البقلاوة التركية أصبحت واحدة من أنواع الحلويات الأشهر في تركيا وبات لها جمهور وعشاق من أغلب أنحاء العالم.
نجحت البقلاوة التركية في جذب السياح القادمين إلى تركيا لجودتها ولذة مذاقها، وكانت ولا تزال حاضرة في مناسبة الأتراك وحفلاتهم.
صناعة واستهلاك البقلاوة التركية
تصنع عن طريق لف العجين وحشوه بالفستق أو البندق أو اللوز حسب الذوق، ثم إضافة شربات من خليط من حبيبات السكر وملح الليمون والعسل.
وتصنع البقلاوة التركية من عجينة فيلو مكونة من 30 طبقة في بعض مقاطعات تركيا، بينما تصنع في مقاطعات أخرى من عجينة فيلو مكونة من 80 طبقة وأكثر.
يختلف استهلاك البقلاوة التركية باختلاف المناطق، فتستهلك مع الحليب في منطقة غازي عنتاب، وتتناول مع اللبن والعيران في منطقة أديامان.
كما تتناول مع الشاي في مقاطعة سيرت وتؤكل باليد في بعض المناطق كما تؤكل بالشوكة في غيرها ولا تزال تقدم في الخطبة والوعود وحفلات الزفاف في تركيا.
تنتشر البقلاوة في كل مكان في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أنها تصنع بشكل مختلف باختلاف المكان فإن الأجزاء الأساسية للبقلاوة هي نفسها، طبقات رقيقة من ورق المعجنات، حشوة حلوة مصنوعة من المكسرات المقطعة، وغطاء من العسل أو غيره.
في تركيا، تعد غازي عنتاب المدينة الأشهر بالبقلاوة وعلى الرغم من أن المكون الأساسي المستخدم في بقلاوة غازي عنتاب هو الفستق، فإن الأمر يختلف بشكل كبير من الناحية الجغرافية.
إذ يستخدم الفستق في جنوب شرق الأناضول، والبندق في البحر الأسود، والجوز في وسط الأناضول، واللوز في بحر إيجة، والسمسم في إدرنة وتراكيا وتقدم البقلاوة منفردة أو مع الآيس كريم أو الكريمة.
أصل البقلاوة التركية
يعتقد بعض المؤرخين أن البقلاوة في شكلها الحديث تنسب إلى التقاليد التركية في العصور الوسطى، إذ عرف الأتراك الرحل في القرن الحادي عشر بعد الميلاد بصنع الخبز ذي الطبقات.
بالإضافة إلى ظهور كلمة yuvgha (التي تعني الخبز المطوي) في المفردات التركية للقرن الحادي عشر.
كانت اليوفغا عبارة عن خبز مسطح خال من الخميرة مصنوع في مقلاة فوق النار ويعتقد المؤرخون أن اليوفغا قد تطورت لاحقا إلى بقلاوة.
تنسب البقلاوة بالشكل الذي نعرفه إلى سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية. ولأن الإمبراطورية عمدت إلى توسيع حدودها باستمرار، فقد كان الجيش أحد الأقسام المهمة.
خلال شهر رمضان، كان سليمان القانوني يقيم تقليدا للجنود وعرضا عسكريا يعرف باسم موكب البقلاوة.
ومن المحتمل أن تكون البقلاوة التي أعطت اسمها لهذا الاحتفال مشابهة للبقلاوة الشائعة اليوم، حلوة، مصنوعة من العديد من الطبقات الرقيقة، وتستهلك كطعام شهي.
ويعتقد بعض الناس أن كلمة بقلاوة جاءت في الواقع من منغوليا، حيث جذر بايلا التي تعني ربط أو لف أو تراكم.
توجد البقلاوة منذ قرون عديدة، لكن أصولها غامضة، وعلى مر السنين، خاضت عدة بلدان خلافا حول ملاكها الأصليين.
وبالنظر إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط والبلقان كانت تشكل ذات يوم الجغرافيا العثمانية، يمكن وصف البقلاوة بأنها حلوى عثمانية.
في 8 أغسطس/آب 2013، سجلت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن البقلاوة تركية لتنهي بهذا نقاشا طويلا حول تاريخ هذه الحلوى الشهيرة.
البقلاوة التركية إلى العالم
تصدر البقلاوة التركية وخصوصا بقلاوة غازي عنتاب إلى 60 دولة حول العالم.
وقال علي داغديلن، رئيس مجلس إدارة شركة كومبا للبقلاوة، إن هذه الحلوى أصبحت عنصرا مهما للتصدير في غازي عنتاب بعد أن كانت قديما تؤكل فقط في أيام العطلات والأيام الخاصة.
و"في الوقت الحالي، أصبح منتجا يمثل مصدرا جادا لتصدير غازي عنتاب"، كما قال. وأوضح أن البقلاوة تصدر إلى ما يقرب من 60 دولة في مناطق جغرافية مختلفة من العالم.
هنا في غازي عنتاب، يحدث أكبر تصدير لأمريكا، تأتي ألمانيا والدول الأوروبية في المرتبة الثانية في الصادرات بسبب المغتربين كما تأتي دول الشرق الأوسط في المرتبة الثالثة، وفق ذات المصدر.