يعد السميت التركي وجبة شعبية لا غنى عنها في تركيا، إذ يعدها البعض وجبة إفطار سريعة يمكن شراؤها من عربات بيعها التي تنتشر في معظم شوارع تركيا وأزقتها.

يتناول الأتراك السميت عادة بشكل مباشر مع كوب من الشاي التركي الأسود، ويتفنن البعض بإضافة الجبن أو الشوكولا لها والاستمتاع بمذاق مختلف.

ولا يقتصر تناول السميت كوجبة إفطار في الصباح بل تراها تباع طازجة طوال ساعات اليوم، ويستمتع الباعة بالترويج لها بصوت عال في الأماكن المزدحمة.

يتميز السميت بشكله الدائري المرصع ببذور السمسم وأحيانا الكتان أو بذور عباد الشمس. وله نوعان؛ أحدهما أشبه بالكعك من حيث صلابته وطبيعة أكله، وآخر طري وهش سهل المضغ. وتتراوح أسعاره بحسب حجمه وتبدأ من 5 ليرات تركية.

والجدير بالذكر أن كل مدينة تركية تمتلك هوية خاصة في صناعة السميت؛ ففي بعض المدن تكون قطعة السميت كبيرة يتراوح قطرها بين 20 و25 سنتيمترا، وفي مدن أخرى يكون مجدولا ومحمصا بشكل جيد.

والسميت كلمة مشتقة من "السميد" وتعني "دقيق أبيض" باللغة العربية.

تاريخ السميت التركي

يعود تاريخ السميت إلى القرن الرابع عشر ميلادي، إذ نجح في تلك الفترة بأخذ مكانه في طاولات السلاطين ومطبخ القصر، بحسب ما ذكر موقع Milliyet التركي.

في تلك الحقبة كانت مستودعات الدقيق في القصر تسمى "سيميثان"، وكان مخبز السلطان يسمى مخبز السميت.

ومن الحقائق المعروفة في التاريخ أن خبز السميت قدمه السلاطين العثمانيين كهدايا للجنود بعد وجبة الإفطار في شهر رمضان، ما أضفى قيمة تاريخية كبيرة على هذه الوجبة الشعبية واعتبرت "ملكية"، بحسب موقع سيميت غين.

وفي رواية أخرى، يقول الباحث الفلسطيني أحمد مروات إن أصل السميت يعود لمدينة القدس، ويروي في حكايته أن أحد طباخي البلاط السلطاني العثماني حافظ مصطفى أفندي تعلم على يد خبير السميت الحاج محمد زلاطيمو في مدينة القدس عام 1862، لتصبح صناعة السميت فيما بعد إحدى أهم وأشهر المأكولات في القصور العثمانية وفي عموم تركيا. 

وفي تفاصيل الحكاية، يقول الباحث إنه منذ قدوم حافظ مصطفى أفندي لمدينة القدس كطباخ للجيش العثماني المقيم في مدينة القدس وبلاد الشام، تعرف على الحاج محمد زلاطيمو الذي كان يقوم بخبز الكعك الرقيق في مخبزه بجادة النصارى بمحاذاة كنيسة ألكسندر نيفيسكي وطريق كنيسة القيامة منذ سنة 1860.

تعلم الطباخ العثماني فيما بعد كيفية تحضير العجينة وصناعة السميت وأتقنها عام 1862وأصبح بعد ذلك صانع الحلويات في البلاط السلطاني في زمن السلطان عبد المجيد الثاني، وأسس متجرا، أصبح اليوم ماركة مسجلة في تركيا مميزة بمذاقها اللذيذ وشهرتها الواسعة وتنوع أصنافها. 

السميت التركي يصل للعالمية

​

تضم نيويورك ونيوجرسي وغيرها من مدن وبلدات الولايات المتحدة أفرانا محلية يصنع فيها مهاجرون أتوا من البلقان واليونان وأرمينيا وتركيا السميت لعملائهم المحليين.

وخلال العقد الماضي تخطت شعبية السميت حدود تركيا وباتت تباع بطريقة منظمة وبمذاقات متنوعة.

وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، افتتحت شركة سميت سراي الشهيرة مقهى في الجادة الخامسة الفاخرة في مدينة نيويورك.

وانتقلت الشركة في هذه الأثناء إلى مستوى آخر في تقديم خبز السميت إذ باتت تقدم أنواعا مختلفة مثل السميت بالقمح أو بالحبوب الكاملة ومع توابل متنوعة.

والجدير بالذكر أن افتتاح هذه الأفران الجديدة في نيويورك ونيو جيرسي شاع بشكل كبير على وسائل الإعلام، واكتسب أهمية كبيرة في معظم الفقرات والمقالات المتحدثة عن السميت تفسير ماهيته وتسمّيه بالباجل التركي.

تمتلك شركة سميت سراي اليوم فروعا في 22 دولة تقدم فيها شتى أنواع السميت التركي وتشهد إقبالا رائعا.

أسعار السيميت في تركيا

ارتفعت أسعار السيميت في عام 2023 مع ازدياد أسعار المواد المستخدمة في صنعه، مثل السمسم والدقيق.

وجرى تحديث الأسعار لجميع أصناف الخبز المعروضة للبيع في جميع أنحاء البلاد. والأسعار الجديدة المحددة تختلف أيضا حسب المحافظات.

وتم تحديث تعريفة سعر simit الحالية في أغلب مقاطعات تركيا، لتصبح 5 ليرات تركية في المدن الكبرى مثل إسطنبول وإزمير وغيرها. 

وتقول وسائل إعلام تركية إن السميت بات يباع في بعض مناطق إسطنبول مقابل 7.5 ليرة، وهي زيادة غير رسمية.

وذكر بائعو الخبز في الشوارع في ميدان تقسيم الشهير أنهم يواصلون بيعها مقابل 5 ليرات وأنهم يتوقعون ارتفاع الأسعار إلى 7.5 ليرات.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال مبيعات السيميت في بعض المدن والمناطق حوالي 4 ليرات تركية.