يعود تاريخ حي بي أوغلو في إسطنبول إلى 4500 عام، ويعد واحدا من المناطق السكنية التركية التي كانت مسرحا للحضارات والثقافات لمحافظته على آثار قديمة من الفترات البيزنطية والعثمانية.

كان الحي من الماضي إلى الحاضر مركزا للتجارة والأنشطة الدينية والسياسية والثقافية والفنية والفكرية وهو متعدد اللغات والثقافات وضم قديما عقولها الفكرية.

تاريخ حي بي أوغلو beyoglu في تركيا

خلال القرن التاسع عشر، كان الحي موطنا للعديد من التجار الأوروبيين، وضم في ثناياه العديد من السفارات، خاصة على طول شارع غراند رو دي بيرا، الذي يعد اليوم شارع الاستقلال (تقسيم).

لطالما كان بي أوغلو حيا دوليا واستقبل فندق Pera Palace Hotel فيه ضيوفا دوليين مهمين وكان منذ القدم يقدر الثقافة والسياحة والترفيه.

قدمت في الحي العروض الأولى للعديد من الأوبرا والباليه، وقد عاش في هذا الحي مثقفون معروفون مثل ليزت والد جان جاك روسو وغاريبالدي.

وكان واحدا من المناطق الأولى في إسطنبول التي حصلت على خطوط الهاتف والكهرباء والترام والحكومة البلدية.

حتى أن خط سكة الحديد تحت الأرض (Tünel)، افتتح فيه عام 1875 باعتباره ثاني خط مترو أنفاق في العالم بعد مترو أنفاق لندن.

يربط خط سكة الحديد بيرا شارع الاستقلال بميناء غلاطة ومنطقة الأعمال والبنوك القريبة في كاراكوي، حيث يقع شارع البنوك الذي كان المركز المالي للدولة العثمانية.

الثقافة في حي بي أوغلو في إسطنبول

تعود جذور الثقافة في حي بي أوغلو إلى أواخر الفترة العثمانية، ولا يزال حتى اليوم واحدا من أهم المراكز الثقافية والفنية والسياحية والتاريخية في إسطنبول.

الشارع الرئيسي في الحي هو شارع الاستقلال الذي يبدأ من ميدان تقسيم، وهو شارع للمشاة، فيه كل شيء من القنصليات العامة إلى المتاجر والمكتبات والمعارض الفنية.

يمكن التعرف على الشارع من خلال طابعه الحضري الذي يعود إلى القرن التاسع عشر وهو محاط بمبان فريدة من نوعها على الطراز الكلاسيكي الحديث وفن الآرت نوفو. 

والحي المذكور كان يعد بمثابة مركز ثقافي نابض بالحياة، حيث توجد العديد من الصناعات الإبداعية الثقافية.

على سبيل المثال، متحف إسطنبول للفن الحديث، متحف بيرا، متحف كوتش، معرض سالت للفنون، والعديد من الكيانات الثقافية والفنية ومراكز البحث.

أول مبنى بلدي في بي أوغلو

بحسب وكالة الأناضول، فإن أول مبنى بلدي في الإمبراطورية العثمانية بالمعنى الحديث هو مبنى بلدية بي أوغلو في ساحة شيش هاني.

وقد شيد المبنى في عهد إدوارد بلاكي باي بين 1879-1883. ويطل المجلس على القرن الذهبي وشبه الجزيرة التاريخية.

اعتلى الممثلون المسرحيون الأوائل في إسطنبول المسرح في بي أوغلو كما فضل العازفون الذين أتوا إلى المدينة الإقامة في الحي.

أول ممثلين مسرحيين في بي أوغلو هم الفرنسية سارة برنهارد، التي أدت مسرحية لها في عام 1888، والإيطالي إرنستو روسي، الذي جاء إلى إسطنبول عام 1889، ومانويت سولي، التي قدمت أول مسرحية لها في مسرح أوديون في الحي بنفس العام.

في نفس الحي أنشئ أول حوض لبناء السفن، أول بنك وأول ملعب في إسطنبول كما انطلق أول ترام من بي أوغلو.

أصبحت المنطقة، حيث تكثر الشائعات حول مصدر اسمها، واحدة من أشهر مراكز الاستيطان والتجارة اليوم كما كانت في الماضي.

تأسس أول بنك عثماني في غلاطة بنفس المنطقة في إسطنبول عام 1847 في عهد السلطان عبد المجيد، وأغلق بعد 5 سنوات لأنه لم يستطع سداد ديونه قصيرة الأجل.

إستاد تقسيم، الذي كان يحتل مكانة مهمة في تاريخ كرة القدم التركية كونه أول ملعب في إسطنبول بني أيضا في ساحة ثكنات تقسيم في بي أوغلو التي كانت موجودة بين عامي 1921 و1940، واليوم أصبح مكانها حديقة تقسيم.