يترقب عشاق الدراما التركية مسلسل جديد يجري إنتاجه في صيف 2024 يحاكي قصة أول رجل عصابات بتاريخ تركيا يدعى نجدت ألماس Necdet Elmas.
ويتساءل الجمهور عن قصة ألماس المثيرة التي وصلت لدرجة أن تكتب كمسلسل يجسد بطولته الفنان كيفانش تاتليتوغ وتنتجه شركة القمر التركية بالتعاون مع Kampeon.
المسلسل التركي الذي سيأخذ الجمهور إلى عالم Elmas الإجرامي، سيكشف عن حياته المضطربة، من تحوله إلى رجل عصابات يسرق البنوك في شوارع إسطنبول إلى سنوات سجنه.
كما يتناول العمل علاقات رجل العصابات مع الشخصيات البارزة المثيرة للاهتمام في عالم الجريمة وعلاقاته الدرامية مع عائلته في تركيا وغير ذلك الكثير.
من هو نجدت ألماس ؟
و Necdet Elmas هو ابن عائلة فقيرة وصاحب شخصية طامحة لكنها تستخدم الجريمة كأداة لتحقيق الثراء والشهرة وهو من مواليد 1935 من مدينة قونيا التركية.
منذ صغره حاول ألماس تحسين ظروفه وقرر الهروب من قونيا إلى إسطنبول بحثاً عن حياة أفضل وعمل بمهن وحرف مختلفة بجانب دراسته.
استطاع أول رجل عصابات بتاريخ تركيا الالتحاق بجامعة إسطنبول لدراسة الحقوق، إلا أنه لم يكمل دراسته وترك الجامعة في السنة الثانية.
تزوج Elmas في سن صغيرة وأنجب عدة أطفال لكن الحدث الذي غيّر مسار حياته بشكل جذري كان وفاة أحد أطفاله بسبب مرض السرطان وهو في السابعة من عمره.
تشكيل العصابات في تركيا
وأثر حدث وفاة نجل نجدت ألماس على شخصيته لدرجة كبيرة فقرر بعد ذلك التخلي عن الوظيفة الحكومية التي كان يعمل بها.
دخل الرجل في ممارسة أنشطة مخالفة للقانون لتأمين مستقبل أبنائه الذين يدرسون في أوروبا ومارس هذه الأعمال وهو مقتنع أن دوافعه نبيلة.
ورغم أن دوافع نجدت (من وجهة نظره) تعليم أبنائه ومساعدة الفقراء لكنه أصبح من أشهر المجرمين في تاريخ تركيا.
هروبه من السجن مرتين!
نفذ رجل العصابات الأول في تركيا أول عملية سطو من خلال سرقة سيارة شيفروليه لكن خطته لم تسر وفق الترتيب الذي وضعه مسبقاً.
تم القبض على Elmas بسرعة وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاماً ولم يكن نجدت مستعداً لقضاء هذه المدة الطويلة في السجن،.
خطط ألماس للهروب ونجح في ذلك خلال فترة قصيرة لكن هذا الهروب لم يدم طويلاً، إذ تم القبض عليه مرة أخرى.
لكن نجدت لم يصل في هذه المرةإلى السجن وأقنع الجنود المرافقين له بأخذ استراحة لشرب الشاي.
وعندما ذهب الرجل إلى الحمام تمكن من الهروب مجدداً. فأصبح من أهم الشخصيات المطلوبة للعدالة واستمر في حياته الإجرامية.
أول سطو لبنك تركي
نفذ نجدت ألماس عملية سرقة أكثر جرأة. في عام 1961، وعندما كان عمره 26 عامًا، أدى أول عملية سطو مسلح على بنك في تاريخ البلاد.
دخل الرجل إلى بنك القمح في منطقة تشامبرليطاش بإسطنبول بكامل أناقته، قادماً في سيارة فاخرة، مما لم يثر أي شكوك حول شخصيته وغايته.
توقفت سيارة نجدت أمام البنك، ودخل بهدوء. في دقائق قليلة تمكن من سرقة مبلغ مالي والهروب دون أن يترك أي دليل وراءه.
