تنتشر المراكز الشبابية في تركيا بكامل الولايات البالغ عددها 81، وهي تتبع لوزارة الشباب والرياضة التركية.
وبالنظر إلى اسمها، تستهدف المراكز الشبابية في تركيا، خدمة فئات الشباب وتفعيلهم وتهيئتهم للمجتمع وزرع ثقافة التطوع لديهم.
ويمكن العثور على هذه المراكز عن طريق البحث في ولايتك ومنطقتك باللغة التركية عن "Gençlik Merkezleri" القريب منك.
أهداف مراكز الشباب في تركيا
وتُعرف على أنها مراكز تنظم الرحلات التاريخية والثقافية والمخيمات والأنشطة الرياضية بهدف توعية الشباب ضد العادات الضارة وتمكينهم من اكتساب المهارات الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة المختلفة.
كما تهدف لمساعدة الشباب على الاستفادة من أوقات فراغهم، وتوجيههم إلى الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية والعلمية والرياضية.
وأيضا المساهمة في التنمية الشخصية والاجتماعية والروحية للشباب، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم.
ووفقا لآخر الأرقام المعلنة من قبل الوزارة عام 2020، وصل عدد المراكز الشبابية في تركيا إلى 380، ووصل عدد الأعضاء الشباب فيها إلى مليونين و388 ألفا و731 شخص.
وتمتلك المراكز الشبابية موقعا خاصا بها حسب توزيعها في كل ولاية، وتعلن عبره أبرز الدورات والفعاليات والأنشطة المطروحة لأعضائها.
ما يميز المراكز الشبابية في تركيا، أنها لا تقتصر على الشباب الأتراك، بل تفتح أبوابها لكل الطلبة والشباب الأجانب.
وإن صح التعبير فهي أول مكان يمكن أن يقصده الطالب لكسر حالة الجمود خلال المرحلة الأولى من حياته الجامعية.
في هذا التقرير سنتعرف على مميزات وخدمات المراكز الشبابية في تركيا وكيفية الاستفادة منها بالنسبة للطلبة الأجانب والعرب.
أكاديميات المراكز الشبابية في تركيا
تتضمن الأكاديميات تنظيم وتنفيذ ورش عمل نظرية تبرز فيها روح الفريق والمشاركة النشطة في جميع مجالات الحياة.
إذ يجري إثراء البعد النظري في ورش العمل هذه من خلال استخدام أساليب تطبيقية مختلفة، وخاصة تقنيات التعليم غير النظامي، وباستخدام طريقة تمكن الشباب من استخدام المعرفة في الحياة.
إذ لا تعقد ورش العمل بطريقة السرد المباشر التقليدية أو الاستماع في المراكز الشبابية في تركيا.
وتقوم فلسفة الأكاديميات، على ضرورة إجراء ورش عمل يشارك فيها الشباب بنشاط، ويكون طرح الأسئلة في المقدمة.
ويمكن لكل شاب التعبير عن أفكاره بسهولة، وتُطور طرق مختلفة للتفكير في هذا المجال.
أنشطة أكاديميات المراكز الشبابية في تركيا
ورش القيم
تعقد ورش العمل هذه بهدف تعزيز القيم الوطنية والمعنوية، التي ورثها الشباب من الحضارة التركية القديمة حتى يومنا هذا، من خلال محاكاة أنماط العيش المختلفة للأمة التركية منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
ورش الدراسات الدينية
تعقد ورش عمل في هذا المجال، لتشجيع الشباب على القراءة والتعرف على الدين من المصادر الصحيحة وتطبيق ما تعلموه منه.
ورش الابتكار
تختص بعقد ورش عمل من شأنها أن تساهم في بناء المستقبل كأفراد رواد أعمال ومنفتحين على الابتكار ومتابعة التطورات العلمية وتلبية احتياجات العصر، من خلال توفير فرص جديدة للشباب تتعلق بالمجالات التي يحتاجونها.
