اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا.. أبرز مجالات التعاون

13/11/2022 الساعة 10:00 ص
تم التحديث: 02/01/2023 الساعة 12:28 م
من إحدى اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا
من إحدى اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا

أُسست اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2014، ومنذ ذلك الحين تعقد اجتماعات دورية على أعلى مستوى دبلوماسي بين مسؤولي البلدين كل عام.

وقد أفرز العمل المشترك لدى اللجنة توقيع أكثر من 94 اتفاقية في مختلف المجالات مع آخر اجتماع لها، وهو ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين قطر وتركيا.

واستضافت إسطنبول في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

اتفق الرئيس أردوغان مع الأمير تميم على تقديم موعد الاجتماع عن وقته المعتاد من كل عام، بسبب استضافة قطر لبطولة كأس العالم التي ستنطلق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

15433966_0-0-862-486.jpeg
وقد تكلل اجتماع اللجنة العليا بتوقيع 11 اتفاقية تعاون جديدة بين قطر وتركيا.

وخلال اجتماع اللجنة العليا بين البلدين في إسطنبول، وجه أمير قطر الدعوة إلى الرئيس التركي لحضور بطولة كأس العالم، معربا عن ترحيبه بجميع المشجعين الأتراك القادمين إلى قطر.

ومع الاجتماع الأخير بين زعيمي قطر وتركيا، وصل عدد اللقاءات المعقودة بينهما إلى 31 منذ عام 2014، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وتعتبر اللجنة الاستراتيجية بين الجانبين بمثابة آلية للتشاور الدائم حول علاقات قطر وتركيا، وهي مؤشر واضح على العلاقات الثنائية القوية.

thumbs_b_c_150e1ba576843a087226b54349c8226e
وقد شهدت العلاقات بين قطر وتركيا تطورا لافتا في العقدين الأخيرين في ظل النهضة التركية.

إذ يرتبط الجانبان بعلاقات متينة بفعل التقارب الكبير على كافة المستويات، بدءا من قادة البلدين وصولا إلى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية والثقافية والتجارية، بالإضافة إلى القواسم المشتركة بين الشعبين.

وتتميز علاقات الجانبين بانسجام كبير في وجهات النظر في مختلف القضايا الدولية والإقليمية، ويتشاركان في اعتماد الحوار والدبلوماسية وتفعيل جهود الوساطة لتحقيق الأمن والاستقرار بين الأطراف المتنازعة إقليميا ودوليا.

في هذا التقرير الذي أعدته أوراق، سنتعرف على أبرز منجزات اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا في مختلف المجالات.

التعاون الاقتصادي بين قطر وتركيا

في ظل التطور المتلاحق للعلاقات بين الجانبين، أصبحت تركيا مركز جذب للاستثمارات القطرية في عدة مجالات على أراضيها.

وخلال الأشهر الثمانية الأولى لعام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا، إلى أكثر من 1.4 مليار دولار، وفق آخر الإحصاءات.

وخلال ذات الفترة، زاد حجم الصادرات التركية إلى قطر بنسبة 60 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، وتشير الأرقام إلى أن تركيا تحتل المرتبة السابعة بين قائمة أكثر الدول التي تستورد منها قطر.

في ذات السياق، أدى تخطي الصادرات التركية لقطر حاجز المليار الدولار خلال الفترة المذكورة، إلى زيادة الصادرات بنسبة تفوق 200 % مقارنة بالسنوات الخمس الأخيرة.

FV_181216_Trabzon_18.JPG
وبحسب آخر الإحصاءات، بلغ عدد الشركات التركية العاملة في قطر 700 شركة في مختلف القطاعات، بينما بلغ عدد الشركات القطرية العاملة في تركيا 200 شركة منتشرة في قطاعات عديدة.

وقد وصل حجم الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا إلى ما مجموعه 33.2 مليار دولار، فيما نفذت شركات الإنشاءات التركية مشاريع بقيمة 22 مليار دولار في البنية التحتية في قطر.

