تستضيف تركيا على أراضيها ملايين العرب الذين شكّلوا مجتمعات ثقافية وأدبية على مدار السنوات الماضية من الضيافة التركية لهم، وانعكس ذلك من خلال معارض الكتاب التي تعددت دوراتها واتسعت رقعتها.
وكونها بلد سياحي، تستقطب تركيا العرب في فصول السنة كلها، ما يعطي للمعارض أهمية أيضا.
كما تلبي المعارض حاجة العرب الموجودين في تركيا، من سوريا ومصر وليبيا واليمن والسودان وغيرها من الدول، حيث إن معظم هؤلاء متشوقون للكتاب.
أبرز معارض الكتاب في تركيا
في تركيا هناك عدد من المعارض للكتاب العربي نتعرف عليها في التقرير التالي الذي أعده موقع أوراق تركيا.
معرض إسطنبول للكتاب
تضم إسطنبول العدد الأكبر من العرب لذلك بات معرض إسطنبول للكتاب العربي حدثا سنويا ينتظره أبناء الجالية العربية المقيمة في تركيا، للتزود من الكتب العربية التي تأتي من أكثر من عشرين دولة، كما ينتظره الأتراك المحبين لتعلم العربية وقراءة الكتب المتنوعة.
وعادة ما يحوي آلاف العناوين، إضافة إلى فعاليات ثقافية متنوعة من محاضرات وندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية ونشاطات فنية.
وعلى هامش المعرض، تقام عشرات المحاضرات والفعاليات التي تشمل مواضيع متنوعة في الأدب والثقافة والسياسة والاقتصاد يلقيها محاضرون مشاركون في المعرض.
كما أن الجامعات التركية ممثلة باتحادات الطلبة، تشارك في المعرض بمشاريع تشمل ورشات فنية وخدمات للطلاب الجدد تحت اسم نادي الجامعات.
تنظيم معرض إسطنبول للكتاب
بدأ تنظيم المعرض قبل 8 سنوات بمساحة 400 متر فقط ضمن معرض الكتاب التركي، وبمشاركة 30 ناشرا فقط، ولكن مساحة النسخة الأخيرة منه تبلغ 10 آلاف متر، وبمشاركة أكثر من 28 دولة.
وبحسب برنامج المعرض فإنه يحوي ركنا خاصا للأطفال، وركنا للأنشطة العلمية للشباب، وآخر للخط العربي، وأقساما مختلفة للأنشطة والفعاليات وحقوق الملكية والمؤسسات التعليمية والإعلامية، إضافة إلى قسم المحاضرات والندوات.
كما يضم زاوية مخصصة للغتين العربية والتركية لغير الناطقين بهما، وقسم المدارس الدولية، وقسم الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.
موعد ومنظمو معرض إسطنبول للكتاب العربي
المعرض يقام بتنظيم الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا، ويمتد لأكثر من أسبوع ويجري مطلع أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
المعرض يأتي بالتنسيق مع جمعية واتحاد الناشرين الأتراك، وبمشاركة أكثر من 250 دار نشر.
وإضافة للجهات المنظمة ترعى غرفة إسطنبول التجارية ووزارة الثقافة التركية وولاية إسطنبول المعرض، وبشراكة إعلامية مع وكالة الأناضول للأنباء.
المعرض الرمضاني للكتاب في إسطنبول
وفق القائمين على هذا المعرض فإنه يشكل تظاهرة تجري كل عام بشهر رمضان المبارك، وقد وصلت في نسختها الأخيرة إلى الدورة رقم 40.
هذا المعرض يجري بمشاركة كتب تركية وعربية ودور نشر عديدة تلتقي بالزائرين خلال أيام الشهر المبارك.
المعرض يفتتح أبوابه في باحة جامع الفاتح في قلب مدينة إسطنبول، ويقصده الزائرون والمصلون والصائمون كل يوم بشكل مكثف.
ويتزامن مع المعرض في جامع الفاتح معرض مماثل في جامع "تشاملجا" في الطرف الآسيوي من المدينة برعاية عدد كبير من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية.
كتب منوعة في المعرض الرمضاني لكتاب في إسطنبول
وتبرز كتب عديدة ومنوعة في المعرض منها كتب في الدين والأدب والعلوم، ومختلف الاختصاصات المطلوبة، فتلبي حاجة الزوار بمختلف توجهاتهم وحاجاتهم.
وتتخذ كتب الأطفال أيضا مكانا بين الكتب المعروضة، منها كتب التعليم واكتساب اللغات، فضلا عن الكتب التربوية والمتعلقة بمعرفة الدين، وكتب تعليم اللغات ومنها اللغة العربية.
كما أن الكتاب العربي تبوأ مكانا له في المعرض بمشاركة عدة دور نشر عربية في تركيا من بينها دار نشر وسم، ومكتبة المناهل ودار القادري وغيرها.
