المطاعم العربية في تركيا.. استثمار ناجح؟

15/12/2022 الساعة 07:00 م
تم التحديث: 17/12/2022 الساعة 05:16 م
تعد إسطنبول مركزا مهما تتجه له المطاعم العربية في تركيا
تعد إسطنبول مركزا مهما تتجه له المطاعم العربية في تركيا

انتشرت المطاعم العربية في تركيا بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ولعل الانفتاح الاجتماعي والثقافي الذي تعيشه البلاد مؤخرا لعب دورا مهما في تشجيع المستثمرين الأجانب على هذا النوع من الاستثمار.

رافق هذا الانفتاح زيادة كبيرة في أعداد السياح والمقيمين العرب في تركيا بشكل أدى إلى زيادة الطلب على جميع الأسواق فيها، وكان لقطاع المطاعم والخدمات كذلك حصة من هذا التطور.

على الرغم من وجود تقارب في الثقافة التركية والعربية من الناحية الاجتماعية، فإن الفرق يبرز بشدة عند الحديث عن المطبخ التركي ونظيره العربي.

ومن هنا ظهرت أمام المستثمرين العرب فرصة لتأسيس المطاعم العربية في تركيا.

أثبت هذا القطاع الاستثماري الجديد نجاحه ضمن شروط وقواعد معينة، كتحديد الفئة المستهدفة والمدينة والمنطقة والخدمات المتقدمة، بينما شهد خسارات كبيرة في بعض الحالات التي أًنشئت دون دراسة مقنعة للسوق.

في هذا التقرير نستعرض لكم أبز المعلومات حول هذا القطاع الاستثماري:

ما أبرز الأسباب التي ساعدت على انتشار المطاعم العربية في تركيا؟
مطاعم-عربية-في-برشلونة-1

اجتمعت العديد من الأسباب والظروف التي دفعت المستثمرين إلى التفكير في تأسيس مطاعم عربية داخل تركيا بشكل عام، منافسين بذلك المطاعم الأجنبية والتركية، ومنها:

الاقتصاد النامي:

شجع الاقتصاد التركي النامي المستثمرين على الاستثمار بمشاريعهم المختلفة داخل تركيا.

ولعل انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار قلل بشكل فارق التكاليف الأساسية لإنشاء المطاعم والمقاهي فيها.

وبحسب البيانات الصادرة عن البنك المركزي التركي، ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الوافد إلى تركيا في الأشهر الستة الأولى من العام 2022 بنسبة 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إذ بلغت ما يقارب الـ 5،452 مليار دولار.

ويشار هنا إلى أن الدول العربية لم تتصدر قائمة الدول الأكثر استثمارا ضمن هذه الفترة.

ووفق مؤشر سهولة ممارسة الأعمال التابع لمجموعة البنك الدولي، احتلت تركيا في 2006، المرتبة 93 من بين 155 دولة، وارتفعت إلى المرتبة 69 عام 2017، ثم المرتبة 33 من أصل 190 دولة عام 2020.

ارتفاع نسبة العرب السياح والمقيمين:

ارتفعت أعداد السياح والمقيمين العرب في تركيا خلال السنوات الأخيرة الماضية، مما زاد الطلب والحاجة إلى مثل هذه المشاريع.

كما خلق هذا الأمر حالة من التنافسية بين أصحاب المطاعم العربية في تركيا أدت إلى تطور هذا القطاع بشكل ملحوظ.

وبحسب البيانات الصادرة عن دائرة الهجرة التركية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بلغ عدد الأجانب المقيمين في تركيا بشكل قانوني مليون و354 ألف و488 شخص.

وتتصدر مدينة إسطنبول قائمة أكثر الولايات التركي التي يقيم بها الأجانب، إذ بلغ عدد الأجانب المقيمين فيها 701 ألف و516 شخص، تليها أنطاليا بـ 165 ألف و138 شخص، ومن ثم مدينة أنقرة بـ 82 ألف و809 شخص.

وتصدر 134 ألف 517 مواطن عراقي قائمة أكثر الجنسيات المقيمة بموجب تصريح إقامة في تركيا، تبعهم 102 ألف و135 مواطن سوري في المرتبة الرابعة.

كما بلغ عدد المواطنين السوريين المقيمين في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة 3 ملايين و577 ألف و714 شخص حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

الانفتاح الثقافي التركي:

ساعد ارتفاع أعداد الأجانب المقيمين في تركيا خلال السنوات الأخيرة على نشر الثقافة العربية بكامل منتجاتها في المجتمع التركي.