ورش التنمية الذاتية والشخصية
إدراكا لما يريده الشباب في العالم النامي كل يوم، ودفع حدود قدراتهم وكفاءاتهم؛ تُنظم ورش عمل لتنمية الذات، حتى تكون فئة الشباب أكثر فاعلية في كل من الحياة الاجتماعية والتخطيط الوظيفي.
ورش العلوم الاجتماعية
تُعقد لتمكين الشباب من النظر إلى الحياة والمجتمع والتاريخ والفن من وجهات نظر مختلفة.
ورش اللغات
تماشيا مع رغبات واحتياجات الشباب، تُعقد ورش العمل بلغات مختلفة في مختلف المراكز الشبابية في تركيا.
وانطلاقا من فكرة "لغة واحدة هي شخص واحد، ولغتان هما شخصان"، تُعقد هذه الورش لتمكين الشباب من تطوير أنفسهم باستخدام لغات مختلفة.
الشيء الرئيسي في هذه الورش ليس تعليم القواعد اللغوية، ولكن تعزيز مهارة التحدث اليومية للغة التي يهتم بها الشباب.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه الورش تستهدف استجلاب الطلبة الأجانب لتبادل المعرفة اللغوية مع أقرانهم الأتراك.
ورش الفنون الجميلة
في أكثر الأعمار عطاء وإنتاجية للشباب، تُعقد ورش عمل في المراكز الشبابية في تركيا، للسماح لهم بتجربة وحدة الجسد والقلب من خلال ورش عمل مؤهلة ومركزة في جميع مجالات الفنون الجميلة.
ورش الحياة الصحية والرياضة
نظرا للحاجة إلى تربية أجيال صحية قوية لتركيا، تُشجع فئة الشباب المنضمة للمراكز الشبابية في تركيا على المشاركة في ورش عمل حول الحياة الصحية والرياضة.
أندية المراكز الشبابية في تركيا
تعمل أندية المراكز الشبابية في تركيا، بضمانة أن يقوم الشباب التركي بتصميم وتخطيط وتنفيذ جميع أنواع الأنشطة التي يمكنهم التعبير عن أنفسهم فيها وفقا لاهتماماتهم وخصائص المنطقة التي يعملون فيها.
وقد حُددت 5 أندية للمراكز الشبابية في تركيا من خلال تصنيف أُجري وفقا لمصالح واهتمامات عامة الشباب.
جوهر نوادي المراكز الشبابية في تركيا، هو أنها توفر الفرصة للشباب الذين أدركوا أو يواصلون تحقيق تطورهم النظري والمعرفي من خلال ورش العمل في مراكز الشباب، لمشاركة أعمالهم مع البيئة المحيطة والمجتمع والتعبير عن أنفسهم.
وهذا يشمل الحفلات الموسيقية والمعارض والعروض والألعاب والمسابقات والمناقشات والتجول في الطبيعة والأنشطة التطوعية ومراجعات قراءة الكتب والمؤتمرات والندوات وما إلى ذلك، اعتمادا على المجال الذي يجري فيه الشباب ورش عمل.
وهكذا تساهم المراكز الشبابية في تركيا في التنمية الشخصية والاجتماعية والروحية لفئة الشباب.
ولذلك، فإن الأندية هي مجالات التطبيق لما يجري تعلمه في ورش العمل.
وتُخطط وتصمم وتنفذ هذه الأنشطة من قبل الشباب أنفسهم، وهم متطوعون ويهتمون في هذه المجالات المختلفة، بتوجيه من مسؤولي المراكز الشبابية في تركيا.
كما تُنظم جميع هذه الأعمال والعمليات المتعلقة بهذه المجالات في كل ناد بتوجيه من قادة الشباب في المراكز بمساعدة المتطوعين.
ويتكون أعضاء كل ناد من الشباب المستعدين لتخطيط وتنظيم الأنشطة والفعاليات التطوعية المتعلقة بمجال هذا النادي.
