تعتبر بولو من أولى الأماكن المفضلة للزيارة والسياحة في فصل الخريف في تركيا نظرا لحدائقها وبحيراتها الساحرة.
وقد اكتسبت شهرة واسعة النطاق بسحر مكوناتها الطبيعية لا سيما بحيرة أبانت والبحيرات السبع الواقعة ضمن حدودها.
موقع وتاريخ مدينة بولو التركية
تقع بولو في الجزء الغربي من إقليم البحر الأسود شمال تركيا، وتمتلك المدينة حدودا برية مع 7 ولايات مختلفة، إذ يحدها من الجنوب ولايتي أنقرة وإسكي شهير، ومن الشرق تشانكيرى، ودوزجm وسكاريا من الغرب، وزونقولداك من الشمال.
وتبعد بولو إلى الشمال الغربي عن العاصمة أنقرة، مسافة 191 كم، فيما تبعد عن إسطنبول 262 كم، وتحتل المرتبة الـ37 في قائمة المدن التركية المرتبة وفقا للمساحة.
يعود تاريخ بولو إلى 1200 سنة قبل الميلاد، إذ كانت موطنا للعديد من الحضارات، وتعاقب الفرس والمقدونيون والرومان والسلاجقة والعثمانيون على حكمها تباعا.
كانت الولاية باسم بيثينيا "Bithynia" في العصر الهلنستي، وكلوديو بوليس "Claudio Polis" في عهد الرومان، وبولو بعد حكم الأتراك.
تتركت بولو بالكامل واستوطن الأتراك في قراها مع وصول التركمان إليها عام 1074، بعد انتصارهم في معركة ملازقيرت.
كانت بولو من المناطق المهمة في العهد العثماني، ولم يجر احتلالها خلال فترة حرب التحرير، لكنها تعرضت لأضرار كبيرة، وفي عهد الجمهورية، أصبحت المدينة مقاطعة.
تبلغ مساحة المدينة 8.341 كم، وتتكون من 9 مناطق. ووفقا لآخر إحصائية أصدرتها دائرة السكان التركية عام 2021، بلغ عدد سكان بولو 320 ألفا و14 نسمة.
في هذا التقرير الذي أعدته منصة أوراق، رصدنا لكم بعضا من أبرز المواقع السياحية والتاريخية الشاهدة على جمال المدينة المبهر وطبيعتها الخلابة.
أبرز الموقع السياحية والتاريخية في مدينة بولو
بحيرة أبانت "Abant Gölü"
تقع البحيرة على بعد 34 كم من مركز المدينة، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1328 مترا ومساحتها 127 هكتارا، وتجذب انتباه الزوار من بولو وخارج المدينة.
من حيث الشكل والمظهر، تنتمي البحيرة إلى أماكن الجمال الطبيعي بدلا من الأماكن التاريخية.
ولكن عند فحص عملية تكوين البحيرة، تظهر بحيرة Abant كمكان يمكن تقييمه كنُصب تاريخي، لا سيما أن تاريخها يعود إلى 3000 أو 5000 عام قبل الميلاد، وفق التقديرات.
يزور البحيرة - التي تغذيها المياه الجوفية- آلاف الأشخاص كل يوم ويقضي الزوار وقتا ممتعا مع أنشطة النزهات والتجديف وركوب الدراجات حولها.
نظرا لأهميتها الطبيعية، صُنفت البحيرة والمناطق المحيطة بها بمساحة إجمالية قدرها 1196 هكتارا كـ "محمية طبيعية" بقرار اتخذ عام 1988.
وعلى زائر أبانت أن لا يخرج منها دون رؤية شلالاتها الرائعة مثل سامانديرا "Samandere Şelalesi"، قوزيلديرا "Güzeldere Şelalesi"؛ وهضبات سنيكلي "sinekli yaylası" وأورمجي "örmeci yaylası".
متحف بولو
يقع في مركز المدينة، ووضعت أسسه عام 1975، وافتتح للزوار في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1981، وأغلق عندما تضرر في زلزال وقع عام 1999.
بعد الانتهاء من أعمال الترميم، أعيد افتتاحه عام 2006، ويبلغ إجمالي عدد الأعمال الأثرية في المتحف أكثر من 17 ألف قطعة.
