمة لتعزيز وبناء القدرات السعودية في هذا المجال.
وتركت الإمبراطوريات السابقة التي حكمت تركيا آثارها في مختلف أنحاء العالم ولم تقتصر تلك الآثار على الأراضي التركية وحسب وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "فلسطين صاحبة النصيب الأكبر.. أبرز الآثار العثمانية في الدول العربية".