ناظم حكمت.. رائد الشعر الحر في الأدب التركي

19/12/2022 الساعة 07:00 م
تم التحديث: 02/01/2023 الساعة 12:04 م
الشاعر التركي الشهير ناظم حكمت
الشاعر التركي الشهير ناظم حكمت

يعتبر ناظم حكمت من الأسماء اللامعة والعريقة في تاريخ الشعر التركي، إذ أن أشعاره شكلت قفزة كبيرة في الموروث الأدبي التركي في مرحلة ما بعد نشأة الجمهورية التركية.

ويعد ناظم حكمت (Nazım Hikmet) أول ممارس للشعر الحر في الأدب التركي، وأحد أهم الأسماء في الشعر التركي المعاصر، إذ ترك بصمته الواضحة في الأدب بقصائده وكلمات الحب والغزل.

يعرف باسم العملاق ذي العيون الزرقاء، وهو من بين أكثر الكتاب غزارة في الأدب التركي من خلال اقتباساته وقصائده المحببة.

رغم مرور سنوات طويلة على وفاته، لا تزال مكانة ناظم حكمت حاضرة في قلوب الشعب التركي.

إذ أن كل من يحب الأدب والشعر يجب أن يحفظ بعض قصائده الشهيرة في تركيا، والتي جرى تلحين العديد منها على هيئة أغاني متداولة حتى يومنا هذا.

fotoalbum-013
تكريما لذكراه وثروته الأدبية، جرى إطلاق مؤسسة ناظم حكمت للثقافة والفنون في 22 مايو/أيار 1991 على يد أخته التي توفيت لاحقا سامية يالتريم، لتصبح المؤسسة راعية لكل أعمال الشاعر لاحقا وحتى يومنا هذا.

كما أطلقت المؤسسة العديد من الأنشطة الثقافية والأدبية التي تخلد ذكرى الشاعر، ومن ضمنها مسابقة ناظم حكمت الشعرية الدولية عام 1995.

في 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، فاز أحد أشهر شعراء العرب وشاعر فلسطين الراحل محمود درويش بالجائزة عن قصيدته "ماذا بعد الموت؟".

siirodulu-header-1
في هذا التقرير الذي أعدته لكم منصة أوراق سنتعرف معا على سيرة ناظم حكمت ومشواره الأدبي وأهم أشعاره وقصائده الخالدة.

المولد والنشأة 

ولد ناظم حكمت في 15 يناير/كانون الثاني 1902 في مدينة سيلانيك (Selânik)، والده يدعى السيد حكمت وأمه هي جليلة هانم.

والده حكمت هو ابن ناظم باشا الذي شغل منصب حاكم ولايات مختلفة، وعمل كموظف للخدمة المدنية والمديرية العامة للصحافة في وزارة الخارجية العثمانية.

أما والدته جليلة فهي ابنة اللغوي أنور باشا وليلى هانم. وتعتبر جليلة هانم ضمن أوائل الرسامات في التاريخ التركي، إذ كانت امرأة مثقفة تتمتع بروح فنية.

التعليم والشعر 

تلقى ناظم الصغير تعليمه الأول من والدته وجده ناظم باشا، إذ كان جده أيضا شاعرا مولويا، وكان كثيرا ما يعقد اجتماعات شعرية.

نتيجة لهذه الأسرة المبدعة، كتب ناظم حكمت قصيدته الأولى، عندما كان في الحادية عشرة من عمره فقط.

تلقى ناظم تعليمه الثانوي فيما كان يعرف بـ "سلطنات غلطة سراي ونيشانتاشي" (Galatasaray ve Nişantaşı Sultanileri)، ثم التحق بالمدرسة البحرية عام 1915، ونُشرت قصيدة له في مجلة لأول مرة عام 1918، وكانت قصيدة حب.

لكن مع احتلال إسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الأول من نفس العام، تركت قصائد الحب لدى ناظم حكمت مكانها للقصائد الوطنية.

واضطر ناظم إلى ترك البحرية بسبب مرض كان يعاني منه قبل تخرجه بثلاثة أشهر، ثم ذهب إلى الأناضول مع مجموعة من الأصدقاء، وبتكليف من حكومة أنقرة، عمل في التدريس في بولو مع صديقه فالا نور الدين.