وفي المقابل، لعب الانفتاح الثقافي للمجتمع التركي دورا كبيرا في توطيد العلاقات الثقافية مع الدول العربية.

وانعكس ذلك بشكل مباشر على قطاع المطاعم العربية في تركيا بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة. 

استطاعت العديد من المطاعم العربية في تركيا جذب الزبائن الأتراك، من خلال تقديم أطباق مشتركة بين المطبخ التركي والعربي كالشاورما وورق العنب والدولما.

وبدأت بعض المطاعم التركية باستنساخ بعض الأطباق العربية الخفيفة كالحمص والكبة مستغلة التواجد العربي الكبير في تركيا.

تسهيلات الحكومة التركية:

تعمل الحكومة على رفع حجم الاستثمار الأجنبي في تركيا عن طريق تقديم بعض التسهيلات القانونية للمستثمرين.

ويستفيد المستثمرون في مجال المطاعم العربية في تركيا من مثل هذه التسهيلات من خلال الحصول على إعفاءات وتخفيضات ضريبية عديدة، من أبرزها:

  • الخصومات على تأمين الضمان الاجتماعي للعمال وصاحب العمل
  • السماح بتشغيل موظف أجنبي مقابل كل 5 موظفين أتراك
  • المساواة في المعاملات الحكومية مع المواطن التركي
  • الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة
  • تخفيضات على أسعار فواتير الماء والكهرباء والغاز

ما المدن الأنسب لإنشاء مطاعم عربية؟

لتحديد المكان الأنسب من أجل تأسيس المطاعم العربية في تركيا، لا بد من تحديد الفئة المستهدفة من المشروع.

فإذا كان المطعم يستهدف السياح والمقيمين في تركيا فإن مدن كإسطنبول وطرابزون وبورصة من الممكن أن تكون خيارا مثاليا بسبب انتشار العرب والأجانب فيها بأرقام عالية.

وفي حال كانت الفئة المستهدفة لا تقتصر على العرب المقيمين وحدهم، بل تشمل كذلك الأتراك والأجانب من الجنسيات الأخرى، فيمكن إضافة مدينة أنقرة وإزمير وقيصري ضمن الخيارات الأنسب لإنشاء المطاعم العربية في تركيا.

وتتصدر المطاعم السورية قائمة أكثر المطاعم العربية في تركيا إنتشارا، تليها المطاعم اليمنية والفلسطينية والعراقية.

ما خطوات تأسيس مطعم في تركيا؟

baslik2.jpg

بحسب القانون التركي، يمكن تأسيس المطاعم في تركيا بناء على عدة خطوات:

  • اختبار المكان المناسب للمشروع
  • تأسيس شركة قانونية باسم المشروع
  • التقدم للحصول على رخصة من البلدية تفيد بعدم وجود ما يمنع من تأسيس المشروع
  • الحصول على رخصة مدخنة في حال كان المشروع يحتاجها
  • استخراح سجل تجاري باسم المشروع
  • الحصول على شهادة موافقة من وزارة الصحة التركية
  • فتح حساب بنكي باسم الشركة في أحد البنوك التركية

الأوراق الشخصية اللازمة لتأسيس مشروع مطعم في تركيا:

  • جواز سفر مترجم لدى كاتب العدل "النوتر"
  • إقامة سارية المفعول، بشرط أن يكون باقي على انتهائها أكثر من 6 شهور
  • رقم ضريبي، ويمكن الحصول عليه من أقرب دائرة ضريبة لعنوان سكنك
  • وثيقة "لا حكم عليه"، ويمكنكم معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بوثيقة السجل العدلي من خلال التقرير الذي أعده لكم فريق التحرير في منصة "أوراق" من "هنا"

ما الرخص اللازم استخراجها لتأسيس مطعم في تركيا؟

  • الترخيص البيئي
  • تصريح التشغيل (تصريح يُفيد بسماح البلدية بوجود مطعم في المنطقة المطلوبة)
  • تقرير كفاءة الطاقة (يُعرف بـ Enerji Kimlik Belgesi، يُفيد بمطابقة المحل لشروط كفاءة الطاقة)
  • تصريح البث (وهو من مستلزمات استخراج ترخيص التشغيل كذلك، يُفيد بموافقة غرفة التجارة على وجود مطعم في المنطقة)
  • رخصة السلامة من الحرائق
  • تصريح المخلفات الخطرة

كلمات دلالية