يعود تاريخ أضنة إلى ما قبل 3000 عام، وتتمتع بثراء تاريخي هائل وهي واحدة من أهم المدن في المنطقة الجنوبية من تركيا.
نشأت المدينة بإطلالة رائعة على نهر سيحان في سهل كليكيا، وتعتبر سابع أكبر مدينة من حيث الكثافة السكانية على مستوى البلاد.
حدود وتاريخ مدينة أضنة
كما تتمتع بموقع فريد على الحافة الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.
تشترك حدود أضنة مع البحر الأبيض المتوسط في الجنوب، ومرسين في الغرب، وقيصري ونيغدا في الشمال، وهاتاي وعثمانية وكهرمان مرعش في الشرق، كما تتمتع بموقع فريد في جنوب جبال طوروس.
توصلت الأبحاث إلى أن أول مستوطنة حضارية في أضنة، بنيت من قبل الحيثيين.
ومنذ القرن السابع قبل الميلاد، بدأ الإسلام ينتشر في المنطقة، وبحلول القرن الأول قبل الميلاد، بدأت الهيمنة الرومانية فيها.
كانت تحت حكم الأمويين في 638 م، وقد جرى الاستيلاء عليها من قبل السلاجقة الأناضول في 1083م حتى باتت تحت حكم تركيا.
وبالمجمل فقد تعاقبت 18 حضارة مختلفة في السيطرة على المدينة على مر التاريخ.
بالعودة إلى المصادر التاريخية يُلاحظ أن اسم المدينة كان مذكورا بأسماء مثل أورو أدانيا ودانونا وأضانوس وأدونيس، وقد سجلت باسم أضنة عام 1878 بمرسوم صدر خلال العهد العثماني.
كما أن أضنة، واحدة من عواصم فن الطهي في تركيا وتتميز بأراضيها المنبسطة الواسعة والخصبة. تبلغ مساحتها 14.030 كم، وتتكون من 15 منطقة مختلفة.
وفقا لآخر إحصائية صادرة عن دائرة السكان (النفوس) لعام 2021، بلغ عدد سكانها مليونين و262 ألفا و373 نسمة.
ما نسبته 70% من سكان المدينة أصولهم تركية، فيما 20% منهم أصولهم كردية، وأخيرا 10% أصولهم عربية (الأتراك العلويون).
أبرز المواقع التاريخية والسياحية في مدينة أضنة
الجسر الحجري (Taş Köprü)
يقع في مركز المدينة، ويبرز الجسر بموقعه على نهر سيحان، وتتجاوز حدوده مدينة أضنة.
إذ يعتبر تحفة فنية تتحدى الأعوام والقرون بصلابته التي يحتفظ بها إلى يومنا هذا، ويعد أحد أقدم الجسور في العالم.
عُرف سابقا باسم جسر جستنيان، وهو يقسم المدينة إلى قسمين على نهر سيحان، وقد بناه المهندس المعماري أوكسينتوس في القرن الرابع.
يبلغ طول الجسر 319 مترا وارتفاعه 13 مترا، وأغلق أمام حركة مرور السيارات بعد عام 2000.
للإطلاع أكثر على تاريخ الجسر، يمكن للزائر أن يعثر على معلومات متعلقة ببناء الجسر الحجري في متحف أضنة الأثري.
برج ساعة أضنة (Adana Saat Kulesi)
يقع في مركز المدينة، يبلغ طول برج الساعة 32 مترا، وهو مصنوع من الأحجار المقطوعة.
وقد بدأ بناؤه عام 188 عندما كان ضياء باشا هو الحاكم، وتم الانتهاء منه في العام التالي عندما تولى عابدين باشا مكانه.
عندما بني أول مرة كان يهدف إلى إعلام الجمهور بالساعة من خلال إصدار صوت يمكن سماعه في كل مكان على رأس كل ساعة.
وقد تمكن البرج -الذي بني على أسس متينة للغاية- من البقاء على حاله على الرغم من الدمار الناجم عن زلزال أضنة عام 1998.
الجسر الألماني التاريخي فاردا - (Varda Köprüsü)
يبعد 50 كم عن مركز المدينة، وبناه الألمان عام 1912، يبلغ طوله 200 متر وارتفاعه 99 مترا، ويمنح الجسر زائريه مناظر خلابة.
تعود قصة تسميته بجسر فاردا إلى الشائعات التي تقولإأن العمال كان يلقون الحجارة من الجسر لقياس ارتفاعه.
وفقد 21 عاملا حياتهم أثناء بنائه، إذ كانوا في الطابق السفلي يهتفون أيضا "هناك المزيد، هناك المزيد" حتى يأتي الحجر.
وعند سماع ذلك من قبل العمال الألمان اختصروا اسم الجسر إلى "فاردا".
من التفاصيل الأخرى التي تميز جسر فاردا أن مشهد القطار الشهير لفيلم جيمس بوند Skyfall جرى تصويره هنا.
متحف أضنة الأثري (Adana Arkeoloji Müzesi)
يقع في مركز المدينة، ويعد أحد المتاحف الرئيسية التي تلقي الضوء على آلاف السنين من تاريخ المدينة.
إذ يجري فيه عرض القطع الأثرية من الفترات الرومانية واليونانية والبيزنطية والحيثية والعثمانية والسلجوقية.
كان هذا المكان أحد أهم نقاط مصادر التاريخ منذ عام 1924 وهو أحد أقدم المتاحف في تركيا.
جامع سابانجي المركزي (Sabancı Merkez Cami)
يقع في مركز المدينة، ويعتبر رمزا من رموز مدينة أضنة، بني بالتعاون مع المؤسسة الدينية التركية ومؤسسة سابانجي، وهو أحد أكثر الأماكن زيارة في المنطقة.
بدأ بناء المسجد- الذي تملكه مؤسسة الشؤون الدينية في المدينة - عام 1998 ودخل الخدمة بعد 10 سنوات من العمل.
يتكون من 6 مآذن وله ارتفاع يمكن رؤيته من كل مكان، وتبلغ سعته 28 ألف و500 مصلى.
متحف ميسيس للفسيفساء (Misis Mozaik Müzesi)
يبعد مسافة 33 كم عن مركز المدينة، وقد افتتح منذ عام 1959، ويقع في منطقة يورغير في المدينة.
في المتحف يجري عرض فسيفساء أرضية المعبد التي يعود تاريخها إلى مدينة ميسيس القديمة أواخر القرن الرابع.
ووفقا للأبحاث، تبين أن الفسيفساء الموجودة في المتحف تعود إلى العصر الروماني الأول.
نهر سيحان (Seyhan Nehri)
يقسم مدينة أضنة لنصفين ويمر من مركزها، وساهم نهر سيحان في حضارة المدينة على مر السنين لأنه أكبر تيار مائي يتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو معلم مهم من معالم الجمال الطبيعي في المدينة.
نهر جيهان (Ceyhan Nehri)
يبعد 54 كم عن مركز المدينة، وجيهان، هي المنطقة الأكثر شهرة بعد سيحان، وتتصدر قائمة الأماكن التي يجب زيارتها في أضنة، وبالطبع تأخذ اسمها من نهر جيهان المجاور لها.
