لا يخلو فصل الشتاء بطقسه البارد من المشروبات الشتوية التي تزين سهرات الأتراك وتمنح الجسم الدفء المنشود والمتعة والفائدة معا.  

ومن المعروف أن الأتراك كانوا يعصرون الفاكهة ويستهلكون الشربات منذ القرن الحادي عشر، ولا تزال الكثير منها موجودة بشكل عام اليوم في المناسبات الخاصة مثل الخطوبة وحفل الختان، والاحتفالات، وفي رمضان وغيرها.

كانت الشربات ذات يوم عنصرا أساسيا في موائد العثمانيين الذين اعتادوا على صنعها من أي نوع من الفاكهة يمكن أن تخطر ببالكم، خاصة الليمون والتفاح والرمان والعنب وأزهار أشجار الفاكهة وحتى الزهور مثل البنفسج والزنبق والياسمين. 

وجرى إضافة الأعشاب مثل المسك والعنبر والورد والصبار إلى المشروبات المحلاة بالعسل أو السكر لتعزيز رائحتها وفوائدها. 

بعض هذه المشروبات تشرب ساخنة وبعضها الآخر يشرب باردا منعشا في فصل الصيف.

والشربات مثل شربات الورد والليمون والتمر الهندي والسفرجل والكرز وشربات اللوتس كانت تحظى بشعبية كبيرة في القصر العثماني.

وفي العالم الحديث مع ظهور وانتشار عصائر الفاكهة الجاهزة والمشروبات الغازية من الصعب رؤية الشربات في المنازل خاصة في المدن الكبرى. 

وعلى الرغم من أن هذا التقليد قد انخفض معدله في بعض مدن الأناضول فإنه لا يزال موجودا في العديد من المنازل التي تحافظ على إحياء التقاليد القديمة دون الاستغناء عن الحضارة والتطور والاستمتاع بشرب المشروبات الشتوية الحديثة.

أشهر المشروبات الشتوية في تركيا

القرفة

أكثر المشروبات الشتوية تفضيلا منذ العهد العثماني حتى يومنا هذا. يمكن إضافة القرفة إلى جميع أنواع شربات الفاكهة تقريبا في مرحلة الغليان، أو يمكن صنعها بمفردها.

وقد تفنن الأتراك بإضافة أعواد القرفة إلى خليط الفاكهة إذ يمكنك إضافة نصف تفاحة أو سفرجل أو كمثري.

بعد الغليان، يمكنك تصفيته واستهلاكه ساخنا دافئا. واعتاد الأطباء إعطاء هذا المشروب لمرضاهم لتدفئة الجسم. 

الزنجبيل 

يعد من المشروبات الشتوية المثالية للمعدة الحساسة، ويشرب أيضا لتخفيف الغثيان وتخفيف الغازات وتسهيل الهضم وزيادة المقاومة. 

يخلط الزنجبيل في تركيا مع الليمون أثناء الغليان، ويحلى بالسكر حسب الرغبة، ويقدم مزينا بالنعناع الطازج.  
السحلب 

أشهر المشروبات الشتوية الحديثة في تركيا. متوفر بسهولة في جميع المتاجر والمقاهي، فضلا عن سهولة صنعه في المنزل بخطوات بسيطة، ويقدم مزينا بالقرفة المطحونة.  

الزيزفون 

يعتبر أول مشروب شتوي يتبادر إلى الذهن لأي شخص مصاب بنزلة برد.

وفضلا عن لذة طعمه، يعتبر علاجا في فصل الشتاء، وتكاد لا تخلو مقاهي الأتراك وجلساتهم الشتوية منه. 

يقدم عادة بجانب الحلوى الخاصة بالأتراك المعروفة باسم "كورابية kurabiye".  
شاي الأعشاب 

هو أحد أنواع الشاي التركي الممزوج بالأعشاب الطبية وله الكثير من الأنواع والأذواق.

ويطلق على مجموعة الشاي هذه عادة اسم "شاي الشتاء".   
 

الشوكولاتة الساخنة 

مشروب عالمي مشهور جدا لدى الأتراك، خاصة بين الطلبة الجامعيين. يمنح الجسم الطاقة والدفء معا.   
الكابتشينو 

مشروب عالمي آخر حاز على شهرة كبيرة في تركيا خلال السنوات الأخيرة.

استطاع أن يحجز مكانا مهما في سهرات الأتراك على اختلاف أذواقهم وأساليب حياتهم، ويتميز بنكهاته المتعددة واللذيذة.   
الشاي 

لا يعتبر مشروبا شتويا فحسب، بل يعد المشروب الوطني لتركيا في جميع الفصول.

ويستمتع الأتراك بشربه في كل وقت، ويكثر الطلب عليه من الأتراك والزوار في فصل الشتاء.