يوجد في المتحف قسمان، قسم الآثار وقسم الإثنوغرافيا.
في قسم الآثار، يمكن للزوار مشاهدة القطع الأثرية من العصر البرونزي القديم، والحضارة الفريجية، والأورارتية ، والليدية، واليونانية، حتى العصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى العديد من المشغولات الرخامية والزجاجية والترابية التي تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي.
أما قسم الإثنوغرافيا، فيضم العديد من القطع الأثرية والمجوهرات والمفاتيح ومجموعات الأسلحة خاصة التي تنتمي إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
حديقة البحيرات السبع الوطنية "Yedigöller Milli Parkı"
تقع حديقة Yedigöller الوطنية على بعد 42 كم من وسط المدينة. وكما نلاحظ من اسمها، تحتوي الحديقة على 7 بحيرات مختلفة داخل المساحة التي تغطيها.
وأطلقت هذه الأسماء على بحيراتها، " Seringöl" و"Nazlıgöl" و"Deringöl" و"Büyükgöl" و"Küçükgöl" و"Sazlıgöl" و"İncegöl".
جرى اعتماد الحديقة كمتنزه وطني محمي عام 1965، ويزورها الزوار والسياح بشكل عام خلال أشهر الشتاء والخريف.
وتعتبر من أكثر الأماكن ملائمة لمن يرغبون في الاسترخاء والعزلة بعيدا عن ضوضاء الحياة.
متنزه بحيرة Sülüklü
يقع على بعد ساعة واحدة من مركز بولو. وقد تشكلت البحيرة نتيجة لزلزال حدث في العصور القديمة.
تتمتع البحيرة بهواء نقي مع غابات الصنوبر المحيطة بها، كما أنها منطقة مناسبة جدا للتخييم، ولكن يلزم الحصول على تصريح للتخييم.
يأتي اسم Sülüklü Göl من كثرة ديدان العلق المستخدمة في علاج بعض الأمراض منذ سنوات في البحيرة، وهي تعني بالتركية "Sülük".
حديقة قولجوك الطبيعية "Gölcük Tabiat Parkı"
تقع على بعد 13 كم من وسط مدينة بولو، وهي بحيرة اصطناعية بُنيت خصيصا في منطقة الغابات جنوب المدينة.
حققت البحيرة انسجاما رائعا مع الطبيعة لدرجة أنك عندما تراها، قد تعتقد أنها كانت موجودة منذ آلاف السنين.
تقع على ارتفاع 1217 مترا، وتحتوي على كميات كبيرة من الأكسجين الطبيعي مع موطنها الغني بأشجار التنوب إلى أشجار الزان.
منازل مودورنو التاريخية "Tarihi Mudurnu Evleri"
تقع على بعد 52 كيلو مترا جنوب غرب وسط بولو. ما يجعلها مميزة هو المنازل التركية القديمة الموجودة بها، والتي تعكس العمارة العثمانية التي يعود تاريخها إلى قرون قليلة مضت.
يتواجد في المنطقة ما مجموعه 231 مبنى تاريخي، بما في ذلك 207 مساكن و20 مبنى ديني وثقافي ونصبين تذكاريين ومبنيين عسكريين ونوافير وحمامات تركية.
وقد أعلنت كمنطقة محمية حضرية، كما أدرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2014.
برج نصر قوينوك "Göynük Zafer Kulesi"
يقع على بعد 109 كم من مركز بولو، وقد بُني برج النصر عام 1922، في السنوات الأولى لعهد الجمهورية التركية، من قبل السيد هورشيت "Hurşit Bey"، حاكم المنطقة في تلك الفترة، ويعتبر اليوم رمزا لمدينة بولو.
بني البرج من أخشاب القوينوك، على هيئة شكل سداسي ويتكون من ثلاثة طوابق.
مركز كارتال كايا للتزلج "Kartalkaya Kayak Merkezi"
يقع على بعد 38 كم عن مركز بولو، ويعتبر أحد مراكز التزلج الشهيرة في تركيا، فهو أحد أكثر الأماكن نشاطا للسياحة الشتوية.
ويزدحم بالزوار من خارج المدينة، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع لا سيما ما بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط من كل عام.
وتغطيه غابات الصنوبر التي تضفي جمالا خاصا في وقت حلول الزائر الأبيض.
