لطالما كانت الملابس والموضة هوس الكثير من الناس على مر العصور خاصة بالنسبة للسيدات، وتغيرت أزياء النساء في تركيا عاماً بعد آخر، فكانت متنوعة ومختلفة باختلاف المكان والزمان وطبيعة المناسبات.
وما يميز الأزياء في هذا الوقت تنوعها وتعددها لتناسب أوقات مختلفة في اليوم الواحد، فمثلاً هناك ملابس رسمية أو خاصة لأجل العمل، وأخرى للجامعة، وثالثة للتنزه، ورابعة للسهرات والمناسبات.
وبما أن تركيا من الدول المتميزة في صناعة الملابس والمصدرة لها، هناك العديد من العلامات التجارية التركية المفضلة لدى السيدات في مختلف أنحاء العالم، لكن كيف تغيّرت أزياء النساء في تركيا على مرّ العصور؟
أزياء النساء في تركيا قديماً
تميزت أزياء النساء في تركيا قديماً بعدة أمور أبرزها:
- استخدم الجلد والصوف المأخوذ من الحيوانات في ملابس نساء القبائل التركية، وكانت أشكالها تتلائم مع حياتهم التي تتطلب التنقل والكفاءة في أوقات المعارك.
- تميزت أزياء النساء في تركيا في ذلك الوقت بالنقوش والمنمنمات التي تشير للعصر البدوي.
- غالباً ما كانت تعتمد الأزياء على جلود وأصواف الحملان والحيوانات البرية مثل الدببة والثعالب.
- بعض الأزياء في ذلك الوقت كانت عبارة عن "شروال" يتألف من قميص وسروال فضفاض بالإضافة إلى حذاء من الجلد وحزام وسترة تسمى بالقفطان.
وإلى جانب الصوف كان بعض الأتراك يتبادلون الحرير مع الصينيين ويرتدون الملون منه معتقدين أنه يضيف الهيبة إلى مظهرهم، وكان الأعم الغالب ارتداء السراويل العريضة التي تناسب ركوب الخيل للاستعداد لأي طارئ.
تركيا.. أزياء النساء بعد الإسلام
تأثرت موضة أزياء النساء في تركيا بعد الإسلام بملابس الفرس والعرب، ومع ذلك تميزت التطريزات التركية بنمط خاص فكانت فريدة وليست كغيرها من الأزياء الأخرى وفق ما نقلته حريات وترجمه موقع أوراق تركيا.
لكن بما أن تركيا من الدول التي توالت عليها الحضارات وبسبب مساحتها الواسعة كانت كل منطقة فيها تتميز عن الأخرى وتعكس تأثر أهلها ونسائها بالثقافات المختلفة.
وما ميز غالبية الملابس والأزياء في تركيا ضمن مختلف المناطق سواء كانت للنساء أم الرجال أنها:
- واسعة ومريحة وعملية بعكس بعض الأزياء الغربية أو الحضارات الأخرى المختلفة حول العالم.
- تأثر السلاجقة في الغالب بالأسلوب الفارسي، والعثمانيين الذين عاشوا مع العرب بالملابس التي كانت شائعة ضمن آسيا الوسطى.
أنماط وألوان ملابس كانت محظورة في تركيا
في العهد العثماني كانت بعض الألوان محظورة على عامة الناس وبعض الأنماط من الملابس بقيت خاصة بفئة معينة مثل أعضاء المحاكم والديوان وكل ما يرتبط بالدولة من أجهزة إدارية وقضائية وعسكرية.
ولهذا كان استخدام بعض أنواع النسيج والألوان مقتصراً على أعضاء المحكمة العثمانية، وبالإضافة إلى ذلك لم يكن اللون الأسود محبباً ضمن أزياء النساء في تركيا وحتى الرجال أيضاً لكونه يشير إلى الحزن والكوارث.
واللون المفضل بالنسبة لغالبية الأزياء كان الأخضر الداكن، ونالت تلك الأذواق والألوان المريحة والمسترخية إعجاب العديد من سيدات أوروبا ومن بينهم "ماري وورتلي مونتاغو" الكاتبة والشاعرة الإنكليزية التي أكدت افتتانها بأنماط وألوان أزياء النساء في تركيا.
الأزياء التركية بعد تأسيس الجمهورية
ومع تأسيس الجمهورية التركية تغيرت ملابس النساء بدرجة كبيرة خاصة أن المرأة باتت جزءاً رئيسياً في الحياة العامة وبدأ الطابع الأوروبي يطغى على الموضة في ذلك الوقت.
بدأت أزياء النساء في تركيا تتنوع بألوان جديدة لم تكن تخرج بها السيدات إلى الشارع.
وجرى استبدال الرداء التقليدي الذي يعرف بالعباءة أو الشرشف والحجاب/ بمظلة لإخفاء الوجه.
بعد تأسيس الجمهورية التركية ظهرت أزياء النساء في تركيا بأنماط مثل:
- فساتين ذات زعانف
- معاطف بياقات من الفرو مع حقائب وأنماط فاتنة.
وميزت بعض أنماط الأزياء طبقة الأثرياء عن غيرهم لاسيما في إسطنبول وإزمير شمال غربي تركيا حسبما نقلته cnnturk وترجمه موقع أوراق تركيا .
منذ ذلك الوقت وحتى اليوم تطورت أزياء النساء في تركيا إلى حد كبير، وباتت الصناعات التركية المختلفة ومنها ما يرتبط بالملابس والموضة تجذب الكثير من السيدات حول العالم.
تأثر العالم بالموضة التركية
انتقلت الموضة بشكل نسبي في بعض المناطق من التأثر بالثقافة الغربية إلى التأثير بدول العالم من خلال تصدير الأزياء التي صنعت في تركيا لمختلف الدول خاصة للاتحاد الأوروبي.
اعتمدت الأزياء التركية الجديدة على القطن بدرجة كبيرة وتنوعت الأشكال والأنماط ما بين ملابس محتشمة وأخرى ترضي مختلف الأذواق وهو ما جعل الطلب عليها يزيد من مختلف أنحاء العالم.
لكن أزياء النساء في تركيا تميزت بالدرجة الأولى في عالم الموضة للمحجبات فأصبحت الخيار الأول للباحثات عن الملابس العصرية الشرعية في تركيا والعالم العربي والغربي المسلم.
الألوان التي كانت في السابق محدودة أصبحت كثيرة ومتنوعة تواكب صيحات أزياء النساء في تركيا وخارجها فدخل اللون الأبيض والأصفر والوردي والأسود بل وحتى الأرجواني والبرتقالي.
كما أصبحت بناطيل الجينز للسيدات تشبه إلى حد كبير بناطيل الرجال وغالباً ما تكون في صرعات الموضة الجديدة ضيقة وبحواف وفتحات مشقوقة.
وفي المطاعم وأماكن العمل والحفلات الرسمية تشاهد تنوعاً ضمن أزياء النساء في تركيا، فتجد بعضهن يتجنبن ارتداء السراويل والقمصان القصيرة وفي المساء يفضلن ارتداء الفساتين الأنيقة والبنطلونات أو التنانير المتنوعة.
ورغم أن تلك الأنماط لا تروق للكثيرين لاسيما كبار العمر، فقد لاقت اهتماماً كبيراً لدى فئة الشباب والسيدات الشابات، فبات التنوع والتعايش مع مختلف الأذواق والأنماط نموذجاً لافتاً في تركيا ربما قل نظيره في الدول الأخرى.