أقسام أندية المراكز الشبابية في تركيا
نادي الأنشطة الاجتماعية والثقافية
يعمل على الوصول إلى جميع الشباب الذين لا يستطيعون الوصول إلى المراكز الشبابية في تركيا، وتمكين الجميع من الاستفادة من الأنشطة والفعاليات؛ وتحقيق الأنشطة التطوعية مع الشباب وزيادة الوعي بالتطوع في المجتمع.
كما يعمل على تنمية عادات القراءة والتفكير النقدي ومهارات التعبير عن الذات بين الشباب.
ويعمل على تخطيط وتنفيذ العديد من الدراسات الميدانية بانتظام، والتي تُركز على أولويات المجتمع والتاريخ والحضارة.
نادي الفنون الجميلة
يقوم على تخطيط وتنفيذ برامج مختلفة بانتظام بحيث يمكن للشباب الذين يرغبون في التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، مشاركة ما يقولونه عن أنفسهم وعن الحياة مع المجتمع باستخدام لغة فنية وجمالية.
نادي العلوم والتكنولوجيا
من خلال متابعة التطورات في العلوم والتكنولوجيا عن كثب، يهدف هذا النادي إلى دعم مشاركة الشباب بانتظام في البرامج والمسابقات والدراسات التي تعزز الإنتاجية وتدفعهم للإبداع والابتكار بدلا من ثقافة الاستهلاك.
نادي الحياة الصحية والرياضة
يقوم على تخطيط وتنفيذ برامج مختلفة بانتظام للشباب لمعرفة أن الحياة المعيشية تمر بفعالية من خلال الصحة البدنية والعقلية، وتركيز النشاط في الحياة وكذلك التغذية الصحية.
نادي التطوع
يهدف إلى دفع الشباب نحو تخطيط وتنفيذ جميع أنواع الأنشطة التي يمكن القيام بها في المراكز الشبابية في تركيا، إيمانا منهم بأنها الصواب من أجل تحقيق صالح المجتمع، دون توقع أي عائد مالي.
جميع الأنشطة التي تُنفذ في المراكز الشبابية في تركيا هي أنشطة وقائية، ستمكن الشباب من قضاء وقت ممتع ومفيد، وبالتالي الابتعاد عن جميع أنواع العادات الضارة والسيئة.
بالإضافة إلى ذلك، تُنظم الندوات والمؤتمرات وأنشطة العرض من قبل الخبراء من أجل توعية الشباب والعائلات والمجتمع.
كيف يستفيد الطلبة الأجانب من المراكز الشبابية في تركيا؟
مع ازدياد أعداد الطلبة الأجانب في السنوات الأخيرة في تركيا، تستهدف المراكز الشبابية الطلبة الأجانب وتوليهم عناية فائقة.
ومن الأنشطة المعتادة للقائمين على المراكز الشبابية، زيارة معاهد تعليم اللغة التركية "TÖMER" مع بدء كل عام دراسي، ودعوة الطلبة هناك للانتساب إليها مبكرا، مع التعريف بأنشطة وفعاليات المراكز الشبابية.
وتمثل العضوية في هذه المراكز، فرصة مواتية للطالب الأجنبي للتعرف على أقرانه الأتراك وتقوية اللغة التركية لديه كفائدة أول.
بالإضافة إلى التسجيل في عشرات ورش العمل والدورات التدريبية المفيدة لحياته العملية والعلمية.
أيضا تتيح بعض المراكز الشبابية قاعة لعرض أفلام السينما بشكل أسبوعي، وتوفر كذلك خدمة غسيل الملابس بأجر رمزي.
كما ترعى المراكز الشبابية اجتماعات الطلبة الأجانب في صالوناتها وتقدم لهم الدعم اللازم لتنظيم الفعاليات المختلفة بالتنسيق مع الجهات الرسمية التركية في الولاية كالبلدية والوالي والجمعيات الطلابية.
ناهيك عن عشرات ومئات الأنشطة المنظمة التي يمكن للطالب الأجنبي المشاركة فيها أسوة بالشباب التركي.
وكذلك تنظيم الرحلات الترفيهية والنزه داخل المدينة وخارجها، وتوفير قاعات دراسية تضمن الهدوء للراغبين في الدراسة على مدار العام.