وفي ظل تصدر قطر قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، تطمح تركيا لتحسين تعاونها معها في مجالات قطاع الطاقة المختلفة.

على صعيد قطاع السياحة بين قطر وتركيا، كان عدد السياح القطريون القادمون لتركيا ما يقرب من 30 ألفا عام 2016، وواصل الرقم نموه ليصل إلى نحو 110 آلاف عام 2019، بينما وصل إلى 140 ألف سائح خلال 2022.

التبادل الثقافي بين قطر وتركيا

عملت قطر وتركيا على تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين عبر العديد من الاتفاقيات التعليمية والأكاديمية خاصة بين معاهد اللغة والجامعات.

وقد أطلق على عام 2015، لقب "العام الثقافي القطري التركي"، إذ حضرت تركيا معرض الدوحة للكتاب كضيف شرف، كما افتتح في ذات العام المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في الدوحة.

dsc_0211_0
وفي أبريل/نيسان 2018، وقعت مكتبة قطر الوطنية مذكرة تعاون مع نظيرتها التركية في الدوحة تنص على تبادل الخبرات والوثائق التاريخية والمراجع والمصادر والتدريب المشترك.

كما أعلنت قطر وتركيا عن اطلاق مشروع "تركيا- قطر.. الحوارات الفنية بين الثقافات" في سبتمبر/أيلول 2019.

تخلل المشروع معارض فنية ومؤتمرات ومهرجانات بالإضافة إلى عروض موسيقية وورش عمل في الفنون الحديثة والتقليدية.

في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وقعت مكتبة قطر الوطنية اتفاقية تعاون في المجالات الثقافية والعلمية والتقنية مع مكتبة "الأمة" التركية.

dsc_0419
في سياق منفصل، في ديسمبر/كانون الأول 2016، وقعت جمعية قطر الخيرية اتفاقية تعاون مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية "AFAD"، في مجال إدارة الطوارئ والكوارث والمساعدات الإنسانية.

وبموجب هذه الاتفاقية، عملت قطر وتركيا كتفا بكتف على تقديم المساعدات الإنسانية في كثير من المناطق على مستوى العالم، بدءا من سوريا إلى أوكرانيا.

التعاون في مونديال قطر

بلغ التعاون بين البلدين ذروته، عبر الاتفاق على تأمين بطولة كأس العالم المرتقبة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إذ يشكل هذا التعاون أحد أبرز ملامح عمق العلاقات الاستراتيجية بين قطر وتركيا.

وقد وقعت قطر وتركيا، اتفاقية خاصة في التعاون حول اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة الخاصة بالمونديال، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

وتنص الاتفاقية على "تعاون الجانبين في مكافحة الإرهاب والجريمة، والمشاركة في تأمين واستضافة الفعاليات الضخمة في البطولة".

كما نصت كذلك على تبادل الزيارات الاستكشافية والاجتماعات والخبرات الثنائية في المجالات المهنية والتقنية والقيادية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن تركيا سترسل 3 آلاف شرطي إلى قطر للمساهمة في تأمين فعاليات بطولة كأس العالم، ولم يستبعد الوزير في حينه زيادة هذا العدد بناء على المشاورات المتواصلة مع قطر.

وفي ذات الشهر، أفاد السفير التركي في الدوحة أن الرئيس التركي أردوغان قد أصدر تعليمات واضحة للمسؤولين الأتراك بتنفيذ كل ما تطلبه قطر في سبيل إنجاح تنظيم بطولة كأس العالم.

وتنفيذا للاتفاقية، وصلت قوات من المديرية العامة للأمن التركي إلى قطر للمشاركة في عمليات تأمين مونديال 2022، في 27 سبتمبر/ أيلول 2022.

وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وقبل شهر على انطلاق البطولة رسميا، وصلت قوات جديدة من الجيش التركي إلى قطر للمشاركة في تأمين فعاليات كأس العالم.

thumbs_b_c_1eca4aea819a837cae5d61711dd6a9aa

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية