تبرز بعض العادات المشتركة بين العرب والأتراك في العديد من المواقف والتفاصيل في الحياة اليومية وفي مناسبات معينة.
ويرجع هذا التقارب إلى فترة الحكم العثماني للبلاد العربية، والتي سمحت للشعوب بالاندماج بشكل أكبر مما أدى إلى تقارب ثقافي حقيقي بينها.
وهو ما نجد بصماته حاضرة في العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين التركي والعربي بشكل واضح.
ومع الانفتاح الثقافي التركي على الشعوب الأخرى خلال السنوات الأخيرة والذي نتج عنه فتح باب السياحة والاستثمار والدراسة والإقامة للأجانب من جميع أنحاء العالم ولاسيما العرب، اتضحت معالم هذه العادات المشتركة بين العرب والأتراك.
نستعرض لكم في هذا التقرير بعضا من العادات المشتركة بين العرب والأتراك:
الشاي.. أحد أبرز العادات المشتركة بين العرب والأتراك
على الرغم من أن شهرة الشاي التركي عالميا تفوقت بكثير على نظيره العربي، فهو لا يزال أحد أوجه التشابه الثقافي بين الشعب التركي والعربي.
فكما يعتبر الأتراك الشاي مشروبهم القومي المفضل، لا تخلو موائد البيوت العربية من الشاي كذلك.
ولعل شهرة الشاي التركي تأتي من كون تركيا إحدى أكبر الدول المصدرة للشاي في العالم.
فبحسب هيئة الإحصاءات التركية، بلغ حجم صادرات الشاي التركي في الأشهر الـ 11 الأولى من العام 2022، نحو 5 آلاف و207 أطنان، بعائدات تُقدر بأكثر من 19 مليون دولار.
كما وصلت صادرات تركيا من الشاي إلى 110 دول حول العالم في الفترة نفسها، وهو ما عزز أن شربه بشكل مفرط واحدة من أبرز العادات المشتركة بين العرب والأتراك.
وعلى الرغم من وجود الشاي كرمز ثابت للثقافتين العربية والتركية، فإن طريقة تحضيره وتقديمه تختلف لدى الشعبين.
يُقدم الشاي التركي في كؤوس زجاجية رفيعة وصغيرة الحجم للمحافظة على شربه ساخنا بشكل مستمر، على عكس الشاي العربي الذي يُقدم في كؤوس كبيرة في كناية عن احترام الضيف وتقديره.
وبينما يعتمد الأتراك عند تحضير الشاي على تخميره لمدة كافية، يعتمد العرب على الغلي في عملية تجهيزه.
الحلويات.. أطباق عديدة تمثل العادات المشتركة بين العرب والأتراك
يبدع الأتراك كما العرب في صنع الحلويات وطريقة تقديمها، وتتشابه الكثير من أنواعها وعادات وطرق تقديمها بين الشعبين.
فهي جزء أساسي يرافق فنجان القهوة التركي والعربي، وتعتبر من أساسيات المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى، وجزءا لا يتجزأ من حفلات الخطوبة والزواج وغيرها من المناسبات.
وبحسب رئيس مجلس إدارة شركة كومبا للبقلاوة علي داغدلين، تُصدر البقلاوة التركية إلى ما يقرب من 60 دولة في مناطق جغرافية مختلفة من العالم.
وتأتي البقلاوة والكنافة كدليل على التقارب الثقافي بين المطبخ التركي والعربي وإن كانت طريقة تحضيرهم مختلفة نوعا ما.
ففي حين يقدم الأتراك كنافة هاتاي وأنطاكيا على كل شيء، يتفاخر العرب بالكنافة النابلسية.
الأزياء والملابس
تقاليد اللبس بين العرب والأتراك تشهد تشابها ملحوظا خاصة في التصاميم الحديثة.
ولعبت الثقافة القريبة لكل من تركيا والبلاد العربية دروا كبيرا في توحيد نمط الملابس والأزياء لديهم.
وساهم هذا التقارب في زيادة كبيرة شهدتها صادرات قطاع الملابس الجاهزة التركية، والتي بلغت 126 مليار دولار في الأشهر الـ 6 الأولى للعام 2022 بنسبة زيادة بلغت 20% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2021.
وانعكس تفضيل الزبائن العرب للملابس التركية عن غيرها بشكل إيجابي على الأسواق العربية، لاسيما مع انخفاض أسعارها وارتفاع جودتها مقارنة بالملابس الأوروبية والصينية.
وهو ما جعل التجار العرب يتوافدون إلى أسواق بيع الجملة في مدينة إسطنبول وغيرها من المدن التركية لشراء ونقل الملابس التركية إلى الأسواق العربية.
الخطوبة والزفاف
تختلف عادات وتقاليد الشعوب بحسب الثقافة التي اكتسبتها ونمت عليها.
إلا أن عادات الخطوبة والزفاف لدى الشعب التركي والشعوب العربية تتشابه في بعض التفاصيل التي تعد مهمة لديهما.
ولعل إحضار أهل العريس باقة ورد أو هدية صغيرة لأهل العروس عند زيارتهم لطلب يد الفتاة تعتبر إحدى العادات المشتركة بين الشعبين في الخطوبة.
أما عن العادات المشتركة بين العرب والأتراك في تفاصيل حفل الزفاف، فتأتي طريقة تقديم الهدايا للعروسين يوم زفافهما نموذجا لذلك، إذ تكون إما مبلغا من المال أو قطعة من الذهب تمنح للعروس على مرأى جميع الحاضرين.
كما يعتبر يوم الحناء الذي يسبق حفلة الزفاف ويعتبر مقدسا لدى العديد من العائلات التركية والعربية عادة مشتركة مهمة بين الشعبين.
مشاركة الطعام
بالرغم من اختلاف نوع الطعام الذي يتشاركه الأتراك بين بعضهم عن الأصناف التي يتشاركها العرب، فإن العادة تعتبر واحدة من أبرز العادات المشتركة بين العرب والأتراك.
يتبادل الأتراك أطباق الطعام المتنوعة وعلى وجه الخصوص المعجنات والبوريك التي تكون عادة على مائدة الإفطار أو في السهرات المسائية.
بينما يتبادل العرب ما لذ وطاب من الطبخ المنزلي الذي يصنع لمائدة الغداء.
تنتشر هذه العادة في الحارات الشعبية بشكل كبير وعلى مدار شهور السنة.
إلا أنها تظهر بوضوح في شهر رمضان، إذ تبدع العائلات في صنع الأطباق الشهية وتبادلها مع التمنيات بإفطار صحي وشهي.
عادات رمضانية
تتعدد العادات المشتركة بين العرب والأتراك في شهر رمضان، ويمكن ذكر ما هو أساسي منها كالتالي:
- الفرح باستقبال شهر رمضان بالزينة وتبادل التهاني وجها لوجه أو عن طريق الرسائل النصية على الجوال أو مشاركة الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
- موائد الإفطار الجماعية في الأماكن العامة كساحات المساجد.
- العزائم ولم شمل العائلة على مائدة إفطار واحدة.
- دعوة الأصدقاء والأحباب ومشاركتهم الإفطار.
- الحلويات المميزة بشهر رمضان: تبرز البقلاوة في سهرات الأتراك الرمضانية كما يبرز القطايف في العديد من الدول العربية.
- كثرة المشروبات والعصائر وتنوعها على مائدة الإفطار.
- المخبوزات والمعجنات الخاصة بشهر رمضان مثل خبز "بيدة" لدى الأتراك، والمعروك لدى بعض الشعوب العربية.
- مظاهر قديمة مثل المسحراتي ومدفع رمضان.