ويعد تجاور الكتاب العربي والتركي من أبرز ملامح المعرض الذي يجسد التلاقي التركي العربي في تركيا، وهذا اللقاء الثقافي الفريد من نوعه مهم بالنسبة لتبادل الثقافات وتعلم اللغات وخاصة لدى أبناء الجاليات العربية في تركيا.
تنظيم المعرض الرمضاني للكتاب في إسطنبول
تجتمع الكتب العربية والتركية متجاورة في المعرض الذي يقام داخل خيمة كبيرة وبتنظيم من وقف الديانة التركية ووقف المعارض، بمشاركة قرابة مئة دار نشر ومكتبة من بينهما دور نشر عربية.
ويستضيف معرض جامع الفاتح فعاليات مختلفة منها ندوات عديدة لكتاب ومفكرين ومثقفين تقام في أوقات مختلفة، داخل خيمة المعرض في مكان مخصص.
خيمة عائلية في المعرض الرمضاني للكتاب
وضمن ساحات جامع الفاتح القديمة أنشئت خيمة معرض الكتاب لتستقبل الزوار من جميع الفئات ومناسبة للعوائل ويزورها مختلف الأعمار من الصغار والكبار والرجل والنساء.
ونظرا لأن شهر رمضان يقترب كل عام من الشتاء، نصبت مدافئ كبيرة في الداخل من أجل توفير أجواء مناسبة في الأيام التي تشهد أمطارا وهواء باردا تناسب ظروف الفصل.
وداخل الخيمة خصص جزء صغير للنشاطات والفعاليات، فيما تراصفت دور النشر بجانب بعضها البعض لتعرض ما لديها من كتب مناسبة للزائرين وأيضا مناسبة للشهر الكريم.
واللافت إجراء زيارات للطلبة أيضا إلى الخيمة ضمن جميع الفئات والأعمار، فيما تشهد أوقات بعد الظهر وقبل الإفطار ونهاية الأسبوع حراكا مكثفا وزيارات لعدد كبير من عشاق الكتب.
تبرعات للمناطق المنكوبة بالزلازل في المعرض الرمضاني للكتاب
في العام 2023، حمل المعرض إضافة إلى الجانب الثقافي فكرة للتعاضد في شهر الصوم وخاصة مع المناطق المنكوبة جراء الزلازل التي ضربت الجنوب التركي في فبراير/شباط، حيث وضعت على بوابة المعرض لوحة تحث على التبرع وشراء الكتب للمتضررين بمناطق الزلازل.
وجاء في اللوحة "سنداوي الجروح سوية.. اشتري كتابا أيضا لأخيك، سيتم قبول التبرعات بالكتب للإخوة المتواجدين بمناطق الزلازل وتوصيلها إليهم عبر وقف الديانة التركية".
في افتتاح النسخة 40 منه قال رئيس شؤون الديانة في تركيا علي أرباش إنهم يبذلون الجهود من أجل نشر قراءة الكتاب، مضيفا أنهم يرغبون بأن ترتفع نسبة القراءة في البلاد، وخاصة في شريحة الشباب، "إذ كلما تمسك الشعب بالكتاب تقدم المجتمع وهو ما نسعد به".
معرض الكتاب في غازي عنتاب
يُعد معرض غازي عنتاب للكتاب امتدادا لمعرض إسطنبول، كونه أقيم بعد أن تكررت المطالب لإدارة معرض إسطنبول الدولي وجميعة ناشري الكتاب العربي لإطلاق معرض كتاب عربي في الجنوب التركي.
ويقام المعرض على مساحة ألفي متر بمشاركة أكثر من 100 دار نشر، إضافة إلى مراكز تعليمية ومؤسسات وشركات من عدة مدن تركية، ويتضمن عدة فعاليات وندوات وأنشطة وأمسيات شعرية وبرامج متعلقة بالأطفال.
وتمتد فعالية المعرض الذي تنظّمه "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي"، لنحو أسبوع من نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
وعادة ما تحضر شخصيات تركية مهمة هذا المعرض الذي شهد في نسخته الأولى حضورا من مستشار رئيس الجمهورية التركية، ياسين أقطاي، ومفتي غازي عنتاب، حسين حازارلار، إضافة إلى مسؤولين آخرين.
ويقول المنظمون لمعرض غازي عنتاب للكتاب عنه إنه فعالية مصغرة على غرار معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي الذي حقق نجاحاً مشهوداً في معظم دوراته.
وهو يشكل حالة من التفاعل بين قراء وجمهور الكتاب العربي في الجنوب التركي وفرصة لاستقطاب الجمهور العربي من العراق والشمال السوري.
كما تكمن أهمية معارض الكتب في كونها تأتي في وقت طغت يه وسائل التواصل الاجتماعي باستحواذها على معظم وقت مستخدميها، حيث يعتقد البعض أنها قد تعطي ذات النتاج الثقافي الذي يعطيه الكتاب.
وقد سبق وأن توقفت هذه المعارض لمدة عام تقريبا بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم خلال السنوات الماضية، لكن بمجرد تراجع أعداد الإصابات أُعيد تنظيمها ولاقت إقبالا واسعا من المهتمين.