لاحقا توجه ناظم حكمت إلى موسكو مرتين على فترات قصيرة، ومكث في الأولى لمدة عامين، وشهد فيها الثورة في روسيا، ثم درس الاقتصاد والسياسة في جامعة العمال الشرقية الشيوعية المعروفة بـ (KTUV).

في المرة الثانية توجه ناظم إلى موسكو مضطرا بعد الحكم عليه بعقوبة التجديف أي "الإساءة إلى الله أو الأديان أو شخصية مقدسة"، وفي هذه المرة عمل مترجما وأستاذا مساعدا في الجامعة التي كان فيها طالبا من قبل.


العودة إلى تركيا

fotoalbum-006

عاد حكمت إلى البلاد في عام 1928 بسبب التغيير الذي طرأ على قانون العقوبات، وأُطلق سراحه بعد أن أمضى فترة قصيرة في السجن.

وبعد عودته، نُشرت مقالاته وقصائده في العديد من الصحف والمجلات، وطبعت كتبه، إذ بات شاعرا مشهورا معروفا شارك بشكل فاعل في الحياة السياسية والفكرية.

أيضا أدرجت قصائده في الكتب المدرسية، وعرضت مسرحياته في مسارح الدولة، لكن ذلك لم يشفع له في الهروب من الملاحقات القضائية، الأمر الذي أدى إلى احتجازه عدة مرات وتقديمه للمحاكمة.

إذ أن قوة شعره وكلماته المثيرة للإعجاب كانت تخيف بعض الناس، ولذلك قضي 17 عاما من حياته في السجون بقضايا وهمية.

في عام 1950، أطلق سراحه بقانون العفو العام الذي صدر نتيجة حملات وطنية ودولية، ومع ذلك، سافر ناظم حكمت إلى الخارج مرة أخرى بسبب المؤامرات والتهديدات على حياته.

سنوات الهجرة جعلته يبدأ في كتابة قصائد شوق لوطنه وشعبه وأحبائه حتى وفاته، وخلال هذه الفترة، لعب دورا نشطا في حركة السلام كفنان، وفاز بجائزة السلام الدولية، ثم انتخب لرئاسة مجلس السلام العالمي.

وقد ترأس ناظم حكمت لجنة التحكيم التي منحت جائزة السلام الدولية لعدد من الشخصيات الشهيرة مثل الموسيقار السوفيتي دميتري شوستوكوفيتش، الممثل الكوميدي الإنجليزي تشارلي شابلن، السياسي الفرنسي إدوارد هيريوت.

fotoalbum-020

نهاية الرحلة

الأمراض التي أصيب بها خلال سنوات سجنه لم تتركه وشأنه، ليتوقف قلبه الموجوع وليغادر الحياة في منزله في موسكو صباح 3 يونيو/حزيران 1963.

قصائده التي قال عنها "كتاباتي المنشورة بثلاثين أو أربعين لغة، والتي كانت ممنوعة من النشر في تركيا بالتركية"، نشرت بعد وفاته في بلده تركيا.

وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب بمكان إحصاء أعمال الشاعر ناظم لغزارتها، ولذلك نقدم لكم هنا بعضا من أشهرها.

من أشهر أشعاره:

  • أنت مثل الجميع (Herkes Gibisin)
  • الحياة شيء جميل (Yaşamak Güzel Şey)
  • أريد أن أموت قبلك (Ben Senden Önce Ölmek İsterim)
  • التفكير فيك (Seni Düşünmek)
  • الميناء الأزرق (Mavi Liman)
  • لأجل بيرايا "زوجته" (Piraye İçin)
  • شجرة الجوز (Ceviz Ağacı)
  • إلى كتاب آسيا وأفريقا (ASYA-AFRİKA YAZARLARINA)

    من أشهر قصائده:

  • 835 سطر، عام 1929 (835 Satır)
  • حتى 3، 1930(Varan 3)
  • 1+1=1، 1930
  • المدينة التي فقدت صوتها، 1930 (Sesini Kaybeden Şehir)
  • برقية في الليل، 1932 (Gece Gelen Telgraf)

من أشهر مسرحياته:

  • الجمجمة، 1932 (Kafatası)
  • بيت ميت، 1932 (Bir Ölü Evi)
  • الرجل المنسي، 1935 (Unutulan Adam

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية