دائما ما نسمع عن السجاد التركي وشهرته التي بلغت الآفاق بعد أن أدى دورا في نشر الثقافة التركية، لكن هل يعرف كثير منا تاريخ هذا السجاد ورحلته الطويلة؟
معرفة الأتراك بالسجاد وتقديمهم إياه للعالم بني على أسلوب الحياة والقيم التركية، فالجاليات التركمانية، التي عاشت حياة بدوية وكان لديها تقاليد معينة، نسجت السجاد والبسط من خيوط الصوف.
وكان هذا النسج عن طريق غزل الصوف وصبغه بجذور النباتات من أجل حماية المكان الذي يعيشون فيه من الأوساخ، فوضعوا السجاد على مقاعدهم وعلقوه على الجدران.
يطلق على السجاد التركي أحيانا اسم سجاد الأناضول ويعود أقدم أنواع السجاد الموجود إلى القرن الثالث عشر.
ويمكن العثور عليها في مدينة قونية التي كانت لفترة طويلة مركزا لتصنيع السجاد التركي. وقد تأثر كثيرا باليونانيين الذين سيطروا قديما على صناعته.
أنواع السجاد التركي
ينقسم تاريخ السجاد التركي عموما إلى نوعين: الأول قديم مزين بزخارف هندسية ورسومات طبيعية، أما الثاني فهو سجاد عثماني من العصر الكلاسيكي مزين بزخارف نباتية.
تحتوي كل منطقة من مناطق الأناضول تقريبا على سجاد بزخارف وألوان غريبة وتعكس هذه القطع الجميلة تقليدا ينتقل من جيل إلى جيل.
تاريخ السجاد التركي
يعود تاريخ السجاد التركي إلى الجذور البدوية للأتراك في آسيا الوسطى وكان له تأثير قوي على هذه القبائل لأنهم كانوا يتنقلون كثيرا ويعيشون في الخيام، وكان السجاد محمولا يفرش على الأرض بسهولة.
ومن الأشياء التي تجعل السجاد مميزا هي طريقة نسج خاصة بالسجاد التركي تسمى Ghiordes knot وهي نمط نسج ذو عقدة مزدوجة تجعل السجاد أقوى وأكثر ديمومة.
في القرن الثالث عشر، لاحظ الرحالة الشهير ماركو بولو الذي زار الأناضول أن أفضل أنواع السجاد نسج في سيفاس والمنطقة المحيطة بها والتي أطلق عليها اسم تركومانيا.
في القرن الرابع عشر، أشاد رحالة آخر وهو ابن بطوطة بالسجاد التركي، وكتب أن السجادة قد صدرت إلى جميع المراكز التجارية المعروفة في العالم.
خلال حكم سليم الأول، عندما حكم العثمانيون تبريز عام 1515 والقاهرة عام 517، تغيرت أشكال السجاد في تركيا كثيرا وتغير استخدام الشكل الهندسي لسجاد الأناضول.
خلال خمسينيات القرن التاسع عشر، كان السلطان عبد المجيد على وشك الانتقال من قصر توبكابي إلى قصر دولما بهتشة، لذلك طلب أن تصنع أفضل أنواع السجاد للقصر الجديد.
السجاد في تركيا جاذب للانتباه
جذب جمال السجاد في تركيا انتباه الأوروبيين وزينت قصور ومنازل الأرستقراطيين به، كما استحوذت الإمكانات الفنية للسجاد على اهتمام رسامي أوروبا المشهورين.
يمكن العثور على بعض السجاد الذي اشتهر به الرسامون الأوروبيون اليوم في متحف الفنون التركية والإسلامية قرب جامع السلطان أحمد.
وتعتبر ورش السجاد واحدة من نقاط زيارة السياح المحليين والأجانب في تركيا.
في أي مدن تركية يصنع السجاد التركي؟
تمثل مدن إسطنبول وإزمير وقيصري وكابادوكيا قلب صناعة السجاد اليوم، وتقع أكبر ورش السجاد والمتاجر.
يتطلب نسج السجاد قدرا كبيرا من الدقة والصبر، لذلك يقع ضحية للاستهلاك السريع في العصر الحديث ويتناقص عدد الأشخاص الذين يمكنهم نسجه بحرفية.
كما يتحول الإنتاج إلى الهند والصين بسبب رخص الأيدي العاملة في تلك البلدان.