تشتهر مدينة إسطنبول بأنها "مدينة المآذن" من كثرة المساجد فيها والمآذن الشاهقة التي يمكنك رؤيتها من أي مكان، حيث تحوي وحدها أكثر من 3600 مسجد.

وتشهد معظم المساجد الكبيرة والتاريخية في إسطنبول خلال شهر رمضان المبارك أجواء رمضانية عظيمة لا يمكن تفويتها.

ومن أبرز ما يمكن فعله عند زيارة تلك المساجد، أداء صلاة التراويح والاعتكاف وحضور ليلة القدر والإفطارات الجماعية بالإضافة إلى تجمع العائلات والأصدقاء في ساحات بعض مساجدها الواسعة التي تضم معظم المرافق وهي مهيأة لاستقبال الناس.

يقدم لكم فريق أوراق أبرز 10 مساجد عليكم زيارتها والصلاة فيها وحضور أجوائها الرمضانية خلال الشهر الكريم.

أشهر مساجد اسطنبول

تتزين معظم مساجد إسطنبول الكبيرة بـ"المحيا" العثمانية في شهر رمضان منذ 450 عاما.

والمحيا عبارة عن لافتات ضوئية يجري تعليقها بين مآذن المساجد حيث تعرض آيات قرآنية وأحاديث ومواعظ وعبارات ترحيبية بشهر رمضان.

مسجد السلطان أحمد "المسجد الأزرق" Sultanahmet Camii

بناه السلطان أحمد الأول بين عامي 1609 و1617، ويعد واحدا من أكبر مساجد إسطنبول وأشهرها.

يطلق الأوروبيون على المسجد المتواجد في ساحة السلطان أحمد اسم المسجد الأزرق لأنه مزين ببلاط إزنيق الأزرق والأخضر والأبيض، ولأن قبابه النصفية والجزء الداخلي من قبته الكبيرة مزينة أيضا بأعمال مرسومة باليد يغلب عليها اللون الأزرق.

يضم المسجد 6 مآذن، وهو أحد المساجد التي تستقطب أكبر عدد من السياح في إسطنبول لما يتميز به من مساحة واسعة وحديقة كبيرة خارجه بالإضافة إلى مكان خارج أسواره يطل عليه ويجتمع السياح فيه لالتقاط صور تذكارية معه.

ويكون المسجد في شهر رمضان عادة ممتلئا بالمصلين، ويشهد أجواء روحانية طوال اليوم من جلسات الذكر وقراءة القرآن وصلاة التراويح.

مسجد آيا صوفيا -الكنيسة والمتحف سابقا- Ayasofya Camii

جامع آيا صوفيا عُرف في العصر العُثماني باسم الجامع الكبير الشريف لآيا صوفيا، وكان في العصر البيزنطي يُسمى كنيسة آيا صوفيا، التي تعني كنيسة الحكمة الإلهيّة، وهو مبنى تاريخي للعبادة، يقع على الضفة الأوروبيَّة في مدينة إسطنبول مقابل مسجد السلطان أحمد.

أُنشئ في العصر البيزنطي ليكون كاتدرائيةً للبطريركية المسيحية الأرثوذكسية، ثم تحول إلى كاتدرائية رومانية كاثوليكية.

وبعد فتح القسطنطينية تحول إلى مسجد عثماني، وبعد قيام الجمهورية التركية تحول إلى متحف.

وفي يوليو/تموز 2020 أُعلن عن إعادته مسجدا بعد إصدار حُكم المحكمة الإدارية العليا بتركيا بذلك.

وشهد آيا صوفيا بعد تحويله مسجدا أول صلاة تراويح العام الماضي بعد 88 عاما من انقطاع الصلاة فيه، وشهد المسجد إقبالا كبيرا من المصلين خلال أيام الشهر الفضيل وتحديدا في صلاة العشاء والتراويح.

مسجد أيوب سلطان Eyüp Sultan Camii

بنى المسجد السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينة تكريما للصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري، ويقع في الجانب الأوروبي لمدينة إسطنبول بالقرب من منطقة القرن الذهبي.

بني مسجد السلطان أيوب عام 1459، ويضم في مجمعه الخارجي ضريح الصحابي أبو أيوب الأنصاري

ويعتبر هذا المكان المقدس هو أحد الأماكن الأكثر زيارة خلال شهر رمضان، ويزور عدد كبير من المسلمين القبر بشكل متكرر خلال الشهر المبارك، وهو أشهر مساجد إسطنبول التي تمتلئ بالمصلين في صلاة الفجر.

ويستقبل المسجد والضريح اللذان يجري تنظيفهما بماء الورد كل يوم، الضيوف في جميع ساعات النهار خلال شهر رمضان.

مسجد السليمانية Süleymaniye Camii

بناه بين عامي 1550-1557 المهندس المعماري العثماني الشهير المعمار سنان، بناءً على طلب السلطان سليمان القانوني.

ويقع المسجد الذي يتوافد إليه المصلون خلال شهر رمضان بأعداد كبيرة، على التلة الثالثة من تلال إسطنبول السبعة في قلب مجمع السليمانية الذي يتكون من مقبرة ومكتبة و4 مدارس ودكاكين وحمّامات ومدرسة قرآنية وضريح المهندس المعماري سنان.

ولمسجد السليمانية أهمية كبيرة باعتباره أحد المباني التي تعكس أفضل وجه للعمارة العثمانية.

مسجد الفاتح Fatih Camii

شُيد مسجد الفاتح في عهد الدولة العثمانية، ويوجد في منطقة الفاتح، ويعد مثالا عظيما على فن العمارة الإسلامية التركية في إسطنبول.

يمثل المسجد مرحلة مهمة من تطور فن العمارة التركية القديمة، وقد سمي هذا المسجد على اسم السلطان محمد الفاتح، السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية عام 1453.

وجرى ترميم المسجد عدة مرات بسبب العديد من الكوارث منذ أن بني لأول مرة في عام 1469.

ويقع مسجد الفاتح في موقع مركزي للغاية بمدينة إسطنبول يجعل كل من يزورها يذهب إلى الصلاة فيه، وخاصة خلال شهر رمضان.

وبالنسبة للزائر العربي سيشعر في ذلك المسجد بالأجواء العربية التي اعتاد على مشاهدتها في بلاده في شهر رمضان بسبب كثرة السكان العرب والمحال العربية في تلك المنطقة.

مسجد تشامليجا Çamlıca Camii

جامع تشامليجا هو واحد من أكبر المساجد في تركيا والأكبر في إسطنبول، ويقع في منطقة أسكودار في الجانب الآسيوي من المدينة.

استغرق بناء المسجد حوالي 6 سنوات، حيث بدأت عمليات بنائه عام 2013، على أعلى قمة في مدينة إسطنبول على طراز الهندسة المعمارية العثمانية الكلاسيكية، ويعتليه 6 مآذن 4 منها بطول 107 أمتار واثنتان بطول 90 مترا، ويبلغ ارتفاع قبته 72 مترا وقطرها 34 مترا.

وأقيم المسجد على مساحة 15 ألف متر مربع ويتسع لـ63 ألف مصل في وقت واحد، كما يضم متحفا للآثار الإسلامية التركية ومكتبة ومعرضا للفنون.

وأصبح مسجد تشامليجا أحد أكثر المساجد زيارة بعد افتتاحه، ويحتوي على حدائق حوله بمساحة 30 دونما، ليستمتع الزائرون بإطلالتها كونها تشرف على الشطرين الآسيوي والأوروبي للمدينة بالإضافة إلى جزء من بحر مرمرة.

مسجد بايزيد Bayezid Camii

يُعد جامع بايزيد واحدا من أكبر المساجد الأثرية الموجودة في مدينة إسطنبول، ويتميز بموقعه الخاص في أشهر مناطق الجانب الأوروبي من المدينة بجوار جامعة إسطنبول، حيث سميت الساحة القريبة باسمه، فصارت ساحة بايزيد.

وشُيّد المسجد بأمر من السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان الفاتح محمد الثاني، في عام 1505، وجرى تصميمه على النسق البيزنطي، مع محافظته على سمات المساجد الإسلامية العريقة.

ويوجد في المسجد نافورة وسط الفناء الرخامي له، وهو جزء من المجمع الذي كان مركز التنشئة الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت.

يضم مطبخ لصنع الطعام من أجل الفقراء، كذلك يضم مدرسة ابتدائية، ومستشفى خيري، ومدرسة دينية، وحمام وخان.

والخانات الموجودة داخل مجمع بايزيد تعمل كمكتبة حكومية، فإذا كنت مهتما بقراءة الكتب، يمكنك التجول بين أرجائها والبحث عما يناسبك منها.

مسجد أورتاكوي Ortaköy Camii

يقع جامع أورتاكوي، المعروف أيضا باسم مسجد مجيدية الكبير، وأحد مساجد إسطنبول المطلة على مضيق البوسفور، في أحد أشهر الأماكن في منطقة بشيكتاش.

وبني المسجد على طراز معماري فريد يخطف الأنظار بمجرد مشاهدته، وهو علامة مميزة في مدينة إسطنبول بسبب إطلالته الساحرة.

ويعتبر المسجد مكان اجتماع لكثير من الناس بسبب تواجده في منطقة سياحية، وهو مكان أيضا لتجمع المصلين خلال شهر رمضان.

جامع دولمة بهجة Dolmabahçe camii

جامع دولما بهجة يقع في منطقة بشكتاش ويطل على مضيق البوسفور، أمرت ببنائه والدة السلطان عبد المجيد السلطانة "بازمي العالم".

وفي الفترة التي كانت أعمال بناء مسجد أورتاكوي مستمرة، أمر السلطان عبد المجيد مهندسه بايلان باستكمال بناء المسجد الذي يقع قرب قصر دولما بهجة في كاباتاش بالشق الأوروبي من مدينة إسطنبول.

وافتتح المسجد الذي عُرف أيضاً باسم "مسجد والدة السلطان" عام 1855.

ويشبه المسجد إلى حد كبير الطراز الذي بني به جامع أورتاكوي، خاصة أنه بني في نفس الفترة وعلى يد نفس المهندس.

مسجد شاهزاده (Şehzade Camii)

يقع مسجد شاهزاده على قمة هضبة في الفاتح، في المنطقة التي تطل على شبه جزيرة إسطنبول التاريخية.

وأمر السلطان سليمان القانوني ببناء مسجد ضخم تخليداً لذكرى ابنه الشاهزاده محمد الذي توفي بعمر21 عاما، فبُني بين 1544 و1548.

وبنى المسجد المهندس العثماني الشهير المعمار سنان، وفيه حديقة تضم قبر شاهزاده محمد، ويوجد به مدرسة ومستوصف، ويزينه الكثير من النقوش التاريخية.