يعد حظر النفوس في تركيا إجراءً قانونياً تتخذه السلطات التركية يتمثل بمنع الأجانب من التسجيل أو تحديث معلومات الإقامة في مناطق محددة من البلاد لاعتبارات تتعلق بالتوازن الديمغرافي.
وجاءت قرارات الحظر بعد الخطوات التي اتخذتها السلطات في تركيا والتي شملت إغلاق عدد من المناطق والأحياء أمام الأجانب في مختلف الولايات التركية وحظرت عليهم استخراج أو تجديد تصاريح الإقامة ضمن هذه المناطق.
لكن ظهرت بعض المشكلات للأشخاص الذين انتقلوا إلى منزل جديد في منطقة ليست محظورة، إلا أنها أصبحت محظورة بعد ذلك.
ويعود سبب إصدار قرار حظر أحياء جديدة إلى الخلل في التركيبة السكانية، الذي أحدثه توافد الأجانب باستمرار إلى هذه المناطق، مما أثر سلباً على التوازن الديمغرافي.
وتهدف الحكومة التركية من هذه الإجراءات إلى تصحيح هذا التوازن وضمان اندماج اجتماعي وتحقيق توازن سكاني في مختلف أنحاء تركيا.
كما يسهم تطبيق هذه القرارات في توجيه الأجانب إلى مناطق داخل المدن تكون فيها الكثافة السكانية للأجانب قليلة، مما يضمن تنفيذ نصوص القانون المتعلق بتملك العقارات في تركيا للأجانب.
وينص القانون التركي على أن يكون غالبية السكان من الأتراك في جميع أنحاء المدينة، بما يشمل نسبة 20% من الأجانب في المنطقة الواحدة.
ما هو تثبيت النفوس في تركيا ؟
تثبيت النفوس في تركيا هو إجراء قانوني وإداري يتضمن إثبات مكان الإقامة والعنوان الرسمي للفرد. ويتم هذا الإجراء عن طريق تقديم مستندات تثبت العنوان الحالي، مثل عقد إيجار المنزل أو عقد ملكية العقار.
كما يتم تقديم فاتورة خدمات مثل الكهرباء أو الماء وبطاقة الهوية "الكملك" ويجب أن تكون المعلومات متطابقة لمن يود تسجيل عنوانه في النفوس التركية. ويتطلب هذا الإجراء حجز موعد مسبق من الإدارة المختصة.
وقد يتعرض الأشخاص لمشاكل في تثبيت النفوس بعد عملية الانتقال إلى المنزل الجديد الذي لم يكن ضمن المناطق المحظورة.
وبعد التسجيل على موعد تثبيت النفوس في تركيا والذي قد يأخذ بعض الوقت ليس بالبسيط بناءً على الضغط على الدائرة يتحول العنوان الجديد إلى قائمة المناطق المحظورة مما يترتب عليه الاضطرار للانتقال إلى منزل آخر ليس محظوراً ليتكبّد خسائر في الوقت والمال والجهد.
وكلما زادت معرفتك بالمفردات والمصطلحات والجمل بأي لغة كانت عند تعلم التركية وغيرها أصبح من الأسهل إجراء المعاملات المرتبطة بها مثل معاملات النفوس في تركيا وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "تعلم التركية.. مصطلحات تثبيت النفوس Nüfus".
كيف نتجنب مشكلة تثبيت النفوس ؟
هاجر سيدة سورية مقيمة في غازي عنتاب واجهت مشكلة في تثبيت النفوس بعد انتقالها لمنزل جديد لم يكن محظوراً.
وبعد الحجز والانتظار لقدوم الموعد أصبح عنوانها محظوراً وستضطر حسب قولها إلى الانتقال لمنزل جديد وستخسر على الأقل "أجرة الدلالة (الوكيل العقاري) بالإضافة إلى تكاليف الانتقال ما يصل إلى 7 آلاف ليرة على الأقل.
وإليكم أبرز النصائح لتجنب مشكلة تثبيت النفوس في تركيا:
- دراسة المنطقة: يجب دراسة المنطقة التي يخطط الشخص للانتقال إليها، وألا تتواجد فيها نسبة كبيرة من الأجانب حاليًا ولا على المدى القريب، لتجنب شمولها في مناطق الحظر لاحقًا. يجب معرفة القانون الذي ينص على ألا تتجاوز نسبة الأجانب 20% في الحي.
- حجز موعد مسبق: يجب مراعاة الحصول على حجز مسبق في أقرب وقت بعد الانتقال إلى المسكن الجديد وعدم التأخير في اتخاذ هذه الخطوة المهمة.
- الحصول على ورقة عنوان: يمكن الحصول على ورقة عنوان من المختار، وهي وثيقة معترف بها ضمن دوائر الدولة وتُعد بديلاً لسند النفوس، ولكن بشكل مؤقت، تسمح بتسجيل الأطفال في المدرسة مؤقتًا ريثما يتم استخراج تثبيت النفوس.
