5 عوامل ساهمت باندماج العرب في المجتمع التركي

07/03/2023 الساعة 10:30 ص
تم التحديث: 11/03/2023 الساعة 01:47 م
الأدب والدراما خلقا جسرا قويا ساعد على اندماج العرب مع الأتراك
الأدب والدراما خلقا جسرا قويا ساعد على اندماج العرب مع الأتراك

لم يكن اندماج العرب في تركيا محض صدفة، بل كان للتاريخ المشترك أثرا كبيرا في تأسيس علاقات جيدة وبناء جسر متين بين الشعبين.

بدأ توافد العرب إلى تركيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وشكّل الطلاب الكتلة الأكبر من العرب وتحديدا القادمين من الدول المجاورة كالعراق وفلسطين وسوريا.

وفي بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 استقبلت تركيا موجة كبيرة من اللاجئين العراقيين الذين توزعوا على مختلف المدن التركية مثل سكاريا وسامسون وأنقرة وإسطنبول وغيرها.

مع اندلاع الثورات العربية خاصة في سوريا، اتبعت الدولة التركية سياسة الحدود المفتوحة أمام اللاجئين السوريين، الذين توزعوا في العديد من المدن أهمها إسطنبول وتليها المدن الحدودية مثل غازي عنتاب وهاتاي، وانعكس ذلك على شكل الوجود العربي في تركيا بشكل كبير.

أسباب اندماج العرب في تركيا

الدين الإسلامي

الغالبية العظمى في تركيا تدين بالدين الإسلامي، وقد كان للإسلام تأثير عميق على العلاقات بين مختلف الأجناس داخل تركيا، فضلا عن الانتشار الكبير للمساجد في عموم البلاد.

وهو ما سهل ممارسة الشعائر في الدين الإسلامي الذي يدين فيه نسبة كبيرة من العرب المتواجدين في تركيا.

وبالإضافة لذلك، يبدو شهر رمضان بطقوسه الدينية وعاداته المجتمعية اللطيفة في تركيا واحدا من عوامل إضفاء روح اندماج العرب مع الأتراك خاصة مع العادات المجتمعية اللطيفة.

ومن ذلك تبادل الأطباق الشهية، ومشاركة موائد الإفطار مع الأحباء والجيران، وموائد الرحمن في باحات المساجد مثل مسجد السلطان أحمد وغيرها من العادات الشبيهة في بلادنا العربية.

ومن أهم الأمور التي ساعدت على اندماج السيدات العربيات المحجبات على وجه الخصوص، توفر ملابس المحجبات ذات التصاميم العصرية في الأسواق التركية بسهولة.

آيا صوفيا
الغالبية العظمى في تركيا تدين بالدين الإسلامي

الأدب التركي والدراما

لعبت الروايات التركية المترجمة للعربية والمسلسلات والأفلام المدبلجة دورا مهما في تعريف العرب بالثقافة التركية والعادات والتقاليد، وبعض خصائص المجتمع التركي.

وكانت أيضا بمثابة الباب الذهبي الذي يستطيع العربي من خلاله التعرف على الأتراك وتاريخهم وعاداتهم والكثير من التفاصيل المتعلقة بحياتهم اليومية.

ونستطيع القول إن الأدب والدراما خلقا جسرا قويا ساعد على اندماج العرب مع الأتراك ونمّا التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعبين.

العادات المشتركة

يشترك العرب مع الأتراك في الكثير من العادات، خاصة تلك المنتشرة في الحارات والأزقة الشعبية، ويبدو كأس الشاي أهم ما يشترك به الشعبين، على الرغم من أن قدسيته لدى الأتراك تفوق ما عند العرب.

ولو كنت في ضيافة الأتراك فإن كأس الشاي المرفق مع كلمات المديح والفخر به هو أهم جزء في الضيافة.

بالإضافة إلى كأس الشاي، يشترك العرب مع الأتراك بالعديد من العادات اللطيفة مثل عادات الخطوبة والزفاف، والسهرات المسائية ومشاركة الطعام وغيرها الكثير.  

الشاي التركي
يشترك العرب مع الأتراك في الكثير من العادات

اللغة

تأثرت اللغة التركية بالعديد من اللغات على مر العصور وأبرزها العربية.

وبقيت اللغة التركية حتى اليوم تحتضن مفردات عربية تستخدم بشكل مستمر ودائم في الحياة اليومية وفي الخطابات الرسمية، إلا أنها تلفظ بشكل مختلف قليلا. وبحسب الأبحاث، يبلغ عدد الكلمات التركية من أصل عربي 4676 كلمة.

ويبدو أن انتشار الكلمات العربية في تركيا قد لعب دورا مهما في سهولة استيعاب اللغة التركية وفهمها بسهولة مقارنة بلغات بلدان أخرى.

ويظهر ذلك جليا في سوق العمل الذي يجمع الشعبين العربي والتركي ويعتبر أحد صلات الوصل المهمة التي تظهر اندماج العرب والأتراك بصورة لطيفة.

الإعلام العربي في تركيا

تسعى الكثير من الجهات الإعلامية في تركيا إلى مد المزيد من جسور التواصل بين العرب والأتراك، من خلال تسليط الضوء على كل ما يساعد على اندماج العرب في تركيا وتسهيل حياتهم.

بالإضافة إلى توجيه العرب لأهم القواعد المجتمعية وما يجب اتباعه وتجنبه، فضلا عن الكثير من الأخبار والتحديثات والأمور التي تهم المقيمين العرب داخل الأراضي التركية.

كلمات دلالية