تقع هاتاي داخل حدود منطقة البحر الأبيض المتوسط على الحدود السورية التركية، وتعتبر المدينة رقم 13 من حيث الكثافة السكانية في تركيا.
تتمتع هاتاي بموقع جغرافي فريد، إذ تحيط بها عثمانية من الشمال، وغازي عنتاب من الشمال الشرقي، وأضنة في الشمال الغربي، والبحر الأبيض المتوسط من الغرب.
تاريخ مدينة هاطاي
يُغطي تاريخ هاتاي أكثر من 2000 فترة زمنية، إذ كانت تحت حكم الحيثيين في عام 1800 قبل الميلاد، ثم سيطر عليها الفراعنة المصريون والأورارتيون والآشوريون والفرس على التوالي.
وقد تأسست بلدة أنطاكيا فيها عام 300 قبل الميلاد، وفي عام 64 قبل الميلاد، أصبحت تحت حماية الإمبراطورية الرومانية، وسيطر الأمويون والعباسيون على المنطقة بعد أن فتحها جيش المسلمين.
ومن ثم تعاقب على حكمها أبناء تولون وأقوام أخرى إلى أن سيطر عليها السلاجقة، ولاحقا احتلها البيزنطيون ثم المماليك.
وأخيرا في عام 1516، تحققت الهيمنة المطلقة في المنطقة من قبل الدولة العثمانية تحت قيادة السلطان يافوز سليم.
وبعد الحرب العالمية الأولى، ظلت سوريا تحت الحماية الفرنسية وأصبحت أنطاكيا (هاتاي) اليوم، أيضا تحت هذه الحماية.
وفي 23 يوليو/تموز 1939، انضمت المدينة إلى أراضي الجمهورية التركية.
مساحة وسكان مدينة هاتاي
ونظرا لتعدد الحضارات والأعراق التي تعاقبت عليها، تعيش فيها اليوم الجاليات العربية والتركية وكذلك الأرمن، وتتكون بنيتها العرقية من الأكراد والعرب المسيحين.
ويشكل العلويون أكبر جالية في المدينة من العرب الذين زادت أعدادهم بعد موجة لجوء السوريين.
تعتبر هاتاي المدينة الثانية بعد سيرت، من حيث العدد الأكبر من السكان العرب الذين يعيشون في المدن على امتداد الأراضي التركية.
ولكن رغم ذلك كله لا يزال عدد الأتراك يتفوق على الجميع، ويشكلون الغالبية في المدينة.
تبلغ مساحة هاتاي 5.524 كم، وتتكون من 15 منطقة مختلفة، أشهرها أنطاكيا وإسكندرونة.
وفقا لآخر إحصائية صادرة عن دائرة السكان التركية (النفوس) لعام 2021، بلغ عدد سكانها مليونا و670 ألفا و712 نسمة.
يجدر الإشارة أيضا إلى أن مسمى أنطاكيا اليوم، يُطلق على مركز مدينة هاتاي.
وتضم هاتاي العديد من المنشآت التاريخية والسياحية، نذكر أبرزها:
أبرز الأماكن السياحية والتاريخية في هتاي
مغارة المهد (Beşikli Mağara)
تبعد 30 عن مركز المدينة، وتعد واحدة من المعالم التي تؤكد على الإرث الحضاري والثقافي لهاتاي، والممتد لقرون طويلة.
يوجد إجمالي 12 مقبرة داخل الكهف، وتقع هذه المقابر على بعد 100 متر من نفق صخرة تيتوس، وتفصلها الجدران عن بعضها البعض.
نفق صخرة تيتوس (Titus Kaya Tüneli)
يبعد 30 كم عن مركز المدينة، يعتبر النفق أعجوبة هندسية، إذ جرى بناؤه منذ حوالي 2000 عام.
وقد بني هذا النفق في الفترة الرومانية من قبل فيسباسيان لحماية المدينة من مياه الفيضانات.
بدأ بناؤه في عهد فيسباسيان، لكن لم يكتمل إلا في عهد ابن الملك تيتوس وسمي باسمه.
جامع هطاي الكبير (Hatay Ulu Cami)
يقع في مركز المدينة، يُعتقد أنه بني عام 1271 من قبل السلطان المملوكي بيبرس الأول، لكن التاريخ الدقيق للبناء غير معروف، إذ أن المسجد من أقدم المباني التاريخية في المدينة.
خضع لأعمال ترميم مختلفة في عامي 1986 و2000، ويضم مجمع المسجد، مدرسة ومسجد صيفي ونافورة وقبور ومطبخ للفقراء ومتاجر مختلفة.
متحف أنطاكيا للفسيفساء (Antakya Mozaik Müzesi)
يبعد 3.5 كم عن مركز المدينة، ويوصف بأنه ثاني أغنى متحف فسيفساء في العالم من حيث عدد ونوعية الفسيفساء المعروضة في المتحف.
جرى اكتشاف الرموز الأسطورية المنقوشة على الفسيفساء نتيجة الحفريات التي أجريت عام 1932.
ولا تزال فسيفساء الحمامات والمنازل والكنائس موجودة فيه، إذ يمكننا رؤية آثار الفترتين الرومانية والبيزنطية.
بيوت أنطاكيا التاريخية (Eski Antakya Evleri)
موقعها في مركز المدينة، إذ تقع في شارع التحرير (Kuruluş Caddesi) وفي أطرافه، ويبلغ عددها 350 منزلا.
وقد جرى بناء جميع المنازل واحدة تلو الأخرى بين شوارع ضيقة، إذ تتمتع بأجواء خاصة وكأنها تختبئ خلف جدران الشوارع.
قلعة باياس (Payas Kalesi)
تبعد 84 كم عن مركز المدينة، وقد بناها الجنويون (إيطاليا) في القرن الثالث عشر الميلادي، واستُخدمت من قبل حضارات أخرى في المدينة بعد جنوة.
القلعة تسمى أيضا بـ"قلعة الجن"، بعد أن خضعت المنطقة لحكم العثمانيين.
ولعبت قلعة باياس دورا مهما في غزو قبرص خلال الحملة على مصر بقيادة يافوز سلطان سليم.
وجرى تعزيزها بأعمال ترميم استمرت لمدة 4 سنوات بناءً على طلب السلطان بعد الحكم العثماني.
كنيسة القديس بيير (St. Pierre Kilisesi)
تبعد 2.7 كم عن مركز المدينة، تعتبر أهم كنيسة في هاتاي، وتقع بالقرب من جبل حبيب نكار، ولها أهمية خاصة بالنسبة للعالم المسيحي.
وتحمل لقب أول كنيسة كاثوليكية في العالم، وبالتالي يغمرها الزوار من الخارج كل عام.
شجرة موسى (Musa Ağacı)
تبعد 24 كم عن مركز المدينة، ويُعتقد أن عمرها 3 آلاف عام.
وفقا لعدد من الروايات والأساطير، يقال إن النبي موسى والخضر كانا في طريقهما لتسلق جبل موسى معا، وخلال ذلك جاؤوا إلى النقطة التي توجد فيها الشجرة الآن.
نهر العاصي (Asi Nehri)
يبلغ الطول الإجمالي لنهر العاصي، المعروف باسم أورونتيس في العصور القديمة، 380 كم.
يمر عبر حدود تركيا ويقطع مسافة كبيرة داخل المدينة وصولا إلى مركزها أنطاكيا.
ينبع النهر من سهل البقاع في لبنان، وله مكانة مهمة للغاية خاصة للمناطق الزراعية حول أنطاكيا.
خليج الإسكندرون (İskenderun Körfezi)
يقع على بعد 59 كم من مركز المدينة، في أقصى نقطة في الشرق بين مدينتي هاتاي وأضنة.
كما يعتبر ثالث أكبر ميناء على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تركيا.
بسبب الأزمات التي شهدها الشرق الأوسط في الماضي، فقدت بيروت أهميتها كميناء، ونتيجة لذلك اكتسب كل من خليج الإسكندرون والمناطق المحيطة به قيمة كبيرة.