أثر القيود على الاستثمار العقاري
رغم القيود المفروضة على الإقامة في المناطق المحظورة من النفوس في تركيا يبقى الاستثمار العقاري في غالبية المناطق خياراً متاحاً للمستثمرين.
وهذه القيود تقتصر على منع الأجانب من تسجيل عناوين إقامة جديدة في تلك المناطق، دون أن تؤثر على حقوق الشراء والتملك.
ويمكن أيضاً للمستثمرين شراء عقارات في هذه المناطق والتقديم على الجنسية التركية إذا استوفوا الشروط القانونية.
ومع ذلك، فإن شراء عقار في المناطق المحظورة قد لا يكون مناسباً للمستثمرين الذين يرغبون في الحصول على الإقامة العقارية.
حالات الاستثناء من قيود الإقامة
على الرغم من وجود قوانين تمنع الأجانب من الإقامة في بعض مناطق إسطنبول، إلا أن هناك استثناءات لبعض الحالات الخاصة وقد تختلف الاستثناءات أحياناً من ولاية إلى أخرى حسب ما تعلنه السلطات المحلية بناء على إحصائيات ونسب مهمة لمثل هذه القرارات.
ومن أبرز الاستثناءات في إسطنبول على سبيل المثال:
- الطلاب الأجانب: الطالب الأجنبي الذي يدرس في جامعة تقع ضمن المناطق المحظورة يُستثنى من قيود حظر النفوس في تركيا ويُسمح له بالإقامة.
- مكان العمل: المواطن الأجنبي الذي يعمل في منطقة محظورة، حتى وإن كانت تقع ضمن المناطق المحظورة، يُسمح له ولأفراد أسرته بالإقامة هناك.
- الحالات الصحية المعقدة: الحالات الصحية المعقدة التي تتطلب بقاء المواطن الأجنبي في منطقة محظورة يتم استثناؤه برفقة أسرته من القانون.
لكن الموافقة على منح هذه الاستثناءات من صلاحيات الموظف المختص في دائرة النفوس، ويمكن للأخير قبول أو رفض الطلب بناءً على تقييمه وفق تساؤلات وردت ضمن موقع Nufus الرسمي.
كما أن الأفراد الذين كانوا يقيمون سابقًا في المناطق المحظورة ثم يرغبون في العودة للعيش فيها لا يواجهون مشاكل في الإقامة مجددًا، حيث إن المنع ينطبق فقط على القادمين الجدد من خارج تلك المناطق.
حالات استخراج ورقة النفوس
ورقة النفوس في تركيا هي وثيقة رسمية تُثبت عنوان السكن وتُطلب في العديد من المعاملات القانونية والإدارية. تصدر هذه الوثيقة عن دائرة النفوس التركية وتُعد ضرورية للحصول على الكثير من الوثائق.
ومن أبرز الحالات التي تطلب فيها:
- تسجيل الطلاب في المدارس التركية: تُطلب ورقة النفوس عند تسجيل الطلاب في المدارس للتأكد من صحة العنوان المسجل ومطابقته مع المناطق الجغرافية التي تخدمها المدرسة.
- فتح حساب بنكي: عند فتح حساب بنكي في تركيا، تطلب البنوك ورقة النفوس كإثبات للإقامة، لضمان صحة البيانات المقدمة وتسهيل التواصل مع العميل.
- تجديد الإقامة التركية بأنواعها: سواء كانت الإقامة سياحية، تجارية، عائلية، أو إقامة طالب، يجب تقديم ورقة النفوس عند تجديدها لضمان تحديث عنوان الإقامة بشكل رسمي.
- تحديث بيانات الكملك للسوريين: بالنسبة للسوريين تحت الحماية المؤقتة، تُطلب ورقة النفوس عند تحديث بيانات الكملك لضمان أن العنوان الحالي يتوافق مع المعلومات الرسمية.
- التقديم للجنسية التركية: تُعد ورقة النفوس من المتطلبات الأساسية عند تقديم طلب للحصول على الجنسية التركية، حيث يتم استخدامها لتأكيد عنوان السكن المسجل.
- التسجيل في برامج الهجرة أو لم الشمل: سواء كنت تقدم طلباً للهجرة عبر الأمم المتحدة أو تسعى لجلب أحد أفراد أسرتك إلى تركيا، فإن ورقة النفوس تُستخدم لتأكيد عنوان الإقامة الرسمي.
تعتبر ورقة النفوس وثيقة مهمة تُطلب في معظم المعاملات القانونية اليومية في تركيا، مما يجعلها ضرورية سواء للمقيمين أو المتقدمين للحصول على الجنسية أو خدمات أخرى.