ورغم حالة الاستنفار الكامل التي فرضتها الشرطة للقبض عليه، إلا أنه نجح في الإفلات. مما جعله حديث الصحافة والجمهور.
كانت تلك الجرائم بشكل عام جديدة على المجتمع التركي. وبالمقابل استطاع نجدت بمهارة من التخطيط والتخفي مع جرأة مثيرة للأنظار.
سرقة تحير الشرطة التركية
بعد أشهر من نجاح عمليته الأولى، قرر Necdet Elmas تكرار التجربة. هذه المرة اختار بنكاً آخر وجاء بسيارة شيفروليه مزودة بأجنحة، مرتدياً ثياباً أنيقة ونظارة شمسية.
دخل البنك بثقة وأعطى أحد العاملين كيساً وطلب منه وضع المال فيه بعد أن أشهر بندقيته. خلال دقائق قليلة خرج من البنك وهو يحمل 166,000 ليرة تركية.
تركت تلك الجريمة الشرطة التركية في حيرة كبيرة حول كيفية القبض عليه وأثار الأمر اهتمام الجمهور والصحافة وفق ما نقله موقع haberaktuel وترجمته أوراق.
ورأى البعض في نجدت ألماس شخصية من الأفلام الهوليودية، في حين كان ألماس يدير عملياته بذكاء قام بمراسلة الصحف من خلال إرسال مقالات واتصالات هاتفية وهمية.
عصابة إسطنبول
استخد الرجل اسماً مستعاراً "عصابة إسطنبول". خلال هذه المكالمات، كان يسخر من عجز الشرطة عن الإمساك به ووجه لهم نصائح بالاستقالة بسبب فشلهم في عملهم.
لكن Necdet Elmas استفاد من فترة كانت فيها تركيا تمر بمرحلة من الاضطرابات السياسية بعد الانقلاب ضد حكومة جلال بايار ورئيس الوزراء عدنان مندريس.
وبالرغم من توتر الأوضاع السياسية، إلا أن نجدت استطاع جذب الاهتمام أكثر من هذه التوترات بفضل قصصه الجريئة.
حتى أن الرئيس جمال كورسل أعطى أوامر شخصية لجهاز المخابرات الوطنية والجيش بالقبض عليه بعدما عجزت الشرطة عن ذلك.
ووصل العجز لدرجة أن عدداً كبيراً من الضباط تم حشدهم للبحث عنه، وتم استخدام المروحيات في محاولة تعقبه. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
اعتقال نجدت ألماس
ورغم نجاح نجدت في التخفي والإفلات مراراً من قبضة الشرطة، إلا أن النهاية حانت عندما قدمت السيدة التي كانت تؤجره المنزل معلومات قادت إلى محاصرته.
ورغم المقاومة التي أبداها في ذلك الوقت إلا أنه استسلم في النهاية. وكإنسان استثنائي، لم يمر استسلامه بشكل عابر.
قبل إلقاء القبض عليه حلق لحيته وارتدى بدلته الأنيقة التي نفذ بها عملية السطو الثانية، ووضع نظارته الشمسية قبل أن تُكبل الأصفاد في يديه.
السجن والعفو في تركيا
تولى Necdet Elmas مهمة الدفاع عن نفسه أمام المحكمة وبدفاعه الذكي ترك طالب الحقوق الذي ترك دراسته ليسلك طريقاً مخالفاً للقانون حالة دهشة للجميع.
قال الماس خلال حديثه أمام المحكمة: "الجريمة قذرة، والعقاب حمام. سأغتسل في هذا الحمام".
حكم على أول رجل عصابات في تركيا بالسجن 20 عاماً. مارس خلال فترة سجنه العديد من الأعمال كوسيط ومصلح وبستاني وميكانيكي،
كان الرجل شخصية محبوبة. قضى من فترة حكمه 13 عاماً وأُطلق سراحه بعد ذلك بعفو عام 1974.
عاد نجدت إلى حياته بهدوء في إسطنبول، قبل أن يقرر العودة إلى قونية، المكان الذي وُلد فيه.
