روح إسطنبول العتيقة.. تاريخ أسكودار وأماكنها السياحية

تُعرف أسكودار الواقعة في الجزء الآسيوي من إسطنبول على أنها أرض التقاليد الإسلامية التركية الأناضولية، إذ دخلها الإسلام في مرحلة مبكرة جدا مقارنة بأجزاء القسطنطينية الأخرى.

ويذكر الرحالة الشهير أوليا جلبي الذي عاش في القرن السابع عشر أن هناك 70 حيا إسلاميا في أسكودار، هاجر جزء كبير من أهلها إلى الأناضول، باستثناء عدد قليل منهم.

كما تعتبر أسكودار وجهة سياحية جذبت كل من زار مدينة إسطنبول، وساعدت شبكة المواصلات المتنوعة المتصلة بها على وصول أكبر عدد من السياح والمقيمين إليها، لاسيما أولئك الذين يرغبون بالاستمتاع بالمناظر الساحلية الخلابة.

أصل تسمية أسكودار

تعود تسميتها بهذا الاسم إلى العصور القديمة، إذ كانت تسمى هريسوبوليس، وهي كلمة تعني "المدينة الذهبية".

وسبب تسميتها بالمدينة الذهبية هو أن الفرس عملوا على تزيينها بغنائم ربحوها في الحروب التي انتصروا فيها في الأناضول وشبه الجزيرة اليونانية.

وترجع بعض الروايات سبب تسميتها بهذا الاسم إلى كونها تبدو ذهبية للناظر إليها عند غروب الشمس.

وكانت تسمى أيضا سكوتاري، وكلمة Skutarium في الآثار التاريخية تعني "مدينة الدرع".

موقع أسكودار استراتيجي

تعد أسكودار ضاحية كبيرة من ضواحي القسطنطينية بمساجدها القديمة الجميلة وشوارعها الملتوية وبيوتها الخشبية الصغيرة التي تضفي عليها طابعا شرقيا.

كانت أسكودار حتى قرن مضى المحطة النهائية للقوافل القادمة من آسيا الصغرى، والتي يجري عن طريقها نقل كنوز الشرق إلى القسطنطينية.

وكانت أيضا إلى عهد قريب نقطة انطلاق قوافل الحج السنوية المتجهة للأراضي المقدسة.

أسكودار، بموقعها الاستثنائي عند شبه الجزيرة التاريخية، سهلت النقل بين آسيا الصغرى وأوروبا لتصبح مركز جذب دائم، مما أدى إلى غزوها مرات عديدة ووقوعها تحت سيطرة قوات مختلفة.

بعد بناء خط السكة الحديد في نهاية القرن التاسع عشر، اتصلت المنطقة بالعالم بشكل مباشر، وأصبحت مركزا تجاريا مهما.

وأصبحت أيضا نقطة انطلاق التجارة مع إيران وأرمينيا حيث تجتمع فيها القوافل التجارية.

على الرغم من ذلك، استطاعت أن تحتفظ بطابعها ورونقها الخاص الذي يتسم بالهدوء والرقي.

وتقع أسكودار على امتداد مضيق البوسفور، وتحيط بها منطقة كاديكوي وعمرانية وبيكوز.

أحياء أسكودار

تحظى أسكودار بشهرة دولية واسعة نظرا لكونها إحدى أهم الوجهات السياحية التي يقصدها زوار مدينة إسطنبول.

توفر للزوار إطلالة ساحرة على البوسفور وبرج الفتاة، بالإضافة إلى العديد من المعالم السياحية والتاريخية الأخرى في المنطقة.

تضم محطات مواصلات برية وبحرية، توفر لساكنيها وزائريها فرصة التنقل براحة ومتعة.

تحتضن العديد من الأحياء مثل:

أجي بادم Acıbadem Mahallesi
آلتن زاده Altunizade Mahallesi
بارباروس Barbaros Mahallesi
بولغورلو Bulgurlu Mahallesi
برهانية Burhaniye Mahallesi
بيلاربي Beylerbeyi Mahallesi
فراح Ferah Mahallesi

أسكودار ترحب بزائري اسطنبول

عندما تدخل هذه المنطقة التي تعتبر واحدة من معالم مدينة إسطنبول، يرحب بك برج الفتاة الأنيق الذي تحاك حوله الكثير من الأساطير، والذي يعد أحد رموز الحي.

وعند وصولك إلى الشاطئ يرحب بك جامع مهرماه سلطان، والذي يعتبر أحد مفاخر المعمار سنان. وعلى بعد أمتار تقابلك نافورة السلطان أحمد البديعة.

وتوجد بها مقبرة كاراجا أحمد، أقدم وأكبر مقبرة إسلامية في إسطنبول. الجوامع فيها كثيرة وتمتاز المنطقة بمقاهيها المميزة وحدائقها الغناء، وهي متنفس جميل لأهل إسطنبول.

تميزها القصور البديعة المطلة على البحر، عوضا عن شوارعها المزينة بالمنازل الخشبية الجميلة ذات النوافذ الكبيرة والبساتين والأسواق والحمامات والمساجد والكنائس والمعابد.

إرث تاريخي حي في اسكودار

قصر بيلار بي — أسكودار وجهة سياحية جذبت كل من زار مدينة إسطنبول

تمتاز أسكودار اليوم بحدائقها الفسيحة ذات الإطلالة الجميلة وقصورها التاريخية الساحرة.

فالزائر لأسكودار لا يمكن أن يفوت فرصة زيارة بعض هذه الحدائق البديعة مثل حديقة فتحي باشا وحديقة نقاش تبه وغيرهما من الحدائق المنتشرة في أرجاء الحي.

وتضم أيضا بعض القصور التاريخية التي لا تفوت فرصة زيارتها مثل قصر عديلة سلطان وقصر بيلر بي.

لا تزال المنطقة تحافظ على أجزاء مهمة من هوية مدينة إسطنبول إذ تنتشر فيها الكثير من الجوامع والكنائس التاريخية التي لا تزال قائمة حتى الآن.

ومن أبرزها جامع يني والدة وجامع مهرماه سلطان وإسكي والدة، كذلك كنائس الأرثدوكس والأرمن الأثرية بمنطقة كوزكنجك وما حولها.

حدائق وقصور ومولات في أسكودار

تضم هذه المنطقة الساحرة في الجانب الآسيوي من إسطنبول عددا من الحدائق والقصور التاريخية أبرزها:

قصر بيلار بي.
قصر عديلة سلطان.
حديقة نقاش تبه Nakkaştepe Millet Bahçesi.
حديقة أوتاغ تبه otağtepe fatih korusu.
مول إعمار ويضم 415 متجرا، و52 مطعما، وموقف سيارات يتسع لـ 4200 سيارة، ويوفر إطلالة ساحرة من شرفته الزجاجية العالية، بالإضافة إلى أنه يضم أكواريوم ومنطقة مخصصة للعب